صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


2022 تحمل صدمات معقدة منذ الحرب العالمية الثانية.. والاقتصاد هو الضحية

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 07 ديسمبر 2022 - 06:35 م

 

 

بعد توقع العالم بـ عاماً من الازدهار في 2022، واجه الاقتصاد العالمي هذا العام سلسلة من الأزمات التي تحمل ارتفاع حاد في الأسعار وحرب وزيادة معدلات الفائدة والاحترار المناخي وغيرها، وتفاقمت مع التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا منذرة بعام قاتم في 2023.

سيستمر عام 2022 في التاريخ "ممثل و متعدد الأزمات" بحسب تعبير المؤرخ آدم توز الذي تحدث عن صدمات متباينة تتفاعل معا لتجعل الوضع العام في غاية الصعوبة.

وأوضح رويل بيتسما أستاذ الاقتصاد في جامعة أمستردام لـ"الفرنسية" أن هذه الصدمات "تزايدت منذ بداية القرن" مع الأزمة المالية عام 2008 وأزمة الديون السيادية ووباء كوفيد-19 وأزمة الطاقة، وفقاً لـ الاقتصادية السعودية.

ورأى أن العالم "لم يشهد وضعا بهذا القدر من التعقيد منذ الحرب العالمية الثانية".

التضخم المستمر :

بعد أعوام من التضخم الضعيف أو حتى المستقر، كان الخبراء يجمعون قبل عام على أن عودة التضخم ستكون مرحلية بالتزامن مع الانتعاش الاقتصادي بعد أزمة تفشي وباء كوفيد. غير أن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا والارتفاع الحاد في أسعار الطاقة بدلا الوضع.

وقد سجل التضخم مستويات غير مسبوقة منذ السبعينات والثمانينات، دافعا ملايين العائلات في الدول النامية إلى الفقر ومهددا الأسر في الدول الفقيرة بمزيد من البؤس. غير أنه بدأ يتباطأ إلى 10 % في منطقة اليورو في نوفمبر و6 % في الولايات المتحدة في أكتوبر.

ومن المتوقع أن يصل التضخم إلى 8 في المائة في الفصل الرابع من العام في الدول المتطورة والناشئة الكبرى من مجموعة العشرين، قبل أن يتراجع إلى 5.5 %في 2023 و2024، بحسب منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.

وأوصت المنظمة بمنح مساعدات محددة الأهداف بشكل أكثر دقة لتسوية هذه المشكلة، ولا سيما في فرنسا وألمانيا اللتين اضطرتا إلى معاودة الإنفاق لتخصيص مساعدات للأسر والشركات.

وفي الاتحاد الأوروبي وحده، قطعت الدول وعودا بمنح هذه الأسر 674 مليار يورو من المساعدات منذ سبتمبر 2021، بحسب مركز بروغل للدراسات، من ضمنها 264 مليار يورو في ألمانيا حيث يعلن نصف السكان أن مشترياتهم باتت تقتصر على المنتجات الأساسية حصرا، وفق تحقيق أجراه مكتب "إي واي".

وقالت نيكول أيزرمان التي تدير كشكا في سوق عيد الميلاد في فرانكفورت "كل شيء أصبح أغلى، من الكريما إلى الكهرباء وغيرها".

وعلى مقربة منها قال بائع آخر يدعى غونتر بلوم "سوف أحترس، لكن لدي الكثير من الأولاد والأحفاد" الذين ينتظرون الهدايا.

المصارف المركزية شددت سياستها :

إزاء هذه الصعوبات، عمد حكام المصارف المركزية المكلفين بشكل أساسي الحفاظ على استقرار الأسعار، إلى معاودة زيادة معدلات الفائدة.

غير أن هذه الإستراتيجية تشدد الضغط على الاقتصاد من خلال زيادة كلفة الاقتراض على الأسر والشركات. والأمر نفسه ينطبق على الدول التي ازدادت مديونيتها بعد الأزمة المالية والأزمة الصحية، وبات بعضها مهددا بانعدام الاستقرار وصولا إلى التخلف عن السداد.

وصدر بصيص أمل من الولايات المتحدة مع إعلان رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أنه قد يبطئ وتيرة رفع معدلات الفائدة في ديسمبر، محذرا في الوقت نفسه من أنها قد تبقى مرتفعة "لفترة من الوقت".

من جانبه، يرى البنك المركزي الأوروبي أنه ما زال بعيدا من نقطة الاستقرار، بدون القيام بتكهنات للعام 2023، وإن كان من المؤكد أنه سيزيد معدلات الفائدة في ديسمبر، فمن المرجح أن تكون الزيادة أدنى منها في أكتوبر.

انكماش وأزمة مناخية في الأفق :

ما زال العالم بعيدا عن الركود المعمم العام المقبل، مع توقع نمو بنسبة 2.7 % وفق صندوق النقد الدولي و 2.2 % وفق منظمة الأمن والتعاون في الميدان الاقتصادي.

لكن المملكة المتحدة دخلت "في ركود" ويعتقد الكثير من خبراء الاقتصاد أن ألمانيا وإيطاليا ستتبعانها.

وبالنسبة لمنطقة اليورو ككل، تتوقع وكالة إس إند بي جلوبال للتصنيف الائتماني وضعا على قدر خاص من الصعوبة في الفصل الأول من العام وركودا على مدى العام المقبل، ما يعكس تدهورا جديدا في الآفاق الاقتصادية بعد التوقعات السلبية التي وردت طوال 2022.

من جانب ذلك، بدأت القاطرة الصينية تظهر بوادر تباطؤ، إذ يعاني الاستهلاك وإنتاج الصناعات التحويلية من عواقب إستراتيجية مكافحة كوفيد التي تواجه احتجاجات متزايدة، وتتأثر الصادرات بتبعات التباطؤ العالمي.

و أوضحت وكالة إس إند بي جلوبال أن "الولايات المتحدة تعاني من مشكلة تقليدية هي فرط النشاط الاقتصادي، يفترض أن تتبدد من تلقاء ذاتها" في حين أن "التحول في مجال الطاقة في أوروبا سيستغرق أعواما ولا أحد يعرف متى ستخرج الصين من سياسة صفر كوفيد الصارمة التي تعتمدها".

بينما رأى رويل بيتسما أن "أسوأ الأزمات هي أزمة المناخ التي تتطور ببطء".

وتجاه تزايد الكوارث، تبقى الطموحات محدودة للغاية، وهو ما ظهر من خلال مؤتمر الأطراف حول المناخ [كوب27] الذي فشل في تحديد أهداف جديدة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة.

كذلك عكست الصعوبة التي تواجهها الدول في التعامل مع الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة، بطء عملية التحول ورأى رويل بيتسما أنه "إذا لم نبذل ما يكفي من الجهود، فسوف نواجه صعوبة على نطاق لم نعرف له مثيلا من قبل".

أقرأ أيضا | «المركزي المصري» يدرس استخدام «الروبل» في المعاملات مع روسيا

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة