د. عبد الفتاح إدريس
د. عبد الفتاح إدريس


في اليوم العالمي لمكافحة الفساد..

أستاذ فقه مقارن: الاحتكار جريمة دينية واقتصادية ومظهر من مظاهر الانحراف

نادية زين العابدين

الخميس، 01 ديسمبر 2022 - 08:40 م

يحتفل العالم يوم 9 ديسمبر بيوم مكافحة الفساد.. والاحتكار فى أقوات الناس نوع من أنواع الفساد، خاصة وقت الأزمات وقد حارب الإسلام الاحتكار ونهى عنه، فما هو الاحتكار وجزاء المحتكر  .

يقول الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر : اهتم الإسلام بحياة الفرد والمجتمع، فلم تقف تعاليمه عند تنظيم العلاقة بين العبد وربه فى العبادات وحسب بل تناول الشئون الدنيوية فى المعاملات ومنها حفظه حقوق الناس فى جميع شئونهم حيث إن حفظ المال من مقاصد الإسلام الخمسة. 

والإسلام يسعى فى تشريع أحكامه إلى جعل المجتمع مجتمعاً متكاملاً يقوم على التكافل الاجتماعى وينعم بالأمن ويسلم من الخلافات، ولكن فى هذا العصر نرى الماديات طغت على بعض الناس فانتشر الجشع وجمع المال فكان منها الاحتكار، الذى نهى عنه الإسلام، فالاحتكار جريمة دينية واجتماعية واقتصادية وهو ثمرة من ثمرات الانحراف والفساد. 

ويوضح أن الاحتكار هو حبس المال أو منفعة عامة أو عمل والامتناع عن بيعه وبذله ؛حتى يغلو ثمنه غلاء فاحشاً غير معتاد بسبب قلته أو عدم وجوده مع شدة حاجة الناس له أو الدولة أو الحيوان. 

ويضيف:  واجهت الشريعة الإسلامية هذا التصرف ووقفت لمن يمارسونه بالمرصاد، حماية لمصالح الناس وقد أجمع القرآن والسنة على تحريمه قال تعالى:» يأيها الذين امنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم».

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من احتكر طعاما أربعين ليلة فقد برئ من الله وبرئ الله منه) وقال صلى الله عليه وسلم: (المحتكر ملعون) وقال: (من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله بالجذام والإفلاس).  


ويؤكد أن الاحتكار محرم ومن فعله آثم لأنه من البغي والفساد في الأرض والظلم فهو ينافى صفة التقوى، كما ينافى الأمانة في التجارة، لما فيه من التضييق والإضرار بالناس فى أقواتهم فاقتضى تحريمه أو كراهيته كراهة تحريم كما يقول بذاك بعض الفقهاء لأن الشريعة الإسلامية يسرت للناس سبل التعامل بالحلال، لكى تكون أجواء المحبة سائدة بين الأفراد. 

ويشير إلى أنه إذا كان بعض التجار يستغلون الظروف لخلق أزمات فى المجتمع لما يكون له أثره على أسعار السلع الضرورية، فقد أجاز بعض الفقهاء وقوع العقوبات التعزيرية  على المخالفين  ومصادرة البضائع والسلع ونحوها مما يتاجر فيه إن لم يلتزم التاجر بالسعر المناسب أو توزيعها على الناس بالقيمة الأساسية لها. 

ويؤكد: لا بد أن يكون المواطن على قدر من الوعى وعدم الانسياق وراء الترويج للشائعات بشراء السلعة أو تخزينها لأن ذلك من أسباب ارتفاع الأسعار ويساعد التجار على رفع أسعارها واحتكارها وأطالب أيضاً الإعلام بالتوعية والتركيز على من تسول له نفسه المساس بالقيم المرتبطة بالمجتمع. 


اقرأ ايضا | كريمة: تحليل DNA لا أنكره علمياً ولكنه ليس من الأدلة والقرائن الشرعية

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة