هبة أحمد حسب
هبة أحمد حسب


الأديبة المرشحة لجائزة الشيخ زايد: روايتي ليست عالمًا «أفلاطونيًا»

سمر نور

الأحد، 04 ديسمبر 2022 - 06:08 م

تبحث الأديبة هبة أحمد حسب في روايتها «الملكة فريدة وسيدنا المظلوم» في التاريخ بمعناه الأشمل، تتجول بين التاريخ المكتوب والتاريخ الشفاهي والتاريخ المتخيل.

وما بين ما تداوله المؤرخون وما روته الجدة، وما نسجه خيالها عن سيرة جدودها الشخصية، وسيرة الملكة فريدة في آن واحد، كأنها تسعى، في روايتها الصادرة عن مركز المحروسة للنشر، لبناء عالم روائي لا يمكن الفصل فيه بين ما يدور في أروقة القصر، وما يدور خلف أبواب بيوت الحارة المصرية في زمن يمتد بين عدة أجيال.

تعبر الرواية ما بين زواج الملكة فريدة من الملك فاروق، المتزامن مع مولد الجدة زينب، وبين وفاة فريدة، وما بين الحدثين حيوات لشخصيات الحارة عبر عقود، ومصائر تتقاطع ما بين القصر والحارة، وهو ما تعبر عنه الروائية قائلة: «بداية الانطلاق لكتابة الرواية جاءت من حديث عابر مع جدتي زينب عام ٢٠١٤ عرفتُ فيه أنها ولدت يوم زواج الملك فاروق من الملكة فريدة، في هذه اللحظة لمعت فكرة الرواية بداخلي وتيقنت من كونى كاتبتها يومًا ما، وبالفعل دوّنت صفحة واحدة منها في مسوّدة ثم تاهت وسط العمل والمشروعات،. ولم أكن وقتها قد نشرت كتابي الأول بعد، وفى السنة الأخيرة لحياة جدتي زينب بنت ناعسة سنة ٢٠١٩ جاء العمل المنتظم على الرواية، ثم بدأت شخصية الملكة فريدة تتحول أثناء الكتابة من شخصية ثانوية إلى شخصية أساسية وفاعلة، تقتسم البطولة مع جدتي زينب بنت ناعسة، ثم تقاسمت الظهورَ العوالمُ الخاصة بكلتيهما من قصر عابدين إلى حارة سيدى المظلوم».

وتعمل الأديبة في الإذاعة منذ عام ،٢٠٢١ وهو ما تعتبره حلم الطفولة، وتقدم برنامجًا إذاعيًا منشغلًا بعالم التاريخ والتراث الثقافى الشعبى المصري، ومدلولات السلوك الإنسانى فى الطبقات المجتمعية المختلفة، وكذلك تتبع الحكايات المرتبطة بالأماكن والأشخاص، وهو ما يقترب مع حالة روايتها الأخيرة المنشغلة بالتاريخ والتصوف الشعبي، وتشير هبة فى هذا الإطار إلى أحد خيوط روايتها:»كنتُ أدوّن وأتتبع سيرة أحد أفراد عائلتى وهو جدّ أمي، أحد أولياء الله الصالحين الذين ظهرت لهم ما يُسمى فى العرف الشعبى بالـكرامات، خاصة بعد أن شاهدت صورة له بعد وفاته بشهرين عام ١٩٦٦.

وقد ظهر فى الصورة بهيئته كاملة يزور واحدة من سيدات آل البيت حيثما التقطت الصورة، أثناء البحث عن سيرة هذا الولى الصالح انغمست فى العالَم الساحر للتصوف الشعبى فى مصر، التصوف ليس بتعريفاته الأكاديمية أو الاصطلاحات العامة وإنما بمفهومه البسيط داخل كل بيت مصرى فى تلك الفترة، وهو بالمناسبة تصوف يساوى بين زيارة سيدنا الحسين، وكتابة الخطابات للإمام الشافعي، وبين زيارة الكنائس وتعليق صور «نتيجة» شهرية/ روزنامة تحتوى على صورة السيدة العذراء والسيد المسيح، هو إيمان بالغيبيات المقدسة التي لم يكن من المسموح المساس بها أو التقليل من شأنها أو شأن معتقديها، ومن هنا كان إظهار العلاقة مع مقام سيدى المظلوم والسلطان أبى العلا، وعقيلة البيت الهاشمى السيدة زينب رضى الله عنها، ولقد عايشت أثناء طفولتي بعض تلك التفاصيل أثناء زياراتي المتكررة مع جدى لمساجد آل البيت، ولكن عين الطفولة كانت تختزن المشاهد فقط دون تركيز وتحليل، لكننى استندتُ عليها في رسم الصورة الكلية للتصوف الشعبي آنذاك».. تشير هبة إلى أنها بدأت الكتابة بانتظام عام ٢٠٠٨.

جاء حوارنا بعد صعود الرواية إلى القائمة الطويلة لـ جائزة الشيخ زايد وهو ما تعلق عليه أديبتنا المتميزة قائلة: الترشح لجائزة مميزة على مستوى الوطن العربي كجائزة الشيخ زايد للكتاب بمثابة جواز مرور للعمل الأدبي إلى مجتمعات جديدة ومستويات مختلفة من الوعى والثقافة والإدراك لمناطق الكتابة في الكتابات المصرية.

وأنا أعتقد أنه كلما زادت قوة وصرامة معايير الاختيار في الجائزة زادت مصداقية الأديب لدى القراء ووجد العمل لنفسه متسعًا لإثبات أحقيته في القراءة والانتشار».

أقرأ أيضاً - د. طارق عبد العزيز يكتب: إبداعاته الفطرية في متاحف العالم حسن الشرق.. أيقونة الغرب

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة