بوستر المسرحية
بوستر المسرحية


مسرحية «سيدتى الجميلة» فى مرمى النيران.. والنقاد : حكمنا على السقا قبل مشاهدة العرض

أخبار النجوم

الجمعة، 09 ديسمبر 2022 - 11:20 م

أثار إعلان الفنان أحمد السقا عن إعادة تقديم مسرحية “سيدتي الجميلة”، رائعة فؤاد المهندس وشويكار، التي انطلقت مساء الثلاثاء الماضى في موسم الرياض، جدلاً كبيراً خلال الفترة الماضية، لتنقسم الآراء بين مؤيد ومعارض لإعادة تقديم العمل المسرحي مرة أخرى، والمقارنة بين السقا وفؤاد المهندس، وبين شويكار وريم مصطفى بطلة النسخة الجديدة من المسرحية.

مسرحية سيدتي الجميلة إنتاج سنة 1969، تدور قصتها حول كمال “فؤاد المهندس” الذي يبحث عن امرأة جميلة ليريها للملك، فتسرقه نشالة تدعى صدفة “شويكار” فيعجب بشخصيتها المتوحشة ويأخذها ليعلمها آداب الإتيكيت، ويعلمها كيفية التصرف مع الملك، المسرحية من تأليف جورج برنارد شو، واقتبسها بهجت قمر، وإخراج حسن عبدالسلام.

الناقدة ماجدة خير الله، رفضت الفكرة من الأساس، ونشرت عبر حسابها على فيس بوك، تدوينة تعلق بها على إعادة تقديم المسرحية، وكتبت: “رغم أني لا أحب المصادرة على أي تجربة فنية، مهما كانت غرابتها، أو كونها تحمل عوامل فشلها، ولكن أن يفكر أحمد السقا بإعادة شخصية فؤاد المهندس في المسرحية الخالدة سيدتي الجميلة، فهذا نوع من الانتحار الفني، ولسنا في حاجة لانتظار النتائج، أما أن تقوم ريم مصطفى بتقديم شخصية صدفة بعض شي التي قدمتها كتلة المواهب شويكار، فهي جرأة تقترب من الوقاحة”.

وبالتواصل مع نجل الفنان الراحل فؤاد المهندس ورأيه حول فكرة إعادة تقديم المسرحية، يقول محمد فؤاد المهندس: في البداية أريد التأكيد على أن أحمد السقا كان من الفنانين الذين يحبهم فؤاد المهندس، وهو صديق شخصي لي، كما أن السقا ليس له علاقة بفكرة إعادة تقديم المسرحية مرة أخرى، بل يعود الأمر إلى أيمن بهجت قمر الذي قرر إعادة مسرحية والده بهجت قمر، وأضاف: كان من الأفضل بالنسبة لأيمن بهجت قمر أن يصنع مسرحية لنفسه، أو أنه يأخذ من نصوص والده التي لم تقدم من قبل وهي عديدة، ويقوم بتقديمها، فهذا أفضل من أنه يعيد مسرحية من تراث الفن المصري، وما حدث ليس في صالح أحد من صناع العمل سواء أيمن أو السقا أو ريم مصطفى وباقي فريق العمل”.

ويتابع: الجمهور سيضع المقارنة بين العرضين، شاء من شاء وأبى من أبى، وهذا بالتأكيد لن يكون في صالح صناع العرض المسرحي الجديد، وعن نفسي أتمنى أن يتم تصوير المسرحية ويتم عرضها على الجمهور المصري، وليروا وقتها رأي الجمهور بأنفسهم، للأسف فكرة إعادة تقديم المسرحية ليس إلا “نحتاية” بحثًا عن المال، وهذا لا يليق لأنه يسيء لتراث الفن المصري ولا يسعد أى أحد محب وعاشق للفن وتراث الفن المصري.

ليخرج السيناريست أيمن بهجت قمر مدافعاً عن فكرة إعادة تقديم مسرحية “سيدتي الجميلة” بمعالجة جديدة وأبطال مختلفين، وذلك بعد تعرض صناع العمل لانتقادات بمجرد الإعلان عن تقديم المسرحية، قائلا: “متعجب مما يحدث وتحديث النص شيء طبيعي وبيحصل طول العمر واللي مش طبيعي أن في ناس من الاجيال الجديدة مش مستوعبة هذه الفكرة ويعتبروا أن ده افلاس”، وأوضح أيمن بهجت قمر في تصريح له أنه قصد تسمية المسرحية بنفس الاسم “سيدتي الجميلة” لأنه يرى أن الأجيال الجديدة لا تشاهد الأعمال القديمة والأبيض والأسود، مضيفا: “المسرحية ميكس بين روح العمل القديم وهذا الزمان”، وتابع: “أعيد إحياء نفس ديكور مسرحية سيدتي الجميلة بالألوان في موسم الرياض، وقررت إحياء اسم والدي في المسرح مرة أخرى وكتابة من عالم بهجت قمر على أفيش المسرحية”، لافتاً إلى أن نجوم المسرحية شعروا بمسئولية كبيرة بعد الجدل الدائر على العرض.

وعن إعادة عرض سيدتى الجميلة يقول المخرج سمير العصفورى: من المبكر جداً الحكم على عمل مسرحي لم يتم مشاهدته، هذا العمل في الأساس من تأليف جورج برنارد شو، وشاهدنا عرضاً عظيماً للعظماء والكبار فؤاد المهندس وشويكار وحسن عبد السلام، فهل معنى ذلك ألا يفكر أحد في إعادة تقديمها مرة أخرى؟، كما تم تقديم My Fair Lady على مسرح برودواى، قدم النص في جميع أنحاء العالم، علينا أن نترك المحاولات والتجارب، إما تنجح أو تفشل.

وعن مقارنة أحمد السقا بالراحل فؤاد المهندس يضيف العصفورى: “حكمنا على السقا قبل مشاهدة العرض، السقا فنان موهوب، والمهندس فنان كبير لا يمكن المقارنة بينهما لاختلاف كل منهما عن الآخر، ولكن فؤاد المهندس إذا كان على قيد الحياة الآن وأراد أن يعرض “سيدتى الجميلة” في 2022، هل كان سيحصل عليها نفس الإقبال؟ لا أقول إنه سيكون قليلا، لكن الذائقة تختلف لاختلاف الزمان، الجيل الحالي من الشباب له فكر معين، والدليل أن تجربة أشرف عبد الباقى مع “مسرح مصر” نجحت”.

اقرأ أيضًا

في ذكرى وفاته.. فؤاد المهندس أيقونة الكوميديا في وجدان المصريين

ويتابع: بالتأكيد سيكون العمل رائعاً من ناحية الديكور والإضاءة لاختلاف العصر وتوافر الإمكانيات، أيضاً من الممكن أن نجد السقا يقدم شخصية مختلفة أو أقل أو متساوية مع التي قدمها المهندس، أتصور أن لغة وأسلوب وحركة السقا ستختلف عن المهندس، كما أن الإيقاع والتذوق الفكاهى سيختلف، كل ما في الأمر أن المشاهد يعتبر “سيدتى الجميلة” من الأعمال المهمة الناجحة والمفضلة لديهم، وأنها تعاد كثيراً ومازالت تعيش في ذاكرتهم، هنا الجمهور بريء لأنه لم يظهر له أعمال مثل “سيدتى الجميلة” خلال سنوات طويلة، فاعتبروا العرض تراثاً فنياً لا يريدون المساس به أو التقرب منه، في النهاية من الظلم الحكم الآن.

بينما يقول الناقد والمؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة: بداية لابد من التأكيد على استحالة مشاركة الناقد الذي يحترم قلمه وكذلك المتابعون لكتاباته في إبداء وإعلان رأيه في عرض مسرحي لم يشاهده بعد أو حتى المشاركة في تقييمه كتجربة إنتاجية، وبالتالي يصعب تحديد موقفي من ظاهرة يتم مناقشتها إعلاميا وتداولها وتناولها نقديا بصفة خاصة بعدما تفجرت بسبب إعادة تقديم عرض محدد وهو “سيدتي الجميلة” الذي قدمته فرقة الفنانين المتحدين عام 1968، ولكن إذا كان الحديث حول ظاهرة عامة وهي إعادة تقديم بعض العروض التي سبق تقديمها منذ سنوات فيمكن التأكيد بأن هذه الظاهرة بجميع أشكالها ليست جديدة إطلاقاً سواء بالمسرح العالمي أو بالمسرح المصري والعربي أيضاً، ويكفي أن نقدم دليلاً على ذلك أن نص “عايدة” لسليم النقاش قدم خلال بدايات المسرح العربي خلال الفترة من عام 1877 إلى عام 1914 أكثر من عشرين مرة، وذلك كما جاء بموسوعة “المسرح المصري المصورة” بالجزء الحادي عشر (حرف العين) والتي شرفت بإنجازها”.

ويضيف دوارة: يطيب لي في هذا الصدد التنويه إلى أن قيام إحدى الفرق أو مجموعة من الفنانين بتقديم نص أو عرض سبق تقديمه فإن ذلك ليس مؤشرا على نجاح العرض الأول بل ربما يكون الدافع والحافز وراء إعادة تقديمه هو عدم توفيق مجموعة العرض الأول في تحقيق ذلك النجاح الأدبي والجماهيري المنشود، وبالتالي يصبح الهدف من إعادة تقديمه هو إثبات وتأكيد المهارات الفنية للفريق الجديد، وإن كانت الموضوعية تقتضي بأن أقرر بأن الحالة السابقة تعد حالة استثنائية حيث غالبا ما يكون سبب إعادة التقديم هو استثمار النجاح الأول، وأكبر دليل على ذلك هو أن عددا كبيرا من المسرحيات الناجحة للرائد نجيب الريحاني قد أعيد تقديمها شارك بأداء دوره عدد كبير من النجوم وإن كانوا جميع لم يصلوا بشهادة الجمهور والنقاد إلى موهبة ومرتبة الريحاني في تجسيده لتلك الشخصيات التي كتبت له خصيصا.

ويستكمل دوارة حديثه: برغم ثقتي في قدرات ومهارات وخبرات الفنان أحمد السقا إلا أنني أشفق عليه وعلى جميع المشاركين معه من المقارنة مع نجوم العرض الأول وخاصة ريم مصطفي ومقارنتها مع القديرة شويكار.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة