تيك توك
تيك توك


منصورة عز الدين تكتب : هل يقود تيك توك ثورة فى سوق النشر؟

أخبار الأدب

السبت، 03 ديسمبر 2022 - 01:01 م

كل يوم تقريبًا نُفاجأ بأن الاختزالات والتوقعات التبسيطية غير صالحة للإحاطة بتعقد عالمنا المعاصر وعصيانه على القواعد والتنميطات. لو طبقنا هذا على عالم الكتب والنشر، نجد أن معظم الوسائط والمنصات التى توقع البعض أنها ستزاحم الكتب وتجعل القراءة شيئًا من الماضي، قد ساهمت فى الترويج للقراءة والكتب، بل وأحدث بعضها ثورة فى عالم تسويق الكتب.

اقرأ أيضا| «FBI»: تطبيق "تيك توك" خطر علي الأمن القومي الأمريكي
وعلى تويتر مثلًا نجد حسابات، بكل اللغات، مخصصة للحديث عن الكتب والتنويه بالجيد منها، وبات من الملحوظ انتشار جماعات عابرة للجنسيات والثقافات، يلفت أفرادها أنظار بعضهم البعض إلى كُتَّاب مميزين، لم ينالوا بعد ما يستحقونه من شهرة وتقدير.

وعلى فيسبوك انتشرت مجموعات القراءة المختلفة وأحدثت رواجًا كبيرًا لبعض العناوين والكُتَّاب، وهو أمر لا يمكن إنكاره، سواء اتفقنا أو اختلفنا فى تقييمنا لما تروج له هذه المجموعات. وقبل الاثنين لعب يوتيوب وقنواته المخصصة لمراجعات الكتب دورًا مهمًا فى توسيع شرائح المقروئية.

والآن، بدأ الانتباه إلى الثورة التى أحدثتها منصة، لم يكن متوقعًا منها أن تلعب أى دور فى هذا المجال، وأقصد بها تيك توك التى يرى البعض فى الولايات المتحدة الأمريكية أنها تحوِّل سوق النشر جذريًا مؤخرًا.

وبطريقة يعجز الناشرون عن فهم آلياتها، فكما اعترف عدد كبير منهم، هم عاجزون عن فهم آلية عمل خوارزميات تيك توك، ولا كيف تؤدى إلى تسليط ضوء هائل مفاجئ على كتب دون أخرى.
بعض الكُتّاب أيضًا أشاروا لاندهاشهم من الوصول إلى قراء غير متوقعين بالنسبة لهم بفضل تيك توك والحسابات المخصصة للكتب والقراءة عليه والتى يُطلق عليها «بوك توك».

ومن هؤلاء الروائية تشيلسى ج. سومرز التى تحولت روايتها الأولى «جوع ما» إلى صرعة رائجة على تيك توك، رغم صدورها عن دار مستقلة وصغيرة. تقول المؤلفة إن الرواية المنشورة فى ديسمبر 2020.

والتى حظيت بمراجعات إيجابية فى وسائل الإعلام التقليدية، لم تبدأ مبيعاتها فى الارتفاع سوى مع تزايد الاهتمام بها تيك توك، حيث بدأت حينها تبيع ما لا يقل عن خمسمائة نسخة أسبوعيًا، وأخذ الحديث عنها يتضاعف ووصلت إلى شرائح جديدة من القراء معظمهم من المراهقين والشباب.

وفى مقابل حماس الكثيرين للدور الكبير الذى بدأت هذه المنصة تلعبه ثقافيًا، ثمة تحفظات مفادها أنها تركز بالأساس على عناوين خفيفة مثل الروايات الرومانسية وغيرها من أنواع بعيدة من وجهة نظرهم عن الأدب الجاد.

وكما أنها تُضعِف من دور النقد التقليدى وتدفعه صوب مزيد من الانحسار والتهميش، لصالح آراء انطباعية بسيطة، لكن رغم هذه التحفظات، الجميع تقريبًا يرى أن أثر تيك توك على سوق الكتاب من الصعب إنكاره، والأجدى البحث عن سبل تطويره بحيث يكون أكثر فعالية وتمثيلًا للأدب المعاصر بكل أطيافه.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة