رقائق الذهب
رقائق الذهب


بير أثرية تكشف سر وضع تمائم من رقائق الذهب على شكل ألسنة

محمد طاهر

الأربعاء، 07 ديسمبر 2022 - 03:52 م

قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات د. أحمد عامر أن المصري القديم كان يضع فى أفواه الموتى تمائم من رقائق الذهب على شكل ألسنة للموتي لكي يتمكنوا من التحدث أمام محكمة الإله "أوزير" فى الحياة الأخرى، حيث كان يعتقد المصريون القدماء أن الإله "أوزير" هو سيد العالم السفلى وقاضى الموتى، ولم تكن هذه هي الواقعة الأولى حيث تم العثور على مومياوات ذهبية موضوعة داخل أفواهها في معبد "تابوزيريسماجنا" بالإسكندرية، حيث تم الكشف عن سته عشر مقبرة في مقابر منحوتة بالصخور كانت شائعة في العصور اليونانية والرومانية، كما تم الكشف داخل هذه المقابر عن عددا من المومياوات لكنها كانت محفوظة بشكل سيئ، وكان ذلك في "تابوزيريسماجنا" بمدينة الإسكندرية.

وأشار "عامر" إلى أن المصريون القدماء قدروا الحياة وآمنوا بفكرة البعث والخلود، وهو ما قادهم إلى البدء في الإستعداد للموت فقد إعتقدوا أنه حتى بعد الموت، ستستمر الحياة وسيظلون بحاجة إلى أجساد مادية لذلك، كان الغرض الرئيسي من التحنيط هو الحفاظ على الجثث أقرب ما يكون إلى حالتها الطبيعية، وهو أمر مهم للحفاظ على الحياة، كان الجسد المحنط في عيون المصريين يحتوي على روح الشخص "الكا"، إذ كان يعتقد أن الروح قد لا تدخل الآخرة إذا هلك الجسد لهذا السبب، كان تجهيز القبور يعد احتفالًا مهمًا في الثقافة المصرية، وقد اشتملت عملية التجهيز للحياة الآخرة أيضًا تخزين المتعلقات بما في ذلك الآثاث والملابس والطعام والمجوهرات قبل وقت طويل من وفاة الفرد.

ولفت "عامر" أن المصريين القدماء إستخدموا الکتان في تغليف المومياوات لأنهم کانوا يقدسون الکتان، معتقدين أن "أوزير" کان ملفوفًا به بعد الموت، وبعد تغليفه بلفائف الكتان، يوضع الجثمان في رمال ساخنة لمساعدة مكونات التحنيط على الحفاظ على سلامة الجسم، وقد تم إستخدام الذهب فى منحوتات الفراعنة الجميلة، وتم تخصيصه لكبار رجال الدولة، ودفن الفراعنة الذهب معهم، لكنهم لم يعبدونه إنما قدسوا اللون الذهبي الذي كان يرمز إلى لون آشعة الشمس، وارتبطت صناعة الذهب عند المصريين القدماء بعقيدة الخلود، لأن لونه لا يتغير بمرور الزمن، وكانت صناعة الذهب من أهم الحرف المصرية.

 كما إرتبط الذهب بالطقوس الجنائزية والمعتقدات، ويحتل الذهب فى الحضارة الفرعونية أهمية كبيرة فى الحياة الإجتماعية وطقوس الموت والحياة، من هنا تعددت صور الصناعات الذهبية، وصنعت أغطية التوابيت العلوية للملوك والنبلاء من المادة، وكان كل تابوت محفورا ومرصّعا بالأحجار الكريمة، أما مادة صناعة التابوت فتتباين بين الخشب أو الحجر ولكبار رجال الدولة يستخدم الذهب أو الفضة، لتعكس بركات الإله "رع" على أجسادهم وأرواحهم الخالدة، حسب معتقداتهم، ولم يغفل المصريين القدماء تغطية وجه المتوفى بالأقنعة الجنائزية من الذهب، وهي أغطية للوجه الملفوف بالكتان، وكانت تختلف صناعة القناع وخاماته بناء على قامة صاحب الوجه ومكانته بالدولة، فاستخدام الذهب بالأقنعة إقتصر على الأثرياء والطبقة العليا، تلك الأقنعة بدأ تاريخ إستخدامها منذ ما قبل عصر الأسرات.

أقرأ أيضا : بسام الشماع: المصريين القدماء اخترعوا لغة لتجميع اللغات المختلفة

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة