فيلم خلي بالك من زوزو
فيلم خلي بالك من زوزو


50 سنة زوزو l ٥٠ عاماً على «محطم الإيرادات»

أخبار النجوم

الخميس، 08 ديسمبر 2022 - 08:46 م

 

محمد كمال

50 عاما مرت على ظهور محطم الإيرادات وصاحب الرقم القياسي والذي تحول إلى أيقونة سينمائية على مدار الزمن.. فيلم “خلي بالك من زوزو”، والذي تباينت الأراء حوله على طريقة “السلم والثعبان”، فقديماً هاجمه المثقفون وأحبته الجماهير، وباختلاف الزمن تحول إلى رمز لتلك المرحلة، وبدأت قراءات عديدة تنهال من أجيال متتالية من النقاد المصريين من خلال العديد من المقالات التي أبرزت وعلقت في أدق التفاصيل الصغيرة المرتبطة به، لتحليل هذا النجاح الكبير الذي حققه الفيلم الذي ظل متواجداً في دور العرض على مدار عام كامل، وهو ما لم يحققه فيلم آخر على مدار تاريخ السينما المصرية، وهو الفيلم الذي ألفه وكتب أغانيه صلاح جاهين وأخرجه حسن الإمام، وشارك في بطولته سعاد حسني وحسين فهمي وسمير غانم وتحية كاريوكا ومحيي إسماعيل، وعرض للمرة الأولى في 6 نوفمبر 1972، وشارك في إنتاجه شركتي “صوت الفن” و”مصر للإنتاج السينمائي”، ويأتي الاحتفاء بـ”اليوبيل الفضي” للفيلم مع إعلان مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الثانية عن ترميم النسخة القديمة.

استمر عرض الفيلم في دور العرض 54 أسبوعاً وظل يحقق الإيرادات الكبيرة خلال عام من عرضه ووصلت تكلفة إنتاجه وقتها إلى 15 ألف جنيه، وقيل أن أجر سعاد حسني في الفيلم كان 3 آلاف جنيه، وحصل حسين فهمي على ألف جنيه، ويعد الفيلم الثالث الذي يقدمه في السينما بعد فيلمي “دلال المصرية” و”غرباء”.

يعتبر “خلي بالك من زوزو” التجربة الأولى لصلاح جاهين على مستوى كتابة السيناريو بعد مشوار كبير مع الأغنيات خلال فترتي الخمسينيات والستينيات، ويبدو أن جاهين لم يكن في عجلة من أمره لخوض تلك التجربة التي جاءت بعد نضج فني كامل عكس فترة الخمسينيات التي سيطرت عليها الجوانب الحماسية ودعم الثورة الوليدة، ثم الستينيات التي أمتزج فيها الحلم الاشتراكي الجميل بهزيمة يونيو، والتي قال وقتها جاهين جملته الشهيرة لعبد الحليم حافظ: “جينا نغني للناس غنينا عليهم”.

تدور أحداث الفيلم حول “زينب”، أو كما يلقبها الجميع “زوزو”، ابنة الراقصة “نعيمة ألماظية”، فتاة تنتقل بعالمها من شارع محمد علي وراقصاته إلى الجامعة، تطمح إلى التعليم وترك هذه المهنة، لكنها ترتبط بقصة حب مع شاب من الطبقة الأرستقراطية، وتعيش صراعاً نفسياً بين “زينب” الطالبة الجامعية والحبيبة، و”زوزو” ابنة شارع محمد علي، وكان العنوان الأول للفيلم “بنت العالمة”، لكن بعدها تم تغيره.

الغريب في الأمر أن سعاد حسني لم تكن المرشحة الأولى للفيلم، بل كانت لبنى عبد العزيز التي اعتذرت، وكان من المقرر أن تكون الموسيقى التصويرية والألحان لمنير مراد، لكنه أعتذر أيضاً فأسندت الأغنيات إلى كمال الطويل وسيد مكاوي، ومن أشهر أغنيات الفيلم كانت “يا واد يا تقيل” التي تعرض بسببها صلاح جاهين لانتقاد كبير من الجماهير خاصة بعد مسيرته الكبيرة في تقديم الأغنيات الوطنية سواء التي كانت في مرحلة الثورة أو في فترة الاستنزاف، وكانت أغنية “يا واد يا تقيل” تمثل العودة مرة أخرى لكمال الطويل لتقديم الألحان بعد توقف دام لأعوام بعد هزيمة يونيو.

يعتبر “خلي بالك من زوزو” نقطة فاصلة في مسيرة أبطاله، أولا أكد على موهبة سعاد حسني الاستعراضية، وكان نقطة انطلاق صلاح جاهين لعالم السينما، ولحسين فهمي في البطولة المطلقة، ولمخرجه حسن الإمام الذي أشتهر من قبلها بتقديم الميلودراما التي بها جوانب تراجيدية ماسأوية، لكن في الفيلم قدم حبكة استعراضية كوميدية، حتى وإن كان الجانب المأساوي حاضراً، لكن لم يكن على غرار أفلامه السابقة.
حصل الفيلم على جائزة جمال عبد الناصر التذكارية عام 1974، وعلى المرتبة 89 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في السينما العربية حسب استفتاء لنقاد سينمائيين ومثقفين قام به مهرجان دبي السينمائي الدولي في 2013 بالدورة العاشرة للمهرجان، ويحتل المركز 79 في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية حسب استفتاء النقاد بمناسبة بمرور 100 عام على أول عرض سينمائي بالإسكندرية.

طرح الفيلم في توقيت صعب سواء على المستويين السياسي أو السينمائي، سياسيا جاء مع بداية فترة حكم السادات الذي جاء بفكر مغاير عن العهد الناصري ومبادئ الثورة التي تغنى بها مؤلف الفيلم، بالعكس تم القضاء على كل مراكز القوى الناصرية في وقت حالة اللاسلم واللاحرب التي واجهها السادات مع بداية حكمه، أما على المستوى السينمائي فقد كانت الأفلام وقتها إما تقدم إنتقاد حاد وصريح لفترة الستينيات، أو أفلام هزلية تجارية هابطة.
قوبل الفيلم بموجة من النقد الشديد واللاذع من قبل المثقفين تتهم صناعه بالخيانة الوطنية وتشويه صورة انتفاضة الطلبة واختزالها في الدفاع عن راقصة، حتى أن الناقد سامي السلاموني خلال حضوره ندوة بجامعة القاهرة، دعا إلى مسيرة احتجاج تتحرك من الجامعة إلى “سينما أوبرا” للتنديد بمضمون الفيلم.

أقرأ أيضأ : محمد إيهاب يكشف تفاصيل معرض «كما رأيناه» بمهرجان البحر الأحمر السينمائي

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة