د. سمير فرج
د. سمير فرج


د. سمير فرج يكتب: مفيد فوزى.. الصديق الذى رحل

أخبار اليوم

الجمعة، 09 ديسمبر 2022 - 06:26 م

بقلم: د. سمير فرج

رحل الصديق، والأخ العزيز، الإعلامى القدير، مفيد فوزى، صاحب أشهر برنامج تليفزيونى فى ماسبيرو، «حديث المدينة»، الذى أطلق لقب «المحاور» على كل إعلامى، يقدم برنامجاً متميزاً على الشاشة الصغيرة. 

يعود تاريخ معرفتى بأخى العزيز مفيد، فى بداية عملى مديراً للشئون المعنوية، بالقوات المسلحة المصرية، عندما أقنعت السيد المشير طنطاوى، رحمة الله عليه، بأن يحل ضيفاً، لأول مرة، على برنامج تليفزيونى، للحديث عن احتفالات أكتوبر، ليتعرف شعب مصر على انتصارات القوات المسلحة، واخترنا «حديث المدينة»، ذلك البرنامج المتميز، الذى استطاع خلاله، مفيد فوزى، بأسلوبه المبتكر، وبراعته الإعلامية، أن يظهر للمشاهد المصرى، الوجه الآخر للمشير طنطاوى، الرجل المصرى، الحافظ لأشعار المتنبى، والجارم، والشغوف بالموسيقى العربية، بالإضافة إلى بطولاته، كبطل عسكرى مقاتل خلال حرب أكتوبر المجيدة، خاصة فى «معركة المزرعة الصينية».

ومنذ ذلك الحين، أصبحنا أنا، والعزيز مفيد فوزى، أصدقاء بمعنى الكلمة، وعزز من صداقتنا، زوجته الإذاعية الراحلة، آمال العمدة، التى كانت ضمن فريق الإعلام العسكرى، والتى رغم إصابتها بالمرض اللعين، إلا أنها لم تتوان، يوماً، عن الإخلاص فى عملها، حتى وهى فى طريق عودتها، يوماً، من رحلة علاجية فى الخارج، عندما هاتفتنى، للاتفاق على تقديم حلقات احتفالات حرب أكتوبر العظيمة، وبالفعل سجلت حلقات كاملة، رغم مرضها الشديد.

وتواصلت الصداقة بيننا، وأذكر جلساتنا المطولة سوياً، لإعداد سكريبت حلقات الرئيس الراحل حسنى مبارك. ولما صرت محافظاً للأقصر، كان أول حوار لى معها فى برنامج «حديث المدينة»، وخلاله عرضت خطة تطوير الأقصر، ومن الصدف أن زوجته الراحلة آمال العمدة، كانت من أهالى الأقصر، وممن تم إزالة منزلها أثناء أعمال التطوير، إلا أنهما باركا عملية التطوير، وكانا من أشد المشجعين لتنفيذ خطة تطوير الأقصر، التى ظل يتابعها عن قرب، ويعرض إنجازاتها فى برنامجه المتميز.. ولم تنقطع اتصالاتنا، حتى خلال أحداث يناير 2011، التى كنا نتبادل الآراء بشأنها، من غرفة مكتبه، بمنزله المطل على حديقة نادى الصيد، بينما نحتسى أكواب القهوة، التى كان يحرص على إعدادها بنفسه، رغم محاولات ابنته حنان، التى كانت نعم الابنة البارة بوالدها، والتى كنت دائماً ما أتصل بها للاطمئنان على حقيقة حالته الصحية.

ولكن هكذا هى الحياة، نتقابل ونتصادق، ثم يفرقنا الموت ... فاللهم ارحم هذا الأخ والصديق الغالى، الذى قدم للإعلام المصرى، أعمالاً كثيرة، منذ أن كان معداً للبرامج، وحتى أسس مدرسته المتميزة فى الإعلام المصرى والعربى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة