سعاد حسنى
سعاد حسنى


سعاد حسني «سندريلا» الشاشة العربية التي لم تدرس التمثيل والغناء والرقص

أخبار النجوم

الخميس، 08 ديسمبر 2022 - 08:42 م

مايسة أحمد

تتميز سعاد حسني بأنها خليط فني من الصعب إيجاد مثيل له في وقت ظهورها عُرِف أنها تُجيد التمثيل والغناء والرقص وتأدية الاستعراضات، لتُصبح بهذا فنانة شاملة؛ فالممثل الحقيقي هو من يستطيع أن يفعل كل شيء ويؤدي أي دور مهما كان مُختلفًا أو غير شائع، فهي ظهرت في وقت كان كثير من الممثلات يتكلمن ويمشين بصورة نمطية لا تتغير كثيرًا، ليُفاجأ الجمهور بفتاة رقيقة باستطاعتها أن تتحدث بنغمة سريعة، تضحك بصوت مُرتفع، تمشي بخفة وسرعة، وحركتها حرة تلقائية بلا قيود، وهي بهذا تَخَلَّتْ عن مدرسة منْ سبقتها في الأداء.

سعاد هي تجسيد لجملة “السهل الممتنع”، فمع النظرة السطحية قد يبدو الأداء بسيطًا، لكن مع النظرة الأعمق تجد أداءها عبقريًا مُغلّفًا بالبساطة الرائعة، وكانت ترتدي ثوب الشخصية بطبيعية ودون تكلف، لينسى المُشاهد مع الوقت أنها سعاد، بل هي حتمًا الشخصية التي تؤديها، وساعدها في ذلك عيناها وإحساسها بما في داخل عقل وقلب الشخصية بشكل رائع وصادق.

الفطرة

المثير للدهشة حقًا أن موهبة “السندريلا” ولدت ونمت بشكل فطري تمامًا، فهي لم تدرس التمثيل أو الغناء أو الرقص، فقط تدرّبت على يد الكاتب الكبير عبد الرحمن الخميسي، وتلّقت دروسًا للإلقاء، لتنطلق هي بعدها بسرعة مذهلة في بناء مشوارها الفني الثري بذكاء.

وتُعَد سعاد أول ممثلة مصرية تُحطم تمثال الفتاة المثالية “التي لا تُخطِئ ولا يجب عليها أن تُخطِئ”، وكذلك نموذج المرأة التي دائمًا ما تظهر في صورة الضحية المغلوبة على أمرها التي لا حيلة لها، فقد قامت بدور الزوجة الخائنة المُضطربة في “غروب وشروق”، والفتاة المُصابة بإزدواج الشخصية أو “إضطراب الهوية التفارقي” في “بئر الحرمان”، والفتاة الجامعية التي تعيش ممزقة بين رغبتها في أن تحيا حياة الطالبة الجامعية كغيرها من الفتيات وبين حياتها كابنة راقصة في شارع محمد علي في “خللي بالك من زوزو”.

فسعاد هي أول منْ مهّد الطريق أمام الممثلات - بما فيهن نجمات السنوات اللاتي سبقنها - لكي يقدمن الأدوار القوية الجريئة التي تلمس وجدان البشر جميعًا، مع الابتعاد عن قصص الحب الحزينة الخيالية التي ملَّ منها الجمهور، وتشترك هذه الأدوار جميعًا في أنها تحمل صراعًا قويًا في طيّاتها؛ فلا تسير الشخصية على وتيرة واحدة، بل تسير في مختلف الاتجاهات التي تكون متناقضة غالبًا، فإذا نظرت إلى الأفلام المصرية التي تناولت قضية اجتماعية ونسائية أو حتى نفسية هامة، ستجد أن لسعاد فيلمًا واحدًا على الأقل في كل منها.

التحول

سعاد تتشابه مع شخصية زوزو التى في فيلم “خلي بالك من زوزو” في أن أسرتها بسيطة الحال، والكل يعمل من أجل المعيشة، فأسرة سعاد كانت تضم 17 أخًا وأختًا، الأب خطـاط موهوب لكنه مـزواج، البنت الصغيرة “اللهلوبة.. تمثل على نفسها” وتعيش فى جو من الخلافات الدائمة بين الأبوين المطلقين، ورغم كل ذلك أصبحت شقيقتها الكبرى من الأب – نجاة - مطربة في الإذاعة رغم صغر سنها، فأطلقوا عليها “نجاة الصغيرة”، بينما بدأت سعاد شهرتها من خلال ظهورها القليل في برنامج “بابا شـارو” للأطفال بالإذاعة.

التحول الكبير الأول في حياة الصبية سعاد حسني، جاء من خلال مكتشفها الكاتب عبدالرحمن الخميسي، الذي قدم المسلسل الإذاعي “حسـن ونعيمة” بطولة كريمـة مختـار في دور “نعيمة”، بإعتبـار أن الإذاعة تعتمد بالدرجـة الأولى على الموهبة الصوتية، ومع تطور الحلقات بدأ الخميسي يحضر التسجيل في الاستوديو ومعه فتاة شابة “متقوقعة ومنكمشة” في أحد الأركان دون أن تنطق بكلمة، ومع الوقت عرفت كريمة مختار أن الخميسي يفكر في تحويل المسلسل الإذاعي إلى فيلم، وأن هذه الفتاة المنكمشة - اسمها سعاد حسني - ستكون “نعيمة” على الشاشة، وأنه دائم التنبيه عليها قائلا: “أجلسي هنا صامتة تمامًا لكي تتعلمي من كريمة مختار فن استخدام الصوت في التعبير عن مشاعرك الداخلية”.

دور عمرها

كان إصرار سعاد على التعلم هو الأساس، وسباقها مع الزمن أتاح لها بطولة أفلام عديدة، وكان الزمن حليفها في تلك المرحلة، حيث يدخرها لـدور عمرهـا مع بطولة فيلم “خلي بالك من زوزو”، البطلة فتاة بسيطة شقية لهلوبة متعلمة من بين ملايين الفتيات في مصر الجديدة.. فتاة لا تتبرأ من ماضيها، لكنها تثق بنفسها ومستقبلها وتستطيع القول في الضوء الساطع: “إنها تحب الحياة وتدرك خياراتها ومستعدة لتحمل النتائج”.
وحينمـا اختار صلاح جاهين سعاد لتكـون فتاته في الفيلم، أصبح هو المكتشف الثاني لها بعد الخميسـي.. وصلاح أيضًا يشترك مع الخميسي في كونه صاحب “سبع صنايع” كما يقال لمتعددي المواهب في مصر.. فهو شاعر ورسام وممثل وصحفي وزجال ومؤلف وسيناريست وقبل هذا وبعده “عجينة خالصة من الموهبة والرقة والرومانسية والأحلام الكبيرة”.

وكان من أحلام جاهين تقديم فيلم غنائي، وتكون سعاد حسني بطلته، لقدرتها على الرقص والغناء، فهي تملك صوت مقبول، وغنت في أفلام سابقة، لكن دون أن تترك بصمـة غنائية، إلا أن مفاجأة القدر والحظ كانا على موعد معها عند إشـارة مرور ذات يوم في قلب القاهرة.

حيث إلتقت سعاد صدفة مع الموسيقار كمال الطويل، فلوحت سعاد من سيارتها قائلة: “نفسي أغني.. ونفسي موت أغني من ألحانك بالذات”.. وبأسلوب الطويل المجامل رد عليها بقوله: “إن شـاء الله يا سوسو.. أنا كمان أحب إنك تغني”.
ولم يكن الجميـع يتصور أن الطويل يمكن أن يعود إلى التلحين بمثل تلك المصادفة، فقد سبق تلك الفترة أنه كان قد هجر التلحين، وانسحب قبل 8 سنوات في منتصف لحن وضعه لصديق عمـره “العندليب الأسمر”، عبدالحليم حافـظ، بعد أغنية “بلاش عتاب”.

المفاجأة أن فيلم “خلي بالك من زوزو” تصدر شباك التذاكر واستمر عرضه لمدة عام كامل من النجاح الساحق، ومن تلك اللحظة تحولت سعاد عند جمهورها - بل وفي قرارة نفسـها إلى “زوزو” - حتى في التسجيل الموجود بصوتها على تليفونها كانت تقول: “أهلًا وسـهـلًا.. هنـا زوزو.. زوزو النـوزو كونوزو”.
ومهما غابت شمس “زوزو” فهي تعيش في وجداننا مهما مرت السنوات..
رحم الله « السندريلا »
الخالدة الغائبة الحاضرة ..

أقرأ أيضأ : وفاة مفيد فوزي.. كشف سر مقتل سعاد حسني وحقيقة زواجها من العندليب |فيديو
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة