د. حسام محمود فهمى
د. حسام محمود فهمى


شجون جامعية

حكومية وخاصة وأهلية ثم معاهد

الأخبار

الثلاثاء، 06 ديسمبر 2022 - 07:51 م

للجميعِ الحقُ المشروعُ فى الطموحِ والأملِ، فى التعليمِ والمستقبلِ. الدولُ المُسيطرةُ فى عالمِ اليوم هى التى أتاحَت فرصًا متكافئةً للتعليمِ الحقيقى بكلِ مستوياتِه، بعيدًا عن شعاراتٍ كاذبةٍ عن جودةٍ غائبةٍ واِعتمادٍ زائفٍ. حالُ التعليمِ عندنا بكافةِ مستوياتِه وقعَ، بكلِ أسفٍ، أسيرًا لتجاربِ من جعَلوا مُسمياتِ التطويرِ والجودةِ سببَ كراسيهِم واستمرارِهم لعقودٍ؛ يَتَمَسحون فى الغربِ ومنه يتمَلَصون وفقَ رغباتِ مصالحِهم.

التعليمُ العالى له تصنيفاتٌ عِدةٌ، بدأَ حكوميًا خالصًا على قدرٍ من الاِحترامِ والقيمةِ، ثم مع الخصخصةِ ظهرَت الجامعاتُ الخاصةُ بمفاهيمٍ جديدةٍ أعلَت قيمةَ المالِ وجعلَت الشهادةَ والنجاحَ لمن وجدوه فى جيوبِهم. تأثرَ التعليمُ الحكومى بالتعليمِ الخاصِ بدلًا من أن يؤثرَ فيه، فظهرَت البرامجُ المدفوعةُ الثمنِ وكأنها التطويرُ. 

تغيرَت أخلاقياتُ التعليمِ الحكومى وأهدافُه، وظهرَت إداراتٌ ودوائرٌ اِرتبَطَت تطلُعاتُها بالترويجِ لهذا النمطِ. ومع تلاشى دعمِ التعليمِ من المُوازناتِ ظهرَت عشراتُ الجامعاتِ الأهليةِ على أنها لا تستهدفُ الربحَ، لكن واقعًا المكسبُ حلو، ومصاريفُها فوق فى العَلالى.

عَكَسَت هذه المُسمياتُ طبقيةَ التعليمِ لا قيمَتَه، فمجموعُ الاِلتحاقِ بالجامعاتِ ينخفضُ بمقدارِ مصاريفِها حتى يتدنى لـ ٦٥٪، للدراساتِ الهندسيةِ فى الجامعاتِ الأهليةِ. 

من لا مالَ له فما أمامَه إلا المعاهدُ العليا حتى لو علا مجموعُه عن الجامعاتِ الخاصةِ والأهليةِ، وكأن الدراسةَ بهذه المعاهدِ شهادةُ فقرٍ. 

الدراساتُ الهندسيةُ غَدَت المَجنى عليه الأكبرَ فى تعدديةِ التصنيفاتِ تلك بفعلِ من استوطَنوا أمورَها لعقودٍ وعقودٍ.

تعليمٌ طبقيُ تسودُه الرغبةُ فى حصدِ المالِ، تُدمرُه جودةٌ مخادعةٌ. كيف إذن فى أجواءٍ كتلك ينشأُ جيلٌ مُنتَمٍ نجح لمجردِ المال أو تتحطمُ أماله لقِلتِه؟؟ 

أهكذا تُبنى الدُوَلُ؟؟ 

أليست المؤسساتُ التعليميةُ أولى بميزانياتِ ومكافآتِ الجودةِ والاِعتمادِ؟؟ 

ألم يحِنْ لغيرِ رجعةٍ آوانُ تنحيةِ وجوهٍ تَغَولَت ودوائرِها؟؟

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،

أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة