عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

نحن والصين وأمريكا

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 08 ديسمبر 2022 - 06:28 م

أمس سافر الرئيس السيسى للرياض  لحضور القمة العربية الصينية التى ستعقد فيها، وقبلها بأسابيع شارك فى قمة عربية امريكية عقدت فى الرياض ايضا، وبعدها بأيام  سوف تشارك مصر فى قمة امريكية أفريقية  .. هذه المشاهد كلها تصوغ عنوانا معبرا  للسياسة الخارجية التى تتبعها مصر .. انها سياسة تمد من خلالها أيديها  لكل من يبادلها علاقات محترمة. لا تسمح بالتدخل فى شئوننا الداخلية وتراعى مصالحنا ولا تهدد أمننا القومى.

فرغم التنافس الاقتصادى  الدائر الآن بين الصين والولايات المتحدة والذى صار صراعًا حول المركز الاقتصادى الاول عالميا فان مصر حرصت على  نسج علاقات قوية ومتينة مع كل منهما، بل وسعت للارتقاء بهذه العلاقات لتصبح علاقات استراتيجية حتى ولو كانت هناك خلافات فى بعض المواقف ووجهات النظر مع كل من امريكا والصين .. وذات الشىء فعلته مع روسيا ومع دول الاتحاد الاوروبى المختلفة ،كبيرها وصغيرها.. 

لم تستبدل مصر فى العلاقات مع دول العالم ، خاصة المؤثرة عالميا أو فى محيطها الاقليمى دولة  بأخرى ، انما مدت أيديها للجميع  بلا استثناء .. وكان شرطها الوحيد فقط هو الا يتدخل احد فى شئونها الداخلية لانها بدورها لا تتدخل فى شئون احد .. ولم تستبدل دولة بأخرى .. اى لم تسع لتقوية علاقاتها بدولة  كبرى عوضا لضعف او توتر علاقاتها مع دولة أخرى كبرى  منافسة لها ..

ولم تفرط فى علاقات قوية واستراتيجية مع دولة كبرى مجاراة لسياسة دولة كبرى  اخرى  دخلت فى نزاع  وخلاف مع الدولة الاولى سعيًا لكسب ودها ..

المصالح المصرية وحدها هى التى صاغت بوصلة السياسة الخارجية المصرية، وهذا ما دفع . دولًا عديدة لمراجعة  مواقفها تجاهنا فى السنوات الاخيرة، وهى المواقف التى انتهجتها بعد الاطاحة بحكم الاخوان فى يونيو ٢٠١٣، وبعد ان كانت مصر تتعرض لحصار امريكى أوروبى تغير هذا الحال تمامًا وصارت لمصر علاقات طيبة مع كل الدول الكبرى والمؤثرة فى العالم حتى فى ظل وجود خلافات فى المواقف ووجهات النظر أحيانًا ..

والسر يكمن فى انتهاجنا سياسة خارجية مستقلة لا تهتم إلا بالمصالح المصرية وإدارة الخلافات  مع الغير بحكمة لم تمنع من مناقشة الخلافات علنًا بشجاعة والمبادلة بذلك من جانبنا كما نفعل مع الامريكان والاوربيين .. وموقفنا من الحرب الأوكرانية يجسد هذه السياسة المستقلة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة