أحمد شلبى
أحمد شلبى


كلام على الهواء

الانتماء .. وجراحه

أحمد شلبي

الأحد، 04 ديسمبر 2022 - 08:50 م

كأس العالم 2022 أعاد إلى ذكريات كأس العالم 1990 الذى شاركت فيه مصر وكان لى بعض المقالات عن هذه البطولة. والآن تعود بى الذاكرة إلى مقال بعنوان الانتماء تناولت فيه اللاعبين الذين تم تجنيسهم بدول أخرى وتساءلت ماذا يفعل اللاعب المتجنس باسم دولة لو لعب أمام بلده الأصلى وماهو شعوره لحظة هزيمة دولته التى تربى فيها؟ وماذا عن علاقته مع أهله وبنى وطنه الذين يشجعون بلدهم.


إن فقدان الانتماء من خلال كرة القدم أو من خلال الحياة فى دولة أخرى لفترة طويلة من الزمن قد تنسى الإنسان وطنه. فهل لهذا من علاج؟ وكيف تكون العلاقة مع الوطن والأهل؟ هؤلاء الأبناء خرجوا من ثوب الوطن والأسرة.. تلك المأساة طرحت أسئلة مشروعة؛ هل كرة القدم والرياضة بصفة عامة أصبحت مدعاة لفقدان الانتماء أم أنها مجال للتعارف بين الشعوب والتعاون بينها وزرع الأخلاق فى التعامل فيما بينها. كيف نداوى جراح اللاعب المتجنس عندما يحرز هدفاً فى فريق بلاده فى بطولة عالمية وكأنه أصاب الأسرة فى صميم قلبها؟ وجدت الحزن يعلو وجه لاعب الكاميرون عندما أحرز هدف الفوز لسويسرا فى فريق وطنه الأم فلم يشارك فى الاحتفال مع زملائه الجدد بل واكتسى وجهه بالألم الشديد. وحتى بعد انتهاء المباراة سلم على أبناء جلدته وكأنه يعتذر لهم. إذا كان من حق الإنسان أن يبحث عن مستقبل أفضل وتحقيق ما يصبو إليه من مال وشهرة فليس من حقه أن يتنازل عن جذوره ووطنه. إذا كان هذا على مستوى اللعب فما بالنا لو اتسع المجال واندلعت الحروب؟ هل يقاتل الابن المتجنس إلى جانب وطنه الجديد ويقتل أهله ويدمر وطنه؟ إنها مأساة ومطلوب من الهيئات المعنية وطنياً ودولياً أن تنظم قوانين اكتساب الجنسية بحيث لا يؤثر ذلك على زعزعة الانتماء الأصلي. فقدان الانتماء يظهر أشد ما يكون بين الجواسيس الذين فقدوا ولاءهم وعملوا لحساب دول معادية، وأخشى أن يكون فقدان الانتماء فى المجال الرياضى بوابة لتخريج من يتنكرون لأوطانهم بدافع المصلحة الذاتية. وحتى لا يتكرر المشهد الحزين للاعب الكاميرون ومن سبقه يجب أن يشترط اللاعبون المتجنسون عدم اللعب أمام أوطانهم لمنع جراح عدم الانتماء.


● يظل لاعبنا العالمى محمد صلاح نموذجاً مضيئاً ونادراً فى الانتماء للوطن والأهل رغم رحلة احترافه الطويلة فى أكثر من دولة.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة