محمد العراقى
محمد العراقى


حواديت جحا

لمن الغلبة اليوم يا آدم !

محمد العراقي

الأربعاء، 07 ديسمبر 2022 - 06:36 م

كنت طفلاً صغيراً، أنظر للحياة بنظرة وردية، ألهو مع أصدقائى، لا فرق بين ذكرٍ كان أو أنثى، جميعنا أطفال بلا حواجز تمنع حديثنا البريء، لم أكن أعرف من تعقيدات الحياة سوى أن الكذب الطريق إلى النار والصدق هو سبيل الجنة، ساذج كان يحلم أنه سيقاتل يوماً مع الرسول ويقابله..

وما أن يسمع سُبةً يحْمرُ وجهه خجلاً.. أحلامى كانت مبعثرة ولم تحدد بعد، فكنت أحلم يوما أن أصبح ضابطاً وتارة أخرى مهندساً أو كاتباً، أنظر للدنيا بمنطق الطفل اللاهى العابث غير المكترث لهموم الحياة..

حتى بدأت مرحلة الإعدادية وبدأت انقلابات الحياة، وصُنعت الحصون الأولى، إنه من العيب أن تتحدث مع أى فتاة فهذا عيب وحرام؛ لأتساءل ما الفرق بين الأمس واليوم، ولكن لا يهم فلا زال هناك بعض لهو لم يضع، ولكنى كلما كبرت زادت صدماتى فى الحياة، فما تعلمته صغيراً لا صلة له بالواقع، فبالأمس كنت طفلاً أخبرتنى أمى أن من يدخن آثم، وفاشل، أما اليوم فهو رجل بمعنى الرجولة، ولك الاختيار؛ أما عن الاجتهاد فهو الطامة الكبرى، فأبى علمنى من جد وجد ومن زرع حصد، ولكن تبقى الحقيقة أن "من نافق ظفر ومن جد فشل" إلا من رحم ربى..

علمت أيضاً أن الأحلام ملك الجميع ولكن مع الواقع وجدت أنها ملك لمن يملك المال فقط، تعلمت أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ومن يقل الحق يحصد الجوائز فكانت جائزتى القضبان..

ولا زال الأمر سيان لم يتغير.. لا زال بداخلى تلك الحرب التى لا أعلم ما سببها.. أحياناً أجد نفسى ناقماً رافضاً..

وفى سويعات قليلة أتحول لساكن راضٍ.. ومن ثمَّ أثور مرة أخرى وأتساءل لم كل هذا؟!،

وأين أنا من الكون؟!، وأجد نفسى مرة أخرى أقول لا فائدة فالكون إلى زوال! أحلم وأسعى للحلم واصطدم بواقع مرير وكلما تكررت المحاولات أجد نفسى أعود لأول الحياة أبينا آدم أسأله؟! لم كل هذا؟!

لم هناك خير وشر طالما الموت نهاية؟!.. لماذا هناك كذب ونفاق طالما سنرحل حتما؟!، لم نتصارع ونحارب طالما أننا سننتهى؟!..

لم نجوع ونفلس ونسرق ونتسول ونقتل ونكذب ما دامت القبور هى آخر المطاف؟!، أين الحقيقة ولماذا دائماً لابد من غالب ومغلوب؟!، وهل سيظل هذا الصراع حتى نهاية الحياة ؟!، ومع تعقيدات الحياة يبقى السؤال، لمن الغلبة اليوم يا آدم ؟!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة