النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب


مونديال قطر موعد مع التاريخ

أخبار اليوم

الجمعة، 02 ديسمبر 2022 - 05:52 م

يشاهد العالم بأسره، حاليًا، التنظيم الرائع لمونديال كأس العالم فى دولة قطر، الذى أثبت للجميع أن العرب قادرون على صنع المستحيل، بما لديهم من ثقافة رفيعة وقيم إنسانية خالدة.

ولأن ثمة خيطا رفيعا بين الرياضة والسياسة، واجهت قطر حملة ممنهجة  تصدت لها بشجاعة منقطعة النظير، حتى حققت هذا الإنجاز التاريخي.

والشىء الذى لم يكن متوقعًا، هو رد فعل المشجعين الأوروبيين الذين أبدوا احتراما وتقديرا للثقافة العربية حتى إن بعضهم كان يبث مقاطع مصورة يظهر فيها استمتاعه بجو المونديال، والاعتراف بأن الثقافة العربية تقرب الآخر أكثر مما تبعده.

وفى مقطع انتشر مؤخرًا أكد مشجع أمريكى أن التنظيم لا مثيل له، وقال مخاطبًا مواطنيه: «لا تصدقوا وسائل الإعلام الغربية، هذه احتفالية عالمية، والناس هنا فى منتهى الود، واستقبالهم للجمهور رائع، ولكن إعلامنا يكذب! 

وأهم ما يميز هذه البطولة، الحفاوة التى وجدها زوار قطر ومن ذلك هدايا الجمهور الثمينة فى حفل الافتتاح، والمواصلات المجانية، والمرافق المفتوحة للترفيه، وقرب الملاعب من أماكن إقامة الجماهير، وانتشار عدد كبير من المتطوعين لإرشاد الضيوف وتقديم المساعدة لهم.

ولكن وسط هذه التظاهرة الرياضية، كان من المؤسف أن بعض المنتخبات الأوروبية عقد العزم على جعل المونديال مهرجانًا للاحتفاء بدعم ما يريدونه من سقوط أخلاقي، فكانت «شارة المثليين» هى إحدى المعارك الكبرى التى فُرضت على قطر، غير أنها خرجت منها منتصرة.

ولم يكن انتصار قطر لها فحسب، بل للعالم الإسلامى كله، خصوصًا أن حمل هذه الشارة بات ظاهرة فى البطولات الأوروبية، وتضامنا مع سلوكيات يرفضها الدين والعقل والفطرة السليمة.

كما شوهدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسى فيزر ترتدى شارة المثليين فى مباراة ألمانيا واليابان. والغريب أنها تحايلت على المنظمين، حينما دخلت مرتدية سترة تغطى الشارة، ثم أظهرتها فيما بعد داخل الملعب! لتعكر صفو البطولة التى تعتبر الأفضل منذ بدء بطولات كأس العالم عام 1930 وفى ردهم على تصرف الوزيرة الاستفزازي، ظهر المشجعون العرب، وهم يرتدون شارة «الكوفية» الفلسطينية.

إن نجاح قطر المبهر فى تنظيم المونديال، سوف يلقى بظلاله طويلًا على الساحة الدولية، باعتباره تجربة ملهمة، وهذا النجاح لم يأت بشهادة مئات الآلاف من الجماهير فحسب، بل من كبار المسئولين الدوليين الذين لمسوا تنظيمًا استثنائيًا، يعكس افتخار قطر أولًا بمبادئها العربية والإسلامية المتأصلة، وإيمانها بقدرة الرياضة على التقريب بين الشعوب.

وفى الافتتاح الذى شرفه بالحضور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذى بحضوره يكتمل شمل العرب، لأنه قائد من طراز فريد وحكيم، وممن  يقول الله عز وجل فيهم: (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا).

أعلنت الدوحة، أصالة عن نفسها، ونيابة عن كل العرب والمسلمين، مواقفها المبدئية فى حفل انطلاق المونديال عبر تلاوة الآية القرآنية (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى، وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

وحملت الآية الكريمة رسالتين واضحتين، أولاهما أن الله خلق البشر من ذكر وأنثى، وهى رد كافٍ على كل من يحاول إقحام جنس ثالث أو أجناس أخرى فى البشرية، وثانيتهما هى رسالة سلام إنسانى عالمي، حيث خلق الله البشر شعوبًا وقبائل ليتعارفوا لا ليتنافروا أو يتقاتلوا.

وجمع المونديال بين التقاليد والحداثة، بعيدًا عن كل السلوكيات المنافية لتعاليم الدين الإسلامى والقيم الإنسانية الرفيعة.

وأتاح متنفسًا لكثيرين ممن نزلت بهم نوائب جائحة كورونا ونوازل الحرب فى أوكرانيا، الأمر الذى أعاد إلى الجماهير الأمل فى أن البشر بوسعهم أن يمنحوا للعالم سلامًا بات عزيزًا على التحقق، إن هم امتلكوا الرغبة والإرادة الحقيقية واحترموا اختلافاتهم الثقافية والحضارية.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة