الضحية
الضحية


رصاصة في الرأس هدمت 3 بيوت.. جلسة صلح انتهت بقتل شقيق زوجته

أخبار الحوادث

الأحد، 04 ديسمبر 2022 - 12:28 م

حبيبة جمال

 إكرامي، بطل القصة، شاب عرف الشقاء طريقه منذ الصغر، خلع ثوب الطفولة وارتدى عباءة المسئولية، كان سندًا لأسرته، معروف بالطيبة والشهامة.. ولكن ماذا فعل إكرامي كي نحكي هذا عنه؟.. أي ذنب اقترفه ليتم قتله بوحشية وتكون هذه هي نهايته؟!.. فقط الكراهية والحقد والانتقام الذي طغى على المتهم فأعمى قلبه وبصره.. فخطط ودبر ونفذ.. ذهب لبيت الضحية حاملا بين ملابسه سلاحه الناري، ورغم أنه جلس مع الضحية وأسرته من قبل وتناول معهم الطعام إلا أن فكرة القتل ما تزال تسيطر عليه.. نسي النسب والعشرة والعيش والملح، وتناسى شهامة الضحية معه ومساندته، تغافل عن صوت ضميره بالتخلي عن تلك الفكرة وأصبح صوت سلاحه هو المسموع وبطلقة استقرت في رأس الضحية انتهى كل شيء.. مات شاب بلا ذنب ودمرت ثلاث أسر.. وهو لم يجنِ شيئا سوى الإعدام.. والسبب لا شيء يذكر.. تفاصيل مأساوية ومثيرة ترويها السطور التالية.

قبل 6 سنوات من الآن، تقدم محمد وهو شاب يبلغ من العمر الآن ٣٧ عاما، للزواج من نسمة، تلك الفتاة التي تعيش بمركز سيدي سالم، بمحافظة كفر الشيخ.. جلست نسمة معه وشعرت براحة كبيرة، واعتقدت أنه سيكون سندًا لها وزوجًا صالحًا، فوافقت عليه الأسرة وتم زفافهما في حفل كبير حضره الأهل والأصدقاء.. وانتقلت نسمة للعيش معه في بيته بعزبة القزاز التابعة لمركز دسوق.

عاش الاثنان أيامًا من السعادة والحب حتى رزقهما الله بطفلهما الوحيد، وبدأت تعرف الخلافات والمشكلات طريقها إليهما ونتيجة تلك الخلافات تركت نسمة البيت وذهبت لبيت أسرتها وظلت هناك، حتى حاول محمد إعادتها مرة أخرى ولكن يبدو أن المشاكل وصلت لطريق مسدود، ظن محمد أن شقيقها إكرامي هو السبب وأنه يرغب في عدم إكمال تلك الزيجة، فتملك الغضب منه وسيطرت عليه رغبة الانتقام، فأعمت قلبه وبصره، خرج من البيت حاملا بين ملابسه سلاحا ناريا قاصدا بيت أهل زوجته، وعندما وصل هناك، طلبت منه الأسرة الدخول وتناول الطعام معهم بعدها يجلسون ويتكلمون، لم يكن ذلك كافيًا ليتراجع عن خطته بل ازدادت قناعته بتنفيذ ما فكر فيه خاصة بعدما امتنعت الأسرة عن تسليمه طفله؛ فخرج من البيت والغضب يتطاير من عينيه، تقابل مع إكرامي الذي كان عائدًا للبيت يقود التوك توك الذى يعمل عليه، فطلب منه النزول ليتحدثان سويا، لم يكمل النقاش دقائق حتى أخرج محمد السلاح من بين ملابسه وأطلق رصاصة استقرت في رأس إكرامي ليسقط غارقا في دمائه وسط ذهول وصدمة من الأهالي، وتركه غارقا في بركة من الدماء وفر هاربا، أسرع الأهالي به للمستشفى في محاولة منهم لإنقاذه، وأبلغوا مركز شرطة سيدي سالم بالواقعة.

على الفور تشكل فريق بحث للقبض على المتهم وكشف ملابسات الواقعة، وتم القبض على القاتل والذي اعترف بجريمته وسببها أن إكرامي يرغب في طلاق شقيقته منه، فتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
على الجانب الآخر، كان إكرامي يرقد داخل المستشفى في حالة يرثى لها، ظل راقدًا فيه ٤٠ يوما تحيطه دعوات من الجميع بالشفاء العاجل، ولكن في النهاية صعدت روحه للسماء، مات إكرامي تاركًا أم وأب بلا سند وأرملة وطفلين في ظلمة اليتم يواجهان الحياة دون أب يرعى أو يساند.. إكرامي ذلك الشاب الذي عرف الشقاء طريقه إليه منذ صغره، فخلع ثوب الطفولة وارتدى عباءة الشقاء، كان مساندا لأهله وعكازهم في الحياة، لم يتوقع أحد أن تكون هذه هي نهايته.

إسدال الستار

ظلت القضية متداولة داخل ساحات المحكمة على مدار عام كامل، تولى فيها عثمان البلاصي الدفاع عن حق المجني عليه، يحكي لنا تفاصيل ما حدث امام المحكمة: «مات بوحشية كما تحكي الأوراق، ولكن مهما كان عدد صفحاتها وما بها من كلمات لا تكفي لتحكي لنا كيف مات هذا الشاب، لأن لحظات القتل من الصعب وصفها وطلوع الروح لا رجعة فيه، فإزهاق الروح من أكبر الكبائر في كل الشرائع السماوية»، وجاءت مرافعاته مستشهدة بالأدلة والآيات القرآنية، حتى أسدلت محكمة جنايات كفر الشيخ، الدائرة الثالثة الستار عن تلك الجريمة البشعة؛ فقضت المحكمة برئاسة المستشار مدحت عبد الحميد أبوغنيم، وعضوية المستشارين فاروق سعد بسطويسي، وإيهاب فؤاد شعبان، وسكرتارية مجدي غانم، وبحضور معتز محمد الغازي وكيل النيابة، بإعدام المتهم.

أسرة الضحية

تواصلنا مع والد الضحية لمعرفة تفاصيل أكثر وإحساسهم بعدما حكمت المحكمة بالقصاص، فقال: «حتى الآن لا نعرف السبب الحقيقي وراء ارتكابه الجريمة، فلم تكن هناك أي خلافات أو مشكلات بيننا، بالعكس منذ أن تزوج ابنتي ونحن نعامله مثل ابننا تماما ونساعده في مصاريف البيت، كل جمعة يأتي للجلوس معنا وعندما يمشي نعطيه من كل خيرات البيت، حتى يوم الجريمة؛ جاء محمد وجلسنا جميعا لتناول الطعام وكان معنا إكرامي وأعطى شقيقته ٤٠٠ جنيه حتى تكشف، ثم تركنا للخروج على لقمة عيشه، حتى فوجئنا بما حدث، وكانت صدمة بالنسبة لنا جميعا».

صمت الأب قليلا ثم استكمل بنبرة صوت يعتليها الحزن قائلا: «حكم المحكمة أراح قلوبنا، وسوف تبرد نارنا عند تنفيذ حكم الإعدام، فقد قتل سندي وعكازي في الحياة، فإكرامي كان ابنا بارا بنا.. مشهود له بالأخلاق الحميدة والسمعة الطيبة، يحمل البيت على كتفه وينفق علينا، مات وبموته دمرت ثلاث أسر، أنا ووالدته، والثانية زوجته وطفليه، والثالثة شقيقته وابنها كل ليلة استيقظ من نومي مفزوعا وأبكي مثل الأطفال. لا أعرف كيف سنعيش بدونه، ولكن لا نملك سوى أن نحمد الله على قضائه».

أقرأ أيضأ : استولى منه على 150 ألف جنيه ثم قتله.. إحالة أوراق قاتل شاب المعادي للمفتي
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة