ذوبان الجليد
ذوبان الجليد


مع ذوبان الجليد.. فيروسات ما قبل التاريخ تعود للحياة

هناء حمدي

السبت، 10 ديسمبر 2022 - 07:07 م

تجد في كل عصر وزمن الفيروسات والميكروبات الخاصة به والتي تصيب العديد من الناس وتتسبب في قلق الآلاف ممن يصابوا بها حتى يكتشف العلم طريقة للقضاء على هذه الأوبئة والفيروسات بلقاحات وطرق طبية متعددة تزيد من مناعة مواجهة الأفراد لها وتحقق الأمان للأجيال القادمة.

ولكن ما لم تتخيله أن هذه الفيروسات والبكتيريا والجراثيم الفطرية والتي تظن أنها انتهت في عصرها ما زالت على قيد الحياة تنتظر الفرصة المناسبة لإعلان عودتها من جديد فعلى مدار كل هذه السنوات بقت هذه الفيروسات محتفظة بنشاطها وهي كامنة تحت تربة القطب الشمالي المتجمدة.

إعصار ماندوس بالهند .. اقتلع 400 شجرة وأسقط قتلى

وعلى الرغم من أن بعض هذه الميكروبات لم تتفاعل مع خلية منذ فترة طويلة ولكن مع استمرار تغير المناخ وما نتج عنه من ذوبان الكتلة الجليدية بدأت هذه الجراثيم دائمة التجمد في الذوبان بعد عشرات الآلاف من السنين لتعيد إحياء نشاطها من جديد وفقا لموقع لايف ساينس.

فوفقا لبحث تم نشره في مجلة "Frontiers in Veterinary Science" يعد تفشي الأمراض من التربة الصقيعية ليس بالأمر الجديد ففي سيبريا تتسبب الفيروسات والجراثيم المجمدة في إصابة قطعان الرنة السيبيرية بشكل دوري بالجمرة الخبيثة من البكتيريا الموجودة في التربة الصقيعية الذائبة كما أثرت هذه القضية على عدد من البشر في هذه المناطق.

وفي إجابة عن السؤال الأكثر أهمية حاليا هل يمكن للميكروبات التي تم فك تجميدها حديثا أن تستيقظ وتصيب البشر؟ قام باحثون في دراسة جديدة بعزل 13 نوع من الفيروسات والميكروبات القابلة للحياة من ذوبان التربة الصقيعية.

وعثر الباحثون من 7 عينات من التربة الصقيعية وعينتين من المياه مأخوذة من أنهار سيبيريا على أدلة أثرية للعديد من أنواع الفيروسات المرتبطة بمسببات الأمراض البشرية المعروفة مثل فيروسات الجدري وفيروس الهربس.

كما عثروا على 3 انواع من الفيروسات تم العثور عليهم مسبقا داخل صوف الماموث المتحجر البالغ من العمر 27 ألف عام كما تم اكتشاف آخر في أمعاء ذئب سيبيري قديم وتوصل العلماء إلى أنه على الرغم من أن عمر هذه الفيروسات يتخطى الـ 48 ألف عام إلا أنها تمكنت من التكاثر داخل الأميبات ما أدى إلى التسبب في انفجارها وإطلاق جزيئات فيروسية جديدة.

ولكن أكد العلماء أن تلك الفيروسات التي تم إحيائها ليسوا خطرا على الإطلاق على البشر هم فقط يصيبون الأميبا لكن وجودها وانتشار العدوى يشير إلى أن الفيروسات القديمة التي تصيب الحيوانات أو البشر يمكن أن تظل معدية في حين أن اللقاحات الحديثة يمكن أن تحقق بعض الحماية كونها فيروسات معروفة.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة