أمانى سعد صلاح
أمانى سعد صلاح


أمانى سعد صلاح تكتب: نعمٌ منسية

الأخبار

الخميس، 08 ديسمبر 2022 - 06:27 م

نعم الله تعالى على العباد كثيرة فلا تحصى، ومن جمال كلام النبى صلى الله عليه وسلم: أنه كان حريصا على زرع السعادة فى قلوب أصحابه وغرس الطمأنينة، ففى الحديث الشريف يقول النبى صلى الله عليه وسلم: «مَن أصبحَ آمنًا فى سِرْبِهِ، مُعافًى فى بدنِهِ، عندَهُ قوتُ يَومِهِ، فكأنّما حِيزتْ لهُ الدُّنيا بحذافيرِها». (أخرجه الترمذي).


فهنا نجد أن النبى صلى الله عليه وسلم: يضع أيدينا على باب عظيم من أبواب السعادة والطمأنينة التى يبحث عنها كثير من الناس فى هذا العصر، الذى امتلأ بكثير من الأزمات، فالسعيد هو من كانت الدنيا فى يده ولم تكن فى قلبه، والسعادة ليست كلها أموال أو أولاد أو جاه أو سلطان.

وإنما هناك أنواع أخرى للسعادة، فعدد منها النبى صلى الله عليه وسلم: نعمة الأمان (آمِنًا فى سربِه) أى فى بيته ونفسه وحياته، فلا يخاف من عدوٍ ولا غيره؛ وإنما يخاف الله تعالى وحده.


والنعمة الثانية هى نعمة الصحة (مُعافًى فى بدنِه) أى صحيح البدن من الأسقام والآلام لا يشكو مرضًا ولا علة، وذلك لقدرة الصحيح على الإتيان بأمور دينية ودنيوية لا يقدر على الإتيان بمثلها أهل المرض والسقم.


وأما النعمة الثالثة فهى نعمة كفاية قوت يومه (عندَهُ قوتُ يَومِهِ) فلا يسأل الناس مالًا ولا يمد يده للغير؛ فالمؤمن يكفيه القليل الحلال، والمسلم مطالب بأن يهتم بأمور يومه الذى يحياه ووقته الذى يعيشه لا غدا الذى هو فى علم الغيب ولا يدرى أيدركه أم لا!؛ لذا كان ابنُ عمرَ رضى اللهُ تعالَى عنه يقولُ: إذا أصبحتَ فلا تنتظِرِ المساءَ، وإذا أمسيْتَ فلا تنتظِرِ الصَّباحَ، وخُذْ من صِحَّتِك لمرضِك، وفى حياتِك لموتِك. (أخرجه البخاري) .


فمن حاز نعمة الأمان والصحة وكفاية قوت يومه كأنه ملك الدنيا بتمامها بين يديه، فهذه هى النعم حقًا التى ينبغى أن يحمد الإنسان ربه عليها بعد نعمة الإسلام، فنسأل الله أن يديم علينا تلك النعم، وأن يرزقنا شكرها، وأداء حقوقها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة