تعذيب الاطفال  في حضانة الأسكندرية
تعذيب الاطفال في حضانة الأسكندرية


صرخات بريئة في حضانة الإسكندرية لـ«التعذيب».. روايات من الجيران والشهود

هاجر زين العابدين

السبت، 10 ديسمبر 2022 - 04:00 م

مدرسة الحضانة تتعمد ضرب الأطفال فى الجزء الذى يخلو من الكاميرات وقررت تسجيل مقطع صوتى للتوثيق 

أم زين : حملت ابنى من إذنيه الأثنين رغم خضوعة لعملية جراحية بها 

أم خديجة : ابنتى تخرجت منها 2019 وتلقت علاج نفسى لثلاثة شهور  

أحد الجيران : حررنا 3 محاضر ويتم اللجوء للحلول الودية وتهديدنا بالبلطجية 


صرخات متواصلة تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعى لطفلة ذات العامين ونصف  بحضانة شهيرة بالإسكندرية، يتم عقابها لأنها تبولت على نفسها، لتكشف التحريات أنها كانت جزء من حملات التعذيب الممنهج المتبع ضد الأطفال من قبل مديرة الحضانة، وهو ما دفع الأهالى لإطلاق صرخات الاستغاثة بعد تعرض أطفالهم للتعذيب.

أسفرت التحريات أن الحضانة غير حاصلة على ترخيص من وزارة التضامن وتحمل رخصة من الغرف التجارية، "بوابة أخبار اليوم" تواصلت مع أهالى الأطفال وساكنى العمارة والعاملين بالحضانة لمعرفة تفاصيل أكثر عن الواقعة .


تواصلنا مع والدة كاميليا أحمد التى تبلغ من العمر عامين ونصف، قضت منهم عام كامل تتردد على الحضانة القانتة  بشارع متفرع من شارع فؤاد بمحافظة الاسكندرية بجوار السفارة الأسبانية .


بدأت الأم تلاحظ تغير فى سلوك طفلتها برفضها الذهاب للحضانة وتكرار صرخات صاخبة تعبر عن رفضها الدخول من باب الحضانة وهو ما دفع شكوك الأم للاستفسار عن سبب رهبة صغيرتها لهذا الحد.


لكن سرعان ما تبادر السيدة (س.ذ) مديرة الحضانة  بالرد أنها رهبة طبيعية لأى طفل مثل عمر ابنتها لتعلقهم بالأم ونفت تماما تعرض الطفلة لأى مضايقات .


 تمتلك مديرة الحضانة قدرة كبيرة على الإقناع وترسخ فكرة أن الطفل بطبيعة الحال لا يفضل الذهاب للحضانة بسبب البعد عن أبويه، كما أن هناك قواعد صارمة يلتزم بها الجميع، ولا يسمح لأى شخص أن يتعامل بعنف مع الأطفال .

قبل الحادث بعده أيام التقطت الأم أطراف الحديث مع طفلتها التى تعجز عن الحكى فتبادر صغيرتها بجملة متقطعة يتضمن معناها أنها تعرضت للضرب على أيدي "الدادة " لتعبر بلهجتها "نانى ضبتنى ".

واجهت الأم مديرة الحضانة بحقيقة تعرض صغيرتها للضرب، لكن سرعان ما نفت تلك التهمة وأخبرتها بأن الجميع لا يتعامل مع الأطفال بعنف وخاصة كاميليا فهى الفتاة المدللة لديهم والجميع يحبها.

كذبت الأم شكوكها خاصة أنها اختارت حضانة قيمة وليست على حد تعبيرها حضانة "تحت بير السلم ".


يدفع أولياء الأمور ٣ ألاف و١٥٠ جنيا شهرياً فى مقابل أن يحصل أبنائهم على الرعاية الآدمية، وقد تصل المصروفات لـ٤آلاف جنيه و١٥٠جنيه ، مقابل توفير وجبات طعام للأطفال، فضلاً عن دفع٣٥٠ جنيه رسوم فتح التطبيق "الأبليكيشن " الخاص بالحضانة لملئ استمارة التقديم.


ليس هذا فحسب بل هناك عقوبة إضافية فى حالة التأخير عن ميعاد استلام الطفل فى الموعد المحدد للإنصراف فيدفع ولى الأمر ١٠٠ جنيه إذا تأخر ٣٠ دقيقة عن ميعاده وتكاليف أخرى للحفلات التى تقام بالحضانة.

انخدع الكثير من أولياء الأمور أمام تلك القواعد الصارمة ، والتى رُسخت فى أذهانهم أنها نموذج مشرف لتعليم أبنائهم الانضباط، لكن الحقيقة المرة أنها شوهت  الأطفال وأصابتهم  بأمراض نفسية حسبما أفادتنا أحد أولياء الأمور بعدما تم عرض الأطفال على استشارى الأمراض النفسية أثناء تحقيقات النيابة العامة بمنطقة المنشية .

الخميس الماضى ذهبت والدة كاميليا فى موعد الانصراف لتجد المساعدة تصل لها صغيرتها وبحوزتها كيساً بلاستيكي يحمل ملابسها المبللة، لتصاب الأم بدهشة  ماذا حدث ؟! أخبرتها مديرة الحضانة أن ابنتها لم تخبرهم بالذهاب للحمام وفعلتها على نفسها .


فى طريق عودتهم للمنزل حدثت الأم صغيرتها لتسألها بلطف عن سبب ذلك خاصة أنها اعتادت منذ عدة أشهر أن تعبر عن رغبتها فى الذهاب للحمام، لكنها وجدت صغيرتها تنتفض مفزعة لتقول "مش هعمل كدا تانى .. مش هعمل كدا تانى".


فى نفس اليوم فوجئت الأم بتداول مقطع صوتى لصغيرتها وهى تصرخ بحدة من شدة الضرب الذى وقع عليها من قبل (س.ذ) .


"عرفت أنه هو صوت بنتى لأنه مميز ومقدرش اتماسك وحصلى انهيار".. صدمة كبيرة تعرضت لها والدة "كاميليا " جراء ما وقع على طفلتها.

لتعيد المشهد مجددا فى ذاكرتها وفسرت لماذا أُصيبت طفلتها بالفزع عندما سألتها عن ما حدث ؟

لم يستطيع أحد من أولياء الأمور أن يثبتوا صحة شكوكهم لكن هناك من رفض هذا العنف وقرر توثيق التعذيب الممنهج الواقع على الأطفال.

مدرسة الحضانة 

"كانت بترفع الأطفال من ودانهم، وتحمل البنات من شعرهم ، والطفل اللى بيعترض عن تناول الطعام  بيفضل شهور محروم من تناول وجباته، ويفضل يبص لباقى الأطفال وهى بتاكل، لو طفل رجع بتأكله الترجيع بتاعه" .


تحكي سارة هانى (٢٢سنة ) فى الفرقة الرابعة من كلية تجارة انجلش جامعة الإسكندرية، أنها كانت تعمل فى الحضانة منذ عام بدأت العمل فيها كمدرسة للغة الإنجليزية، ونظراً لظروف دراستها لم تستطع الانتظام والمداومة فى العمل، لكنها عادت مجدداً بعد الانتهاء من امتحانات الترم الأول لكن فور عودتها جعلتها مديرة الحضانة "أدمن" مسئولة التسويق للحضانة على منصات التواصل الاجتماعى، وترد على كافة الاستفسارات الواردة لها، ومتابعة مواعيد أولياء الأمور عبر التطبيق الخاص بالحضانة.


أعتاد أولياء الأمور على استقبال سارة بإبتسامة يملؤها الود وهو ما عزز الثقة بينها وبين الأهالى ، شعرت سارة بالضيق بسبب قيام مديرة الحضانة بضرب طفل لم يتجاوز عامه الثانى على رأسه ضرباً مبرحاً ، حتى تورمت رأسه وتلونت أجزاء منها باللون البنفسجى جراء الكدمة التى تلقاها .

تلقت سارة رسائل من أهالى الطفل يسألون عن سبب تورم رأس طفليهما فلم يكف عن الصراخ ، أخبرت سارة صاحبة المكان بتلك الرسائل ، لكنها طلبت منها عدم الرد علي رسائلهم ، وإذا جاءوا مع الطفل غداً تخبرهم أنها لم تكن متواجدة فى ذلك اليوم وسوف تحقق فى الأمر .

قررت «سارة» أن توثق جزء من التعذيب الواقع على الأطفال ، بإستخدام التسجيل الصوتى ، خاصة أن صاحبة المكان كانت تعاقب الأطفال وتتعدى عليهم بالقرب من الحمام لأنه المكان الوحيد الذي يخلو من كاميرات المراقبة .

مشاهد قاسية حكتها سارة لـ"بوابة أخبار اليوم"، جعلتها تدخل فى نوبات من الاكتئاب بسبب أنها تقف عاجزة عن إنقاذ هؤلاء الأطفال ، وحين كان ينصحها أحد بترك المكان ترفض بشدة وتقول "مش هخرج الا وانا معايا دليل على تعذيب الأطفال وأفضحهم" وحانت لها الفرصة فور جعلها مسئولة التواصل مع أولياء الأمور.

الخميس الماضى سجلت  مقطع صوتى وأرسلته عبر تطبيق الواتسأب للأهالى كتوثيق جزء صغير من التعدى الواقع على الأطفال   .

أخبرت سارة قبل خروجها من الحضانة العاملين أنها لن تعود مرة ثانية للعمل وأنها ستفضح كافة أشكال التعدى التى شهدت عليها . ذهبت للنيابة لتحرير محضر عدم تعدى منها .


يوم الأحد الماضى ذهبت للنيابة بصحبة أولياء الأمور وتم أخذ أقوالنا واستدعاء الأطفال ، تم عرض الأطفال على طبيب نفسى، واستطاع الطبيب أن يجعل الأطفال تعبر عن كافة مشاهد التعذيب الواقعة عليهم.


 ضحية أخرى 


تحكى "أم زين"، أن نشأه الحضانة منذ 6 سنوات ، قبل 4 سنوات كانت بمبنى أخر يسبق مكانها الحالى بشارع مجاور .

تقول: "بداية معرفتى بالحضانة  من خلال موقع الفيس بوك ، تعاملت مع حضانات مختلفة لكن جميعها لم تكن بالمستوى المطلوب خاصة إننى كنت  ابحث عن حضانة تدرس اللغة الفرنسية  لأننى أريد أن يلتحق بمدرسة الراهبات ، وجدت بها مكان مخصص لدراسة اللغة الفرنسية" .

أخبرتها مديرة الحضانة أن هناك كاميرات فى كل حجرة "فصل" لكنها لا تعمل "لايف"، وفى حال حدوث أى مشكلة يتم مراجعة الكاميرات .

تحكى "سهام محمد" والدة الطفل زين محمد  (5 سنوات) أنه لدية مشكله صحية أثرت على السمع وسببت له تأخر فى الكلام . ستمر الطفل قرابة العامين يدرس فى الحضانة .

واجهت الأم مديرة الحضانة (س.ذ) بأن طفلها أخبرها أنه تعرض للضرب منها ، ولكنها سرعان ما نفت التهمة ، مؤكدة أن ليس لها أى تعامل مباشرة  مع الأطفال ، وأقنعت الأم أن الحضانة تعلم الأطفال الأعتماد على نفسها ، وقد يكون الطفل يدعى خرافات حتى لا يأتى للتعلم .

لاحظت الأم سلوكاً غير محمود على الطفل بأنه بدأ ينعزل ولا يحب التواصل مع الأخرين ، عرضت الأم الطفل على طبيب نفسى ، ورغم نصح الطبيب بأن تغيير الحضانة إلا أن الأم لم تقتنع لانها أفضل حضانة فى المجمع السكنى المحيط .

واجهت "سهام "  مديرة الحضانة بتعليمات الطبيب النفسى بتغيير الحضانة ، لكنها أخبرتها أن طفلها ليس لديه أى مشاكل وانه يعاقب لتكرار التبول على نفسه ، وعلى كل حال سوف يتم إدخاله الحمام كل ساعة .

ترسخ للأطفال فى إذهانهم أنهم يتعرضون للعقاب بسبب تبولهم على أنفسهم وانهم يستحقون الضرب .


أصيب الطفل زين "بشرخ  شرجى " تسبب فى حدوث نزيف  نتيجة لتكرار حبس عمليه الإخراج وعدم الذهاب للحمام  فضلاً عن أمتناع الطفل لشرب الماء طوال فترة مكوثة فى الحضانة حتى لايذهب للحمام.


واجهت الأم مديرة الحضانة بما حدث لكنها أقنعت الأم أن هناك خطأ فى روتين الغذاء الذى تتبعه ، وعليها إتباع نظام غذائى صحى ، وأستمرت فى محاولات الإقناع بأن ماوصل له الطفل بعدم الذهاب للحمام سوى حمام المنزل أمر جيد للغاية ، وعلقت على عدم شربه للماء لأن الأطفال لاتحب شرب الماء  ، لم تقتنع الأم بحديثها لتخبرها أن هناك مشكله فى حمام الحضانة تجعل صغيرها يرفض الذهاب إليه ، لكن واصلت مديرة الحضانة محاولات الإقناع وأستغلت أنه اول طفل للأم وأن ليس لديها خبره كافية ، وان الحضانة تعاملت مع أطفال عديدة ولديها خبرة كافية فى التعامل مع سيكولوجية كل طفل .

أرهبت (س.ذ) الأطفال بعدم البوح لوالديهم  بأساليب العقاب الواقع عليهم ، وإلا سيقع عليهم عقاب مضاعف ،

رغم أن الطفل زين له مشكلة صحية خاصة وخضع لعملية فى أذنه إلا أنها كانت تعاقبة بأن تحمله من أذنه الإثنين ، لم تعلم الأم حقيقة العقاب الذى تعرض له طفلها سوى بعد عرضة على الطبيب النفسى فى النيابة والذى أستطاع أن يجعل الطفل يعبر عن نفسه دون خوف لتصدم الأم بواقائع التعذيب التى تعرض لها طفلها  .


أجهشت الأم فى البكاء خلال حديثها معنا ، وأعتذرت عن مواصلة الحديث وبعد محاولات من التهدئة إستكملنا الحديث  ، لتخبرنا بأن مديرة الحضانة تتفنن فى محاولات الإقناع  ، وفور تعديها على الأطفال بالضرب تضع لهم "هيموكلار " ليخفى علامات الضرب .

نصحت الطبيبة النفسية الأم بأن يتم متابعة الطفل من قبل طبيب نفسى وأن يتعلم ممارسة رياضة عنيفة لأن طفلها أصبح "جبان " .

حاول الجيران تحذير أولياء الأمو بأنهم يسمعون صراخ الأطفال بشكل مبالغ فيه وكأنه يتعرضون لحملات من التعذيب وليس العقاب الصحى ، إلا أن مديرة الحضانة كانت دائما ترد على الأهالى بأنها على خلاف مع السكان .

كما فوجئ الأهالى خلال تحقيقات النيابة بأن الحضانة غير حاصلة على رخصىة من  وزارة التضامن الإجتماعى ولكنها تحمل رخصة من الغرفة التجارية بأسم شقيقتها .

استمر الأهالى يترددون على الحضانة بسبب رؤيتهم مدى التقدم على الأطفال فى إلتقاط بعض المصطلحات الأجنبية ، والتعبير بها عند رغبتهم  للدخول للحمام لكنهم لا يعلمون أنهم تعلموها تحت واصلة من الضرب والتعذيب .

تطالب سهام محمد، بضرورة تشديد الرقابة على الحضانات، وخضوع العاملين بها للتدريبات والأختبارات النفسية والتربوية .


دفعات سابقة عانت نفسياً 

تواصلنا مع أولياء أمور إلتحق أبناؤهم بالحضانة فى سنوات سابقة ، لمعرفة هل كانوا يتعرضون لنفس حمله التعذيب الممنهج أم هو سلوك طارئ  على مديرة الحضانة ، لكن المفاجأه أننا وجدنا أن الدفاعت السابقة 

من الأطفال بعضها خضع لجلسات العلاج النفسى

" بنتى كانت أول ما تدخل الحضانة ترفص وتفضل ترجع، وترفض الذهاب للحضانة فأول ما تشوف (س.ذ) كأنها شافت عفريت تحكى والدة الطفلة  خديجة محمد  (  7 سنوات ) ان ابنتها التحقت بالحضانة من عمر 3 سنوات وظلت لمدة عام كامل بها و تخرجت من الحضانة عام 2019 ، لاحظت الأم تغييركبير فى سلوك طفلتها غير محمود  ، ورهبة مفزعة من دخولها الحضانة .


تحكى الطفلة لوالدتها أنه يتم حبسها فى غرفة مظلمة ويتم عقابها بالضرب، وذات يوم وجدت الأم علامات زرقاء على جسدها وجزء متورم من رأسها، ولكن أخبرتها مديرة الحضانة انها وقعت وارتطدمت بالباب  ، والعلامات الزرقاء نتيجة اللعب مع إحدى صديقتها .


رفضت البنت الذهاب للحضانة، وكذلك  الالتحاق بأى حضانة أخرى وأصيبت برهبة من ذهابها لمكان به مدرس وطلبة، وأصبحت تصرخ عند مرورها من شارع الحضانة .


عرضت الأم طفلتها على طبيب نفسى وظلت تتلقى جلسات نفسية لمدة 3 شهور، حتى تستعيد الطفلة مرة أخرى حبها للتعليم وتحملت الأم تكاليف باهظة لالتحاق طفلتها بأحد المدارس الأمريكية أملاً منها ان تلقى الرعاية المتميزة وتمحى الذكريات الأليمة التى ترسخت فى ذهنها عن الألتحاق بالتعليم .


 حتى الأن ترفض الطفلة خديجة المرور من الشارع الذى أرتبط فى ذاكرتها أنه يؤدى للحضانة .


شهادة الجيران 

مع كل محضر كان يتم تحريره من قبل السكان كانت تغلق الحضانة لمدة تتراوح من أسبوع لـ10 أيام، ويتم إعلام الأهالى بأن هناك تجديد وصيانة للسباكة.
 
تواصلنا مع سكان العمارة التى كان تحمل بين طوابقها الحضانة الواقعة  فى الدور الأرضى ، لنجد شهادات متعددة من السكان لكنها تتفق فى مضمونها على حملات التعذيب التى تعرض لها الأطفال  فضلاً عن قيام ساكنى العمارة بتحريرأكثر من  شكوى ضد مديرة الحضانة .


يروى لنا سيف الدين سيف "أحد ساكنى العمارة ويسكن فى نفس دور الحضانة ، انه حرر ثلاثة محاضر ضد مديرة الحضانة أولهما منذ عام ونصف، يشكو من صيحات صراخ الأطفال ويتهم صاحبة الحضانة بالتعدى على الأطفال .


لكن فى كل مرة يتعرض للتهديد من قبل مديرة الحضانة خاصة ، بأنها سوف تُسلط عليهم  شقيق "الدادة " وهو مسجل خطر ويمارس أعمال البلطجة . 

يحكى سيف أنها كانت الحضانة فى العمارة السكنية المجاورة وظلت لمدة عامين، واشتكى الجيران  لها من صراخ الأطفال وأن أحدهم سمع تعنيفهم للأطفال  لكنها كانت ترد دائماً بأنها لا تسمح بمثل تلك التجاوزات ، لكن نجحت أحدى الجيران والتى كانت تعمل فى المحاماة بطردها من العمارة، لتنتقل لعمارة أخرى وتظل بها 4 سنوات. 

"التويلت بتاعى جمب تويلت الحضانة، وكل يوم بسمعها وهى بترزع الأطفال فى الحمام وبنسمع صوت هبدهم على الأرض" منذ عام ونصف توجه سيف بأول شكوى فى قسم مباحث باب شرق الأسكندرية  وتلاها محضرين أخرين .

فى كل مرة يتم حل المحضر بشكل ودى بينها وبين السكان وفى حالة تهديد السكان لمديرة الحضانة بتحرير شكوى تسلط عليهم البلطجية لعمل مشاحنات مع من توعدوها بتحرير محضر ، وفى حالة علمها بتحرير محضر ضدها ، تقوم بغلق الحضانة لمدة 10 أيام بغرض الصيانة والسباكة .

تتحايل مديرة الحضانة على صراخ الأطفال، بتشغيل  الأغانى، وكذلك على علامات الضرب التى تترك خلفها أثراً واضحاً للتعذيب  باستخدام مستحضرات طبية للتخفيف من إحمرار وإلتهاب الجلد.

من جانبه تابع جمال فرويز استشاري الطب النفسي بالمستشفيات العسكرية، أن ما حدث من قبل  مديرة الحضانة يوضح أن لديها مشكلة عضوية فى المخ  أو مصابة بمرض نفسى، أو أنها تعرضت للعنف الشديد فى طفولتها وبالتالى تخرجه على الأطفال .


أوضح أن ما حدث فى الأطفال يولد عندهم عقدة كبيرة من التعليم تصل حد الكره، منوهاً بضرورة أن تحاكم تلك السيدة محاكمة عنيفة لارتكابها جرائم تشويه الأطفال نفسياً، والتى قد تسبب لهم اضطرابات نفسية تؤثر على كافة نشاطهم، وتلعثم فى الكلام، واضطرابات فى الأكل، ناصحاً أولياء الأمور بضرورة المتابعة مع طبيب نفسى حتى يتعافى الأطفال .

تحقيقات النيابة 

أمرت النيابة العامة بحبس مديرة الحضانة الخاصة بالإسكندرية أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات؛ لاتهامها بالاعتداء على أطفال بها ضربًا، وتعريض حياتهم للخطر، وإدارتها الحضانة قبل الحصول على ترخيص بذلك. 

تلقت النيابة العامة إفادةً من مديرية التضامن بالإسكندرية بعدم صدور ترخيص للحضانة، وسبق تقديم شكوى ضدها عام ٢٠٢٠م عن واقعة مماثلة، كما أفادت الغرفة التجارية المختصة بمخالفة الحضانة لشروط السجل التجاري الصادر لها؛ لاستقبالها أطفالًا أقل من 4 سنوات، بالمخالفة لطبيعة نشاطها الصادر بتنمية مهارات الأطفال المتجاوزين لهذه السن.


وكانت قد انتدبت النيابة العامة خبيرًا من المجلس القومي للطفولة والأمومة لفحص الواقعة محل التحقيق، والذي أكد تعرض الأطفال لأذى بدني ونفسي من مديرة الحضانة، مما خلَّفَ لديهم آثارًا نفسية سلبية.

وباستجواب النيابة العامة مديرة الحضانة أنكرت ما نُسب إليها من اتهام، وتبيَّن من حاصل أقوالها عدم حصولها على أي شهادات في مجال التربية أو تنمية مهارات الأطفال، واكتفاؤها باطلاعها على تدريبات في هذا المجال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعليه أمرت النيابة العامة بحبسها احتياطيًّا، وجارٍ استكمال التحقيقات.

اقرأ أيضا: لا ينتقل بسهولة.. الصحة تحدد طرق الإصابة بجدري القرود وفترة حضانة المرض

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة