ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


ريهاب عبدالوهاب تكتب: كلٌ فيما تيسر له

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 09 ديسمبر 2022 - 04:32 م

زيارة الرئيس الصينى «شى جين بينج» للسعودية ولقاؤه بقادة الخليج وعدد من القادة العرب هو بلاشك «ازعاج» لأمريكا ولكن ليس «تهديدا» لنفوذها كما يقول البعض. فرغم ان الصين «بعبع» امريكا الأول واكبر منافسيها، الاّ ان الخدمات التى تقدمها والأدوار التى يمكن ان تلعبها فى المنطقة تختلف تماما عن الأدوار والخدمات التى تقدمها واشنطن. 

فالصين غير المعنية بالخلافات السياسية للدول الأخرى والمترفعة عن الانخراط فى النزاعات الإقليمية، تضع التجارة والصناعة والاستثمارات فى قلب سياستها الخارجية وتستخدمهم كمطية لبناء نفوذها وبالتالى لا تثقل كاهل حلفائها بالمطالب أو التوقعات السياسية وتمتنع عن التدخل فى شئونهم الداخلية.

وقد جعلت هذه السياسة من بكين حليفا اكثر دماثة وقبولاً من واشنطن ولكنها حرمتها «الأفضلية» عليها فى بعض الحالات التى تتطلب أدواراً أمنية خاصة لا يمكن ان يقوم بها الا قوى مثل امريكا التى مازالت تلعب دور شرطى المنطقة. 

فعلى سبيل المثال لا يمكن للصين ان تتدخل عسكرياً فى اى نزاع اقليمى لأحد حلفائها كما فعلت روسيا مع الأسد وواشنطن مع الاكراد. كذلك تحتفظ الصين بعلاقات وثيقة بكثير من غرماء دول المنطقة، وابرزهم ايران التى أبرمت معها العام الماضى اتفاقية تعاون مدتها 25 عامًا لتعزيز التعاون والتجارة الثنائية، وهو ما يحول دون قيامها بدور البديل الولايات المتحدة كضامن لأمن دول الخليج التى ترى فى ايران اكبر تهديد امنى لها.. لايقلل ذلك من قدر ولا أهمية الصين التى تعتمد على المصالح المتبادلة والقوة الناعمة فى تحالفاتها مع الدول، لكنه كذلك لا يطرحها بديلاً لأمريكا.

ناهيك عن ان الدول العربية اصلا لا تسعى لاستبدال حليف بآخر ولكنها تنتهج سياسة محمودة وحكيمة فى الانفتاح على كل القوى وعدم وضع البيض كله فى سلة واحدة. هذه السياسة لا تتسق فقط مع النظام العالمى الجديد الذى يقوم على تعدد الأقطاب، ولكنه يساعدها فى عملية موازنة تحالفاتها واستخدامها ككروت لخدمة مصالح شعوبها حسبما تيسر من كل قوة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة