صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بعد الزيادة الجنونية.. صنّاع وخبراء الذهب يكشفون أسباب تذبذب الأسعار

آخر ساعة

الخميس، 08 ديسمبر 2022 - 08:55 م

مروة أنور

ارتفع سعر أوقية الذهب فى البورصة العالمية للمعدن الأصفر بنسبة 20%، ما أدى لزيادات متتالية فى سعر الجرام بمصر، ويرجع المسئولون أسباب هذه الزيادة الجنونية إلى عوامل داخلية أهمها ندرة المعروض من الذهب فى السوق المحلية، وهذا التأرجح الشديد فى أسعار الذهب أصاب تجار المعدن الأصفر بالقلق، بالتالى أصيبت أسواق الذهب بحالة من الارتباك.. ولمعرفة أوضاع الذهب فى الأيام المقبلة، وعلاقته بالبورصة العالمية وبسعر صرف الدولار فى السوق الموازية، ناقشت «آخرساعة» هذه الأمور مع صنّاع وخبراء الذهب فى سياق التحقيق التالي:

على الرغم من ارتفاعات أسعار الذهب الصاروخية فى الأسواق المحلية، مقارنة بالأسعار العالمية، فإن هناك إقبالًا كبيرًا على شراء السبائك والجنيهات الذهبية، وبعض الجواهرجية يعلل زيادة السعر فى السوق المحلية، بالارتفاعات فى سعر صرف الدولار.. قمنا بجولة فى أسواق الصاغة، والمشهد الذى يسيطر عليك من لحظة دخولك إلى هناك هو الإعلانات التى وضعها أصحاب المحلات على واجهاتها عن عروض جديدة للسبائك والجنيهات الذهبية. وعن ذلك يقول ناصر محمد، أحد الجواهرجية بالصاغة: «شهدت الأيام الأخيرة ارتفاعا كبيرًا فى أسعار الذهب، حيث وصل سعر الجرام عيار 21 إلى 1665 جنيهاً وعيار 18 سجَّل 1423 جنيهًا وعيار 24 سجّل 1897 جنيهًا، وعيار 14 بـ1070 جنيهاً، وعيار 12 بـ914.25 جنيه للجرام، ووصل سعر الجنيه الذهب إلى 13280 جنيهاً، بينما تسجل السبيكة 100 جرام نحو 182900 جنيه».
وأضاف: «يتجه معظم المستثمرين إلى شراء السبائك وجنيهات الذهب كنوع من الاستثمار الآمن، وحفظ قيمة النقود بعد ارتفاع أسعار الدولار، ويقبل المواطنون على شراء الجنيهات الذهبية لأن مصنعيتها أقل من السبائك، وفى الفترة الأخيرة تم زيادة المصنعية على السبائك فقامت شركة (بى تى سي) بعمل جدولة جديدة بأسعار المصنعية على السبائك ارتفعت من 10 و12 جنيها للجرام إلى 50 جنيها».

انفلات السوق

فيما يقول محيى عبدالدايم، أحد العاملين فى الصاغة، إن الوضع غير مفهوم، نتلقى خبر الزيادة من هنا وفى نفس الدقيقة نفاجأ بمن يسحب منا 150 كيلو ذهب يوميا، وهو عكس ما يحدث فى الخارج، فالفرق بين السعر العالمى والسعر المحلى اقترب من 500 جنيه.
ويضيف: من العوامل التى تؤثر فى ارتفاع سعر الذهب هو التداول بسعر الدولار، وأنصح جميع الشباب المقبل على الزواج بشراء الذهب المستعمل وادخاره، كنوع من الاستثمار الآمن أو الحفاظ على قيمة النقود.

المغشوش

أما محسن أحمد، جواهرجي، فيقول: إن جنون الأسعار تسبب فى انتشار ظاهرة «الذهب المغشوش»، ويأتى إلينا كل يوم عملاء منصوب عليهم وابتاعوه من مجهولين، خصوصًا الذهب الكسر أو المستعمل، واضطرنا ذلك لاتباع إجراءات صارمة لضبط وكشف قطعة المشغولات الذهبية بطريقة سرية بين الجواهرجية بعضهم البعض تسمى «المحك»، مؤكدًا ضرورة شراء الذهب من الشركات المعروفة مع الحصول على فواتير.
ويقول متعجبًا: رغم كثرة ضحايا الغش، فإننا نجد معظم المواطنين يقبل على شراء الذهب المستعمل أو المغشوش، بسبب أنه غير محمَّل بضريبة الدمغة التى تُفرض على بيع القطع الذهبية الجديدة، كما أنهم يرغبون فى شرائه لأنهم لن يخسروا فى سعره عند بيعه، بالتالى يحققون أكبر استفادة من ارتفاعات الأسعار الحالية.

قطع ذهبية صغيرة

ويقول شادى سليمان، جواهرجى، إن بعض شركات الذهب تلجأ إلى طرح مشغولات ذهبية صغيرة الحجم، بأوزان تبدأ أقل من جرام وتصل إلى 9 جرامات، لكنه غير مفضل حتى الآن لأنه كلما قل عدد الجرامات فى القطعة، زادت نسبة النحاس فيها، لافتًا إلى أن أكثر ما يفضل المواطنون شراءه هو الذهب عيار 24، لأنه بدون إضافات، وتجد السبيكة مدوَّناً عليها رقم 999.9 وهذا يعنى أنها ذهب بندقى خام.

خبراء الذهب

من جانبها، ترى الدكتورة دعاء زيدان، الخبيرة فى الأسواق، أن الشائع فى أذهان كثير من الناس أن الذهب أداة استثمار، وهذا مفهوم خاطئ، لأنه فى حقيقة الأمر أداة ادخار ولا يدر أرباحًا، فهو مجرد مدخرات راكدة فى البيوت، لا يُستفاد منها إلا بغرض الزينة، أما السبائك والجنيهات فلا يُستفاد منها مُطلقًا، والبعض يعتبر الذهب وسيلة آمنة لحفظ الأموال من تدهور العملة وارتفاع معدلات التضخم، مؤكدة ضرورة أن ننتبه إلى أن الزيادة التى حققها سعر جرام الذهب تقابلها زيادة فى الأسعار أيضًا، فمَنْ اشترى جرام الذهب بألف جنيه ثم زاد سعره إلى 1665 جنيهًا، عليه أن يتوقع زيادة فى الأسعار أيضًا، ناتجة عن تراجع العملة وارتفاع معدل التضخم.
تتابع: يجب أن يكون لدى الناس وعى بالحفاظ على قيمة مدخراتهم خاصة فى وقت الأزمات، والذهب من أفضل الملاذات الآمنة، إلا أنه لا يحقق عائدًا ربحيًا شهريًا يعود على صاحبه بالنفع، وجاء الوقت لنفكر خارج الصندوق للاستفادة من الذهب الراكد فى بيوت المصريين وتحويله إلى منتج يُدر عائداً، بجانب دوره فى الحفاظ على قيمة الأموال، كما أن قرار شراء الذهب بغرض الاستثمار يخضع لعدد من المعايير أهمها ألا يخسر المستثمر تكلفة المصنعية التى يدفعها لكل جرام عند إعادة بيعه، وهذه أبرز الأزمات التى تقلِّص الربح، خاصة فى الكميات الصغيرة، والأفضل لمَنْ يريد الاستثمار أن يبتعد عن شراء المشغولات ذات المصنعية المرتفعة، ويتجه أكثر لشراء السبائك الخام أو جنيهات الذهب، والأصح الاتجاه إلى الذهب المستعمل أو الكسر، مع توخى الحذر من الغش المنتشر بأسواق الذهب الآن.

وتشير دعاء إلى أن إجمالى الطلب على الذهب والمجوهرات ارتفع فى مصر خلال الأشهر الأولى من العام الحالى بنسبة 8.6%، ليسجل نحو 27.8 طن، وذلك مقارنة بالفترة نفسها، كما زادت مشتريات المصريين من السبائك والجنيهات 150% فى الربع الثالث من 2022 لتسجل 3.1 طن، وذلك تبعًا لتقرير مجلس الذهب العالمى عن الربع الثالث من العام.
المشغولات الذهبية

فيمـــا يقـــول ســـعيد إمــــبابي، المـــديـــــر التنفيذى لمنصة «آى صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات: إن أسعار الذهب ارتفعت بالأسواق المحلية ليصل سعر جرام الذهب عيار 21 لمستوى 1665 جنيهًا كأعلى مستوى له فى تاريخ التداول بالسوق المحلية، وأغلقت الأوقية بالبورصة العالمية عند مستوى 1796 دولارًا، واتجه الطلب إلى السبائك والجنيهات، وذلك لانخفاض قيمة المصنعية وغرض الاستثمار، فى مقابل تراجع حركة المبيعات بالسوق المحلية خاصة للمشغولات الذهبية.

من جانبه، يوضح ناجى ميلاد، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية: أن سعر الذهب فى مصر شهد تحركًا لأعلى بسبب ارتفاع الطلب على المعدن النفيس مع الإقبال على الشراء فى المرحلة الحالية، وتوقع تراجع سوق مشغولات الذهب لصالح السبائك والجنيهات، حيث وصل البيع بمحال بيع التجزئة من 50 إلى 60% (سبائك وجنيهات) من إجمالى المبيعات الحالية.
ويشير ناجى إلى أن مصانع الذهب توفر سبائك بأوزان تبدأ من جرام واحد إلى كيلوجرام، والمصنعية تتراوح بين 25 و65 جنيهًا فى الجرام الواحد للسبيكة، فكلما زاد وزن السبيكة تراجعت تكلفة المصنعية، والعكس صحيح، والسبيكة الذهبية عيار 24 المعروفة بـ«الخام البندقي» هى الأكثر تداولًا بين رجال الأعمال الذين يرغبون فى الاستثمار الآمن.

أقرأ أيضأ : رئيس شعبة الذهب: الأسعار ستزيد خلال الفترة المقبلة
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة