عصام السباعي
عصام السباعي


عصام السباعي يكتب: مصر .. المنصورة

عصام السباعي

الإثنين، 05 ديسمبر 2022 - 08:19 م

 

مصر تخوض ملحمة وطنية جديدة، فى مواجهة أمواج اقتصادية عاتية ورياح ركود عاصفة، كفيلة بإغراق أى سفينة مهما كانت، أو على الأقل إصابتها بأضرار فادحة تجعلها تترنح على جنبيها، تلعب بها الأمواج كيفما شاءت، نجحنا فى تحقيق تلك الملحمة، أو بمعنى أصح، المعجزة فى مواجهة تداعيات جائحة وباء كورونا، وقدمت مصر نموذجا متكاملا فى المواجهة، وذلك باستمرار الحياة الطبيعية، وتطبيق التدابير الاحترازية مع استمرار العمل، وساعد فى نجاح التنفيذ البرامج الإصلاحية التى شملت جميع القطاعات.

ولفت النموذج المصرى انتباه العالم، وبدأ فى استعادة مافات، ولم يكد البشر فى العالم يستعيدون دقات قلوبهم، حتى ضربته تحديات جديدة من صنع البشر أنفسهم، وأقصد بها الحرب الروسية الأوكرانية، التى أجهزت على ما نجا من وباء كورونا، أو أكملت الدمار الذى خلّفه الوباء، وشهدنا موجات التضخم العاتية، وعواصف الركود الضارية وهى تضرب كل اقتصادات العالم بلا رحمة، سواء العالم المتقدم أو النامى، ونجحنا فى تجاوز كل ذلك، وخاصة ما يتعلق بتأمين الاحتياجات الاستراتيجية، وتنفيذ أكبر شبكة للحماية الاجتماعية، والأهم الاستمرار فى مواجهة الحياة بالعمل، واستكمال ما قد بدأ.

ربما أن هناك بعض المصريين لا يرون الصورة من الداخل، كما يراها ويرانا الآخرون فى المجتمع العالمى، ليفخر بما صنعه أهل بلده، ويتابع العالم وهو ينظر إلينا مقدراً ما نقوم به فى كل مكان على أرض مصر، وكان آخرها افتتاح مدينة المنصورة الجديدة، والتى يمكن أن نعرف أهميتها فى السياق العام الذى أوضحه الرئيس عبد الفتاح السيسى، وهو أنها جزء من خطة تنموية شاملة نفذتها الدولة على مدار السنوات الماضية لبناء٣٠ مدينة من الجيل الرابع فى الدلتا والصعيد والقناة، لاستيعاب الزيادة السكانية والتعامل معها بصورة متكاملة وعلى مدار أجيال مستقبلية متعددة، لا مجرد حلول قصيرة المدى، تظلم الأجيال القادمة من الأبناء والأحفاد، وهو نفس الشىء الذى يتم فى مشروعات البنية الأساسية والمرافق فى كل أنحاء مصر، وكان آخرها المشروعات التنموية فى الإسكندرية، ومن بينها شريان النقل والنقلة الحضارية متمثلة فى محور أبو ذكرى الذى سيحقق نقلة حضارية غير مسبوقة، ويربط بين شرق وغرب الإسكندرية، ومشروعات تطوير ميدان محطة مصر، ومشروعات محطة تحيا مصر متعددة الاستخدام ضمن عملية التطوير الضخمة لميناءى الإسكندرية والدخيلة، والميناء الأوسط.

وكأن مصر على موعد متجدد مع الإشادة الدولية على الوقوف فى مواجهة التحديات وإنجاز المشروعات حتى فى أسوأ الظروف العالمية والتحديات الإقليمية، فهى تحمل سلاحها تدافع عن أرضها وحدودها  وثرواتها وشعبها، وتعمل فى نفس الوقت على تنفيذ مشروعات الإصلاح فى القطاعات المختلفة، ويكفى مجرد متابعة لعناوين المشروعات، وموضوعات المؤتمرات والاجتماعات التى يعقدها الرئيس السيسى من أجل متابعة الإصلاحات الاقتصادية وتوطين الصناعة وخاصة السلع والمعدات الثقيلة والتصنيع العسكرى وتوفير الاحتياجات الزراعية والغذائية وترشيد الواردات وتعظيم الصادرات.

ما شهدناه بالأمس فى المنصورة، واليوم فى الإسكندرية، وسنشهده غدا فى أى بقعة من أرض مصر، هو عنوان لحقيقة مهمة، وهى أن الأحلام قابلة للتحقيق، وأن مواجهة التحديات لا تعرف المستحيل.

وتبقى النتيجة المهمة، التى لخصها الرئيس عندما قال فى المنصورة إن مصر بقدراتها وقدرات أبنائها، قادرة على تحويل كل أزمة إلى فرحة، وصناعة المستقبل من تحديات الحاضر، وأن المواطن المصرى هو بطل قصة هذا الوطن، وأن العمل والإنتاج هو مفتاح النجاح، ويبقى أيضاً أن ندافع عن انتصاراتنا التى نحققها بالصبر والعمل والروح والدم فى بعض المواقع فى مواجهة الخارجين على الوطن والقانون والإنسانية، وأن نحرص على استمرارها، وهو أمر لن يتم إلا بتكافلنا وتضامننا، ولن نحصد ثمار ما زرعناه إلا بوحدتنا، وصبرنا على تلك المرحلة الانتقالية المفصلية سواء على المستوى المحلى أو الإقليمى والعالمى، بأن نعيش على ما زرعناه وصنعناه وتعبنا فيه، وأن نحرص على أن تكون «مصر المنصورة» هى هدفنا فى كل مجال، ونحن نتسلح بالأمل والعمل والعرق والحب والثقة فى أنفسنا وقادتنا، فخلف كل ليل فجر سوف يبتسم لنا  ولمصر المنصورة.
ودائما ودوما وأبدا تحيا مصر.

بوكس

مصر أم الدنيا .. وسر الخلود .. وأصل الوجود

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة