المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعي
المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعي


كنوز| 56 عامًا على رحيل المؤرخ عبد الرحمن الرافعي

عاطف النمر

الأربعاء، 07 ديسمبر 2022 - 05:49 م

مضى على رحيل المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعي 56 عاما منذ أن غادرنا في الثالث من ديسمبر عام 1966 عن عمر يناهز 77 عاما، ولد في حي الخليفة بالقاهرة في 8 فبراير 1889 ونشأ في كنف والده الشيخ عبد اللطيف بن مصطفى بن عبد القادر الرافعي الذى كان يعمل في سلك الإفتاء والقضاء.


تلقى الرافعي تعليمه بمدرسة الزقازيق الابتدائية، ثم مدرسة رأس التين عندما انتقل والده إلى الإسكندرية حتى أنهى المرحلة الثانوية سنة 1904، والتحق بمدرسة الحقوق، وكانت الحركة الوطنية تشهد نموا على يد الزعيم مصطفى كامل، فانضم إلى الحزب الوطني عند تأسيسه، وهو أول من دعا في مصر والعالم العربي إلى حركة تعاونية لتطوير الزراعة ورفع مستوى الحياة الريفية كشرط للنهوض الاقتصادي والتقدم الاجتماعي وتدعيم أسس الاستقلال السياسي، وكان أول من دعا إلى ربط الريف بحركة التصنيع ونظام التعليم العام فى منظومة متكاملة تستهدف تنمية شاملة لحماية الاستقلال الوطني، واتجه للعمل بالمحاماة وتدرب بمكتب محمد على علوبة بأسيوط لمدة شهر، ثم لبى دعوة الزعيم محمد فريد للعمل محررا بجريدة «اللواء» لسان حال الحزب الوطني.

ومن هنا بدأت حياته الصحفية، لكنه لم يستمر في الصحافة لفترة طويلة وعاد لممارسة المحاماة، وشغل أوقات فراغه بتأليف كتابه الأول «حقوق الشعب» 1912، وبعد 7 سنوات شارك في ثورة 1919، ولم يتوقف عند العمل السياسي المناهض للاحتلال بل تخطى ذلك إلى الجهاد بالسلاح، وقد لا يعرف البعض أن المؤرخ عبد الرحمن الرافعي كان عضوا مهما في الجهاز السرى لثورة 1919، وإن لم يذكر ذلك في مذكراته، ورشح نفسه في انتخابات مجلس النواب عن دائرة مركز المنصورة، وفاز أمام مرشح حزب الوفد، وتولى رئاسة المعارضة بمجلس النواب، غير أن هذا المجلس لم تطل به حياة بعد استقالة سعد زغلول من رئاسة الحكومة، ثم عاد إلى المجلس بعد الانتخابات التي أجريت سنة 1925.

 

ابتعد الرافعي عن الحياة النيابية قرابة 14 عاماً، عاد بعدها نائباً في مجلس الشيوخ بالتزكية، وبقى فيه حتى انتهت عضويته سنة 1951، وخلال هذه الفترة تولى وزارة التموين في حكومة حسين سرى الائتلافية، اقترب الرافعي من ضباط ثورة يوليو 1952 وأحسن الظن بالنظام الجديد الذى أولاه عنايته وأشركه فى إعداد دستور 1953، وتم تعيينه نقيبا للمحامين بعد قرار الحكومة بحل مجلس النقابة التي طالبت بعودة الجيش إلى ثكناته. 

كان الرافعي في بداية عمله بالمحاماة والسياسة يدافع عن الدولة العثمانية صاحبة السيادة على مصر، وأيد فكرة الجامعة الإسلامية، وعندما سقطت الخلافة العثمانية على يد أتاتورك كان واحدا ممن اشتركوا في اللجان التي قامت لإحياء الخلافة الإسلامية، وهاجم بعد ذلك أسلوب المفاوضات مع المحتل الإنجليزي، وقال إنه لا استقلال مع وجود قوات أجنبية على أرض مصر، ونادى بالمقاومة وعارض معاهدة 1936، ورفض أن تدخل مصر الحرب العالمية الثانية وأن تحتفظ بجيشها وقواها المالية والمعنوية للدفاع عن استقلالها وكيانها ومصالحها القومية، وكان أحد الموقعين على المذكرة التي قدمتها المعارضة إلى الملك فاروق وأدانت مسلك بعض رجال الحاشية الملكية الذين كان يحقق معهم في مسألة الأسلحة الفاسدة، وأوضحت أن الحكم أصبح لا يحترم الدستور، وأن النظام النيابي أضحى حبرا على ورق، وأن سمعة الحكم في الخارج أصبحت مضغة في الأفواه.

ترك الرافعي للمكتبة عدة مؤلفات من أهمها «حقوق الشعب - نقابات التعاون الزراعية - الجمعيات الوطنية - تاريخ الحركة الوطنية وتطور نظام الحكم فى مصر- عصر محمد على - عصر إسماعيل - الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي - مصطفى كامل باعث الحركة الوطنية - محمد فريد رمز الإخلاص والتضحية - مصر والسودان فى أوائل عهد الاحتلال - ثورة 1919 - في أعقاب الثورة المصرية - مقدمات ثورة 23 يوليو 1952 - ثورة 23 يوليو 1952

مذكراتي - الزعيم الثائر أحمد عرابي - شعراء الوطنية - أربعة عشر عاماً في البرلمان». 

من كتاب «مذكراتي» 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة