إبراهيم عبدالمجيد
إبراهيم عبدالمجيد


إبراهيم عبدالمجيد يكتب: مؤتمر الرواية.. لماذا تأخر

إبراهيم عبدالمجيد

الخميس، 01 ديسمبر 2022 - 06:44 م

كتبت منذ أسابيع هنا مقالا أدعو فيه وزارة الثقافة أن تعيد معرض القاهرة الدولى للكتاب إلى أيامه الأولى التى استمرت لسنوات مع وزارة الفنان الكبير فاروق حسنى حين كان المعرض فرصة لدعوة عدد كبير من الأدباء العرب لحضور ندواته والمشاركة فيها. لم أنتظر ردا لأننى عادة لا أنتظر، فما أكتبه فى هذا البلد هو أمنيات وآمال. هكذا أعتبرها لأريح نفسى من أيّ قلق، خاصة أن ما أكتبه لا أقلل فيه من شأن أحد، فلا أحد منا يعرف ظروف الناس، وخاصة شخص مثلى لم يعمل بالصحافة ولا يعمل بها ولم يكن يوما مندوبا لجريدة أو مجلة فى جهة ما.

أنا أكتب ما أتمناه وأجد نفسى أتمنى غيره فكثير جدا مما حولنا نتمنى له أن يكون أفضل. كان سبب مقالى أنى وجدت كل المعارض العربية تفعل ذلك، وطبعا فى الفعل تقليد جميل لمصر التى سبقت الجميع يوما فى المعارض للكتب. جاءنى رد على الخاص من وزارة الثقافة أن المقال وصل للوزيرة وهو محل تقدير. طبعا أنا أعرف أن ميزانية الوزارة قد لا تتسع لذلك، ومن ثم كان حديثى أيضا موجها لمجلس الوزراء للمساعدة. لم تمر أسابيع إلا وقرأت خبرا أن مؤتمر الرواية العربية الذى كان مزمعا قيامه فى أول ديسمبر الحالى قد تم تأجيله إلى ربيع 2023. لم يكن مع الخبر أيّ أسباب للتأجيل لكن تناثر كلام هنا وهناك أن ذلك حدث لعدم وجود ميزانية كافية  للمؤتمر الذى يدعو عددا كبيرا من الكتاب العرب ممن يعيشون فى بلادهم العربية أو فى بلاد أوروبية وأحيانا يدعو بعض المستشرقين. الحقيقة حزنت جدا أنا الذى كنت أطمح أن يعود معرض القاهرة الدولى للكتاب عُرسا كسنواته الأولى فأكتشف عدم قدرة وزارة الثقافة على إقامة مؤتمر لم يتوقف منذ بدأ إذ كان الأمر كما نعرف عاما للرواية وعاما للشعر، وذات مرة صار عام الرواية عاما للقصة القصيرة. المهم أنه بين القص والشعر.

أحزننى الأمر لأننا مهما كانت الأسباب نقلل من دور مصر الريادى فى الثقافة. قفزت الأسئلة التى تحيرنى دائما، كيف تعجز ميزانية الوزارة فجأة عن ذلك وكيف لا تستطيع الوزارة أن تجد كفلاء من البنوك ورجال الأعمال والشركات الخاصة توضع صورهم فى قاعات الندوات وحولها يستطيعون أن يساهموا ماديا فى الأمر. هذا السؤال يدهشنى جدا عدم وجود إجابة عملية عليه. حزنى ليس لعدم لقاء الأصدقاء من الكتاب العرب، فلقد سهلت السوشيال ميديا لنا اللقاءات والأحاديث المباشرة حتى كدنا نفقد كلمة من نوع «وحشتني» لو كان ما جرى تم فى زمن وطأة الكورونا الكبيرة لكان الأمر طبيعيا لكنه يحدث الآن. لا أجد كلاما أقوله للوزارة فلن تتأخر برغبتها لكنى للمرة المائة أخاطب مجلس الوزراء إذا كان السبب ماليا حقا فلماذا لا تزيدون ميزانية الوزارة لتضع مصر فى مكانها الحقيقى فى الثقافة العربية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة