الجمعة، 09 ديسمبر 2022 - 09:48 ص

تحقيق : أحمد عطية صالح

 تبذل وزارة الأوقاف جهوداً مضنية لإظهار سماحة الإسلام ووسطيته ونبذ الفكر المتشدد الذى أشاعته الجماعات الإرهابية.. واهتمت الوزارة بتوجيهات من د. محمد مختار جمعة  بتنوع البرامج التوعوية والتثقيفية لتشمل جميع  شرائح المجتمع حيث أطلقت مؤخراً مجالس العلم فى المساجد الكبرى بمشاركة نخبة من كبار العلماء والأئمة المتميزين بهدف نشر صحيح الدين ومحاربة الفكر المتطرف وإعادة بناء الشخصية الوسطية التى تعتز بدينها ووطنها، فضلاً عن تكثيف القوافل الدعوية لتجوب مختلف أنحاء الجمهورية وتقدم الفتوى الميسرة للمواطنين.

 يقول د. أيمن أبوعمر وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة إن الفتوى الصحيحة الميسرة هى مطلب الناس تيسيراً على أحوالهم ومعاشهم، وأنه بقدر عظم شأن الفتوى وشرفها وأجرها يكون عظم خطرها واشتداد ضررها، إذا تصدى لها من ليس أهلاً لها على من يستفتيه، وعلى سائر الأمة، من هنا انطلقت وزارة الأوقاف من مسئولية دينية ووطنية لتعلن عن انعقاد مجالس الإفتاء بمشاركة نخبة متميزة من كبار علماء أعضاء هيئة التدريس بالأزهر الشريف، وأمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية، والأئمة المتميزين والواعظات المتميزات، وذلك بمساجد آل البيت والمساجد الكبرى والجامعة، وقد بلغ اجمالى ما تم افتتاحه (112) مجلساً حتى تاريخه بواقع (54) مجلساً للرجال،
و (27) مجلساً للسيدات، و (31) مجلساً لأمناء دار الإفتاء، لتسهيل أمر الفتوى على المواطنين.
 
المنبر الثابت

ويضيف فى إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، وبرعاية الدكتور أحمد الطيب (شيخ الأزهر)، والدكتور محمد مختار جمعة (وزير الأوقاف)، تم اطلاق برنامج (المنبر الثابت) الدعوى فى جميع المحافظات، وهو يؤدى (يوم الثلاثاء من كل أسبوع) بعد صلاة المغرب، وقد تم البدء بعدد 100 مسجد شهر أغسطس الماضى، ليصبح إجمالى المساجد التى تشارك فى هذا البرنامج 400 مسجد حتى نهاية شهر ديسمبر، أى بزيادة مائة مسجد شهرياً، لترتكز خطة البرنامج على نشر ثقافة القيم الايجابية الرفيعة، والأخلاق الاسلامية الكريمة، حيث تم تناول عدة موضوعات مثل الصدق، والأمانة، والعفاف فى القول والسلوك، وحق الطريق، وحق الجار، وحق الوطن، وغيرها من الموضوعات التى تصب فى صالح بناء الشخصية السوية من منطلقات دينية ووطنية.
 
مجالس الإقراء

ويشرح د. محمد نصار مدير عام الإرشاد والدعوة بالوزارة فكرة مجالس الأقراء أنه فى إطار تكثيف وزارة الأوقاف وتنويعها لبرامجها التوعوية والتثقيفية بما  يتسع لجميع رغبات وشرائح المجتمع أطلقت الوزارة مجالس الإقراء على كبار العلماء بالمساجد الكبرى، كمسجد الإمام الحسين، والسيدة نفيسة،   عمرو بن العاص بالقاهرة، ومسجد البقلى بأسيوط، وغيرها من المساجد، وذلك فى أربعة علوم: الحديث وعلومه، والتفسير وعلوم القرآن، والفقه وأصوله، واللغة العربية، ويأتى كتاب: «بداية المجتهد ونهاية المقتصد» وكتاب: «مدارك التنزيل وحقائق التأويل»، وكتاب «فقه السيرة النبوية.. قراءة جديدة»، وكتاب «المنتخب فى تفسير القرآن الكريم» فى مقدمة الكتب التى يتم قراءتها وشرحها فى هذه المجالس.
وقد بلغ عدد هذه المجالس 122 مجلساً، حيث تهدف هذه المجالس إلى التثقيف الدينى ونشر الفكر الوسطى، والحرص على تلقى العلم على يد كبار العلماء مؤكدين أنه يتم انتقاء الأستاذة الذين يحاضرون فى مجالس الإقراء بعناية من كبار العلماء والمتخصصين.

الدروس العلمية

 وعن الدروس المنهجية للأئمة والواعظات يقول د. نوح العيسوى رئيس الإدارة المركزية  لمكتب الوزير إن الوزارة اهتمت بتقديم الدروس العلمية والدعوية المنهجية للأئمة والواعظات بمساجد الجمهورية وسط إقبال من الرجال والسيدات، والذى أشادوا بجهود وزارة الأوقاف المصرية فى نشر الفكر الوسطى المستنير، وتشكيل الوعى الدينى الرشيد، وبلغ عددهم 1000 مسجد للأئمة و 63 مسجداً للواعظات، حيث يقوم الإمام أو الواعظة بشرح كتاب معتمد بطريقة منهجية وعلمية، بما يعيد تشكيل الوعى لدى رواد المساجد، وجموع المواطنين.

ويضيف: أما الأسابيع الثقافية فقد بلغ عددها 127 أسبوعاً، علماً بأن محاضرات الأسبوع الثقافى تٌعقد بعد صلاة العشاء مباشرة، بمشاركة نخبة من كبار العلماء والأئمة المتميزين مع نخبة من كبار القراء والمبتهلين، وقد أشاد العلماء والمتخصصون بفكرة الأسابيع الثقافية المنتشرة فى محافظات مصر بما تحمله من فكر تجديدى، حيث تعد فكرة مبدعة تلاقت فيها إرادة التنوير وبناء الوعى السليم، مع استخدام التقنيات الحديثة لإيصال صوت الفكر وصوت الوعى وصوت الوسطية والتعددية والتسامح إلى كل مكان من خلال دراسة القضايا المهمة، التى تشغل بال الناس، حيث تضمنت قضايا عقائدية وايمانية، وقضايا أخلاقية، وقضايا اجتماعية، وقضايا فلسفية،  وقضايا وطنية تخص الدفاع عن الأمن الفكرى والقومى للبلاد والعباد.
 
تثقيف الطفل

 وعن فكرة البرنامج التثقيفى للطفل تقول د. هدى حميد مسئول ملف الطفل بالوزارة إنه بعد النجاح المبهر الذى حققه البرنامج الصيفى للطفل الذى أطلقته وزارة الأوقاف خلال فترة  الإجازة الصيفية، وما حققه من إقبال متميز بجميع مديريات الأوقاف على مستوى الجمهورية، انطلقت أولى فعاليات البرنامج التثقيفى للطفل خلال الفترة الدراسية، حيث تزينت مساجد الجمهورية بأطفال البرنامج التثقيفى الذى حرصوا على المشاركة  الفعالة بالبرنامج بعدد 5639 مسجداً، ويأتى هذا البرنامج من منطلق إيمان وزارة الأوقاف بحق الطفل فى الرعاية التامة والنشأة الكريمة، والاستمرارية فى ذلك، وأن حق الطفل لا يقف عند حدود الغذاء الصحى أو الرياضة اللازمة لصحة البدن،  إنما يشمل جوانب عديدة، من أهمها التربية على القيم والأخلاق والثقافة الرشيدة التى تتناسب مع مرحلته العمرية، كما أنه فى إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالمتابعة والتطوير المستمر لبرامجها الدعوية والتثقيفية،  وايماناً منها بأهمية مكافأة المتميزين الذين يؤدون عملهم بتفانٍ واجتهاد فى الأنشطة الدعوية المتنوعة وبناءً على تقارير المتابعة الميدانية للأنشطة الدعوية الواردة من المديريات وإدارات التفتيش المعنية بالديوان العام والقطاع الدينى، يتم تكريم المتميزين الأفضل أداء فى هذا البرنامج.

 وعن تجربة الواعظات تؤكد أن الواعظات أداة من أدوات القوى الناعمة لوزارة الأوقاف فى نشر صحيح الدين، ومحاربة الفكر المتطرف، ولهذا أطلقت الوزارة قوافل الواعظات إلى مناطق مختلفة من جمهورية مصر العربية، كما أعلنت المبادرات المختلفة، التى شاركن فيها بقوة، كمبادرات (سكن ومودة- نتعايش باحترام متبادل- واعظات وراهبات- حياة كريمة- جلسات الدوار) ومبادرة (حق الوطن)، التى انطلقت فى جميع مساجد مصر بدءًا من الجمعة 28 أكتوبر الماضى، ولمدة شهر كامل، وحاضر فيها كبار العلماء والأئمة، والواعظات تأكيداً على ضرورة الحفاظ على الوطن والعمل على كل ما يدعم تحقيق أمنه، واستقراره، تم انطلاق أربع قوافل دعوية للواعظات ضمن هذه المبادرة إلى أربع محافظات: (الجيزة- الدقهلية- بنى سويف- الغربية) حيث أكدت واعظات الأوقاف أن ديننا دين البناء وعمارة الكون، فمن يحاول أن يجرك إلى طريق آخر عكس هذا الاتجاه، إنما يأخذك إلى طريق الهلاك فى الدنيا والآخرة، فديننا ينبذ كل ألوان ومعانى الهدم والتخريب، ويدعو إلى البناء وعمارة الكون، وكل ما فيه صالح الإنسانية، مما يتطلب منا جميعاً العمل على نشر ثقافة البناء، والعمل على ترسيخ الإيمان به، وأخيراً مبادرة (مفاتيح الخير) خلال شهر ديسمبر الجارى، والتى تهدف إلى بث روح الأمل والتفاؤل فى نفوس الناس جميعاً، وتقوية روح التراحم والتكافل والتسامح واحترام الآخر، وبيان مفاتيح الفرج من الذكر والدعاء والصلاة والسلام على خير الأنام، فضلاً عن الجد والاجتهاد فى العمل.

مجالس الفقه

 ويوضح الشيخ صبرى ياسين رئيس الإدارة المركزية للتفتيش أنه فى إطار الدورر الريادى الذى تقوم به وزارة الأوقاف المصرية فى نشر الفكر الوسطى وتصحيح المفاهيم الخاطئة، خاصة فيما يتعلق بالفقه والفتوى انطلق لأول مرة أول مجلس فقه لشرح كتاب «قواعد الفقه الكلية» يوم الأحد 6 نوفمبر الماضى بمسجد الإمام الحسين (رضى الله عنه) عقب صلاة العصر، بحضور ثمانية من كبار الفقهاء وهم: الدكتور عبدالله مبروك النجار عضو مجمع البحوث الاسلامية، والدكتور عطا السنباطى عميد كلية الشريعة والقانون بالقاهرة، والدكتور محمد إبراهيم الحفناوى أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بطنطا، والدكتور سيف الدين رجل قزامل عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا الأسبق، والدكتور عبدالستار الجبالى أستاذ الفقه المتفرغ بكلية الشريعة والقانون، والدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، والدكتور هانى تمام أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بجامعة الأزهر، و الدكتور محمد صلاح حلمى الأستاذ المساعد بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة.

مجالس الأحاديث

 وأخيراً يقول د. محمد أبو ستيت مدير عام المكتب الإعلامى بوزارة الأوقاف إن وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية أطلقا أول مجلس لقراءة وشرح أحاديث كتاب: «الموطأ» للإمام مالك بن أنس، بمسجد الإمام الحسين، على يد كبار علماء الحديث الشريف بجامعة الأزهر، وهم الدكتور أحمد عمر هاشم- عضو هيئة كبار العلماء- الدكتور أحمد معبد- عضو هيئة كبار العلماء- الدكتور مصطفى أبو عمارة- أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر الشريف، الدكتور محمد نصر دسوقى اللبان- أستاذ الحديث وعلومه- الدكتور صبحى ربيع- وكيل كلية الدراسات الاسلامية والعربية بالقاهرة- الدكتور أسامة ابراهيم محمد السيد- أستاذ الحديث وعلومه المساعد- الدكتور أحمد رزق درويش- استاذ الحديث وعلومه المساعد- الدكتور محمد عبدالفتاح حافظ الدسوقى - استاذ الحديث وعلومه المساعد، وأن ذلك يأتى فى إطار الدور الريادى الذى تقوم به وزارة الأوقاف المصرية فى نشر الفكر المستنير وأهمية فهم مقاصد السنة النبوية المشرفة.

الأسابيع الدعوية

 وأضاف أبوستيت أن الوزارة تقيم محاضرات الأسبوع الدعوى بالمساجد الكبرى والجامعة بعد صلاة العشاء مباشرة، بمشاركة نخبة من كبار العلماء والأئمة المتميزين مع نخبة من كبار القراء والمبتهلين، ويتم تناول جملة الموضوعات الأخلاقية والوطنية التى تهدف إلى بناء الشخصية الوسطية، التى تعتز بدينها ووطنها، وتعمل على كل ما يرفع شأن هذا الوطن.

أقرأ أيضأ : عضو مجلس حكماء المسلمين: العودة إلى القيم الأخلاقيَّة والمعايير القانونية هي الحل لمشكلات العالم