صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


مطلوب في 4 دول أوروبية.. «العقرب» أخطر مهرب للمهاجرين بطرق غير شرعية

أخبار الحوادث

الأربعاء، 07 ديسمبر 2022 - 07:03 م

كتبت: مى السيد

تكافح 4 دول أوروبية هى فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا منذ عدة أشهر، من أجل حلم إنهاء قوارب النجاة أو قوارب الهجرة غير الشرعية التى ترسو على شواطئ البلاد، وتحمل فى طياتها مواطنين قادمين من الدول العربية والإفريقية، هروباً من جحيم الحروب والصراعات المنتشرة فيها.


ومن أجل تنفيذ ذلك الحلم، عكفت الدول الأوروبية على تشكيل لجان تحقيق سرية تضم رجال الأمن ومكافحة الجريمة والمخابرات وشرطة اليوروبول، بهدف تحقيق أمر واحد فقط وهو الوصول إلى العقل المدبر لتلك التهريبات، التى لا تنفك تغزو الشواطئ والموانئ الأوروبية.

كانت بداية التحقيق المشترك بين الـ 4 دول أوروبية عام 2021، حول قضية تهريب 100 مهاجر بطريقة غير شرعية على متن قوارب صغيرة وشاحنات وحاويات، ولعدة سنوات متواصلة عملت المجموعات الأوروبية الأمنية على الوصول للمتهم الرئيسى الذى يقوم بإرسال قوارب الهجرة غير الشرعية، من اجل تقديمه للعدالة ومعرفة أخطر عصابة تقوم بذلك الأمر، وتؤرق مضجع الحكومات الأوروبية، وتجعلهم مستهدفين من قبل المعارضين.

وبعد تحريات مكثفة ومضنية؛ أعلنت وكالة مكافحة الجريمة البريطانية عن باكورة أعمالها مع باقى السلطات الأوروبية، حول قضية المهاجرين والعقل المدبر لأغلب تلك الأحداث، واصفة بأنه عراقى الجنسية يدير شبكة واسعة من المهربين، وهو المسئول الأول عن تهريب عشرات المهاجرين بقوارب صغيرة وشاحنات بإتجاه المملكة المتحدة،  كما نظم عمليات تهريب لمئات النساء بنفس الطريقة.

ونشرت الوكالة صورة مأخوذة من تطبيق محادثات، مؤكدة أنه هو المتهم الذين يبحثون عنه ويدعى برزان كمال مجيد عراقى الجنسية فى أواخر الثلاثينات من عمره، موجهة إليه تهم تخص 31 قضية تهريب مهاجرين يفترض أن شبكته السبب فيها، وقالت فى بيانها: أن المحققين وجدوا على هواتف عدد كبير من المهاجرين رقم هاتف باسم مستعار وهو العقرب، وهو اللقب الذى تم إطلاقه عليه من قبل السلطات.

وأضافت الوكالة فى بيانها؛ أن برزان كمال مجيد انتقل إلى المملكة المتحدة منذ 2013 وكان يسكن فى منطقة هوكنال فى نوتينجهام، ثم تم ترحيله من المملكة المتحدة فى عام 2015 إلى إقليم كردستان شمال العراق، معتقدين أنه رغم ابعاده لا يزال لديه صلات وعلاقات فى نوتينجهام، والتى بسببها يتمكن من إجراء عمليات التهريب الشبه يومية.

اقرأ أيضًا

محافظ المنوفية يستقبل رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة ومنع الهجرة الغير شرعية

ومنذ معرفته والتوصل لهويته، وجدت الحكومات مشتبها فيه لتقديمه للمحاكمة، حتى ولو لم يكن حاضراً، حيث حكمت محكمة بروج البلجيكية غيابيا على "العقرب" بالسجن 10 سنوات وغرامة تقارب المليون يورو، وحكمت المحكمة البلجيكية أيضا على شريكه ويدعى نزار جبار وهو عراقى الجنسية أيضا ويبلغ 35 عاما، بسنتين إضافيتين وغرامة قدرها 272 ألف يورو، كما أدانت محكمة "هل كراون" البريطانية شريك العقرب، بعد أن اعترف بمحاولة تهريب 21 مهاجرا إلى المملكة المتحدة بإستخدام الشاحنات والقوارب الصغيرة.

ورغم عدم تمكن الجهات الأمنية من القبض على العقرب حتى الأن، إلا أنها تعمل على تجفيف منابع عمليات الهجرة غير الشرعية، حيث تمكنت الوكالة البريطانية لمكافحة الجريمة بالتنسيق مع السلطات الفرنسية منذ أيام من القبض على المشتبه به بغرق 27 مهاجرا فى محاولة عبور القنال الإنجليزى.

رحلات محفوفة بالمخاطر

وقالت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة فى بريطانيا؛ إنها تعمل مع السلطات الفرنسية للتحقيق فى ملابسات الوفيات فى شهر نوفمبر، وجرى القبض على أبو بكر وهو عضو فى عصابة منظمة عملت على نقل المهاجرين إلى المملكة المتحدة فى قارب صغير وتعرض القارب للغرق بعد مغادرتها الساحل الفرنسى، مما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها بإستثناء اثنين.

وأكد نائب مدير الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة كريج تيرنر؛ أن المتهم يدعى أحمد أبوبكر يبلغ من العمر 32 عاماً، وسيمثل أمام القضاء فى بريطانيا بتهمة التسبب في مقتل 27 مهاجرا عبر القنال الإنجليزى فى زورق، واصفا عملية القبض عليه بأنها اعتقال مهم، ويأتى كجزء من تحقيقات واسعة فى الأحداث التى أدت إلى هذه الوفيات المأساوية فى القنال.

وأضاف المسئول فى مكافحة الجريمة؛ أن الشخص المعتقل يشتبه فى أنه لعب دورا رئيسيا فى القتل غير العمد لمن ماتوا، وأشارت تقارير محلية إلى أن المركب القابل للنفخ اصطدم بسفينة حاويات مما تسبب فى أسوأ كارثة على الإطلاق شملت مهاجرين فى الممر البحرى الضيق الذى يفصل بين إنجلترا وفرنسا، وكشفت الوكالة أنها تمكنت من القبض على 5 أشخاص بعد تحريات طويلة، ينتمون إلى عصابة يشتبه فى أن تكون مسؤولة عن تهريب مهاجرين معظمهم من أكراد إيران والعراق، بالتنسيق مع ذراعها القضائية "يوروجاست" وأجهزة الشرطة الأوروبية ووكالات إنفاذ القانون الأمريكية.

وقال متحدث بإسم وزارة الداخلية حول عمليات القبض على المهربين: "إنه لا يمكننا ترك هذا الحدث المدمر يتكرر، وهذا هو السبب فى أننا نعمل مع شركائنا الدوليين لتعطيل عمل عصابات تهريب البشر التى تقف وراء حالات العبور الخطر للقنال التى تعرض الأرواح إلى الخطر مع كل رحلة تنظمها هذه العصابات."

وتابع: "يعمل ضباط قوة الحدود جنبا إلى جنب مع خفر السواحل و'المؤسسة الملكية الوطنية لقوارب النجاة، ونحن فخورون بالعمل الذى يؤدونه كل يوم من أجل إنقاذ الأوراح فى البحر".


ووصل أكثر من 28 ألف شخص فروا من الصراع أو الفقر المدقع فى أفغانستان والسودان والصومال والعراق وغيرها إلى بريطانيا عن طريق القنال العام الماضى، وعثرت الشرطة على 135 قاربا فى أماكن من بينها مزرعة ألمانية ومستودعات فى هولندا وأكثر من 1000 سترة نجاة ومحركات خارجية وحزم من المجاديف وأموال استخدمت فى التهريب، وتوقع المسئولون تراجعا فى عدد محاولات عبور القنال نتيجة لذلك، رغم أن الإجراءات الصارمة المتزايدة التى اتخذتها الشرطة البريطانية والفرنسية لسنوات لم تفعل شيئا يذكر لردع الأشخاص العازمين على محاولة القيام برحلة محفوفة بالمخاطر للوصول إلى بريطانيا.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة