الإرهاب في المنطقة العربية
الإرهاب في المنطقة العربية


مؤسسة ماعت

فى تقرير «ماعت» الأخير: المنطقة العربية مازالت تعاني من الإرهاب

أخبار الحوادث

الخميس، 08 ديسمبر 2022 - 08:41 م

أيمن فاروق

 لا تزال المنطقة العربية تعاني الإرهاب، تدفع فاتورة ما سُميت بـ«ثورات الربيع العربي»، وما تبعها من تدخل دول أجنبية في بعض الدول، وما شهدته المنطقة من فوضى ودمار وخراب، فنرى تلك الجماعات المتطرفة مثل داعش والقاعدة حينما حلت تجلب معها الموت والدمار والخراب، ومؤخرًا صدر تقرير حول العمليات الإرهابية في المنطقة العربية خلال الربع الثالث من عام 2022، أصدرته مؤسسة ماعت المصرية للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، هذا التقرير كشف عن تغير ملحوظ في العمليات الإرهابية بالدول العربية، وكشف أيمن عقيل رئيس مؤسسة ماعت، في حديثه لأخبار الحوادث، كيف تعاني المنطقة العربية من الإرهاب وما يجب فعله لمواجهته؟


وكشفت مؤسسة «ماعت» في تقريرها الأخير والتي أصدرت منه نسختين أخرتين مع بداية عام 2022، عن وقوع 135 عملية إرهابية في 8 دول عربية خلال الفترة التي يغطيها التقرير، وهي زيادة طفيفة عن العمليات التي وقعت في المنطقة العربية في الربع الثاني من 2022 والذي لم يٌنفذ فيه سوى 123 عملية إرهابية، وهذا يعني أن هناك زيادة طفيفة لا تزيد عن 12 عملية إرهابية، وهذا مؤشر إيحابي وأفضل من التقرير الذي صدر عن «ماعت» في الربع الأول من نفس العام من يناير إلى مارس 2022، والذي كشف عن ارتفاع العمليات في المنطقة العربية بنحو 209 عملية إرهابية.

وأشار التقرير إلى أن هذه العمليات أزهقت أرواح 307 أشخاص، بينما أصيب 398 آخرين، وجاءت الصومال في أعلى مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية في الربع الثالث من 2022، بواقع 42 عملية إرهابية، وهو ما نسبته 31% من إجمالي العمليات الإرهابية،كما تصدرت الدولة ذاتها مؤشر القتلى والإصابات بواقع 173 قتيلاً ونحو 191 مصابًا، كما أشار التقرير أن تنظيم داعش لايزال في مقدمة الجماعات التي تتبنى عمليات إرهابية في المنطقة العربية حيث تبنى ونٌسب له 35 عملية إرهابية، وأوضح التقرير أنه وعلى الرغم من الضربات الاستباقية التي توجه للتنظيم والفروع المنتسبة له، لا يزال قادرًا على الحركة والمناورة، خاصة في سوريا والعراق، ويأخذ من الحدود العراقية السورية مناطق تحرك رئيسية، ويتراوح عدد مسلحي داعش ما بين 6 إلى 10 آلاف مقاتل يأخذون من المناطق الريفية والجبلية مناطق للاختباء بعيدًا عن قوات الأمن هناك.
5 دول عربية

ونوه التقرير أن دول النزاعات والدول العربية التي تمر بفترات انتقالية متعثرة مثل العراق وسوريا والصومال واليمن والسودان، ظلت الدول الأكثر تسجيًلا للعمليات الإرهابية، حيث نفذت الجماعات الإرهابية 130 عملية في الخمس دول، وهو ما نسبته 96.3% من إجمالي العمليات الإرهابية في المنطقة العربية في الربع الثالث من العام 2022.

وأضاف التقرير؛ بأنه للمرة الأولى منذ بداية العام لم تسجل ليبيا أي عملية إرهابية، وأرجع التقرير ذلك إلى الجهود التي بذلها الجيش الليبي والتي تمخضت عن اعتقال وقتل عناصر خلايا إرهابية في الفترة التي يغطيها التقرير، من بينها مٌنفذ مذبحة الأقباط المصريين، مهدي دنقو، الذي قتل في سبتمبر 2022، بالإضافة إلى التنسيق العسكري بين المؤسسات الأمنية في شرق وغرب ليبيا بعد الاجتماع الذي جمع هذه المؤسسات في 19 يوليو 2022، وهو الاجتماع الذي تمخض عنه بيان مشترك بين هذه المؤسسات دعا إلى رفض العنف والاقتتال الداخلي. كما حذر التقرير من أن استمرار وجود حكومتين متوازيتين قد يدفع ليبيا إلى الإرهاب مجددًا، لا سيما في ظل تمركز ما يقدر بنحو 100 مسلح يتبع تنظيم داعش في مساحات شاسعة في المنطقة الجنوبية.

كما  قدم التقرير مجموعة من التوصيات من بينها؛ تعديل الفقرة الثالثة من المادة الأولى من الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، لإدراج الهجمات الإرهابية التي تسُتخدم فيها الطائرات بدون طيار كجريمة إرهابية؛ وحث الدول التي لم تصادق بعد على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب إلى إتمام إجراءات التصديق عليها، وكذلك انضمام الدول العربية غير الأعضاء في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش إلى التحالف لتبادل الممارسات الجيدة والدروس المستفادة والاستفادة من المشورة؛ وكذلك تبني مواقف عربية موحدة لإخراج جميع المرتزقة والقوات الأجنبية من الدول العربية، لا سيما الدول التي تجري فيها نزاعات.

كما قال الخبير الحقوقي الدولي ورئيس مؤسسة «ماعت»، أيمن عقيل؛»إن المنطقة العربية لا تزال في حاجة مٌلحة لمواجهة الإرهاب بسبُل غير تقليدية ومنع الأسباب الجذرية المؤدية له،  بالإضافة إلى تعزيز ثقافة حقوق الإنسان ونشر التسامح، وأضاف عقيل بأن إعلاء الطائفية بديلاً عن المواطنة، وعدم حصر السلاح في يد الدولة، والحدود الرخوة بين بعض الدول، واستفحال خطابات الكراهية في أوقات الأزمات والاضطرابات، جميعها عوامل مكنت الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية، لا سيما تنظيم داعش، من استثمار هذه العوامل من أجل التكيف مع خسائره السابقة والقدرة على الصمود ليُشكل تهديدًا حقيقيا للأمن القومي في الدول العربية».
ونوه عقيل إلى أن دحر الإرهاب لن يتحقق في المنطقة العربية إلا بتكثيف التعاون الاستخباراتي والأمني والشروع في خطوات عملية لمنع التدخل الخارجي في شؤون الدول العربية وتبادل الممارسات الجيدة والتجارب الحميدة والدروس المستفادة مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

أخطرهم داعش

وأوضح أيمن عقيل، الخبير الحقوقي الدولي ورئيس مؤسسة «ماعت»، في حديثه مع «أخبار الحوادث»، بأن داعش صاحبة النصيب الأكبر في تنفيذ عمليات إرهابية بالمنطقة، وذلك وفقا لإحصائيات قام بها «ماعت»، كما إنهم يتجمعون الآن في المنطقة وتحديدًا في شمال شرق سوريا وهنا في خطورة لاستجماع قوتهم مرة أخرى، ويعودوا مرة أخرى في تنفيذ عملياتهم الإرهابية ويشكلون خطرًا على المنطقة، مضيفًا، أنه بجانب داعش، يوجد تنظيم القاعدة والإخوان، ولكن أخطرهم داعش أخطرهم وفقا لما رصده ماعت من عدد عمليات إرهابية قام بها.

وأشار عقيل، إلى أنه لا يوجد تحديد واضح للإرهاب في المنطقة العربية، لهذا لابد من إدراج الهجمات الإرهابية التي تسُتخدم فيها الطائرات بدون طيار كجريمة إرهابية، وأوضح أن السبل غير التقليدية لمواجهة الإرهاب، التي أشرنا لها في التقرير الذي نحن بصدده،  وخاصة أن الإرهابيين اليوم يستخدمون التكنولوجيا المتطورة، لدرجة قد تصل إلى أكثر من بعض الجيوش بإفريقيا لهذا لابد أن يكون هناك تنسيق على درجة كبيرة من الأهمية بين وزراء الخارجية والأجهزة العربية وحذر من تدخل أجهزة دول غربية في شئون دول عربية وإفريقية، بحيث يكون لديها معلومات استخباراتية عن هذه الدول، لهذا كان لابد من التحذير من تدخلات الدول الغربية في الشئون الداخلية للدول الأخرى سواء على المستوى الاقتصادي والسياسي أو الأمني وعلى كل المستويات.

بينما قال شريف عبد الحميد، مدير وحدة الأبحاث والدراسات بمؤسسة «ماعت»؛»أن المنطقة العربية لا تزال عرضة لخطر الإرهاب، الذي يجد في الدول المنخرطة في النزاعات المسلحة أو في صراعات داخلية مع جماعات مسلحة أو في صراعات سياسية، فرصة مهيأة لوضع موطئ قدم لنشر أيديولوجيته وتجنيد اتباع آخرين، ولعل ظهور تنظيم القاعدة من جديد في اليمن خلال الفترة الأخيرة وعدم القدرة على لجم حركة الشباب في الصومال نذير خطر يستدعي جهودًا إضافية لمكافحة الإرهاب».

وفي نفس السياق، طالب على محمد، الباحث بمؤسسة «ماعت» بضرورة العمل على تعزيز التسامح الديني ومكافحة خطابات الكراهية، والاستثمار في برامج حقوق المرأة والأقليات الدينية، بجانب توفير الخدمات الاجتماعية للفئات المستحقة، للحد من الظروف التي تعزز الإرهاب؛ بالإضافة إلى التوسع في إجراء دراسات علمية وأكاديمية، تحدد أسباب التطرف والإرهاب، وتطبيق نتائجها على أرض الواقع، وإعادة تنقيح المناهج التعليمية، والعمل على تطوير أدوات لمراقبة خطابات الكراهية في الدول العربية.

أقرأ أيضأ : برلماني: تعرض مصر للإفلاس بسبب الديون أكذوبة أطلقتها قوى الشر
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة