جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

السياسة فى ملعب المونديال

جمال حسين

السبت، 10 ديسمبر 2022 - 08:54 م

قبل أن ينفض مولد المونديال الذى كان مميزا فى كل النواحى التنظيمية والفنية لا بد من الإشارة إلى عدد من النقاط المهمة النقطة الأولى الإعلان بقوة أن العرب والأفارقة قادمون بقوة للمنافسات العالمية بعد أن تخلوا عن شعار « يكفينا شرفا المشاركة المونديالية « الذى رفعوه خلال الدورات السابقة وهذا ما رأيناه جليا من فرق المغرب وتونس والسعودية والسنغال والكاميرون وغانا تلك الفرق التى قهرت عمالقة الكرة فى العالم الأرجنتين وفرنسا واسبانيا وبلجيكا ونتمنى ان يكون منتخبنا القومى بين الكبار فى كأس العالم القادمة بإذن الله والذى يقام عام ٢٠٢٦ فى أمريكا وكندا والمكسيك


النقطة الثانية أن السياسة دخلت ضيفا ثقيلا على ملاعب كرة القدم رغم تأكيد اللوائح الرياضية على عدم إقحام السياسة فى الفعاليات الرياضية واعتبار الرياضة جسرا للتواصل بين الأمم والشعوب ..فقد رأينا بعض المباريات وقد تحولت من منافسات رياضية إلى معارك كروية وسياسية فى وقت واحد وظهر ذلك جليا فى مباراة أمريكا ضد إيران حيث حرص كل فريق على كسر إرادة الفريق الآخر وكان الصراع السياسى حاضرا بقوة بين أقدام اللاعبين وفى المدرجات وشوارع البلدين لتفوز أمريكا فى الرياضة كما تفوز فى السياسة


.. ايضا رأينا لاعبى منتخب إيران يتضامنون مع الاحتجاجات التى تجتاح بلادهم رفضا لنهج السلطات الايرانية ..ولم تكن مباراة الشقيقة تونس وفرنسا مباراة فى كرة القدم فقط بل كانت صراعا بين الاحتلال والاستقلال وكان لفوز نسور قرطاج على المستعمر الفرنسى بطل العالم دويا هائلا فى الشارع التونسى والعربى وألقى بظلال حزينة على الشارع الفرنسى ورغم ان التوانسة غادروا البطولة لكنهم خرجوا مرفوعى الرأس وكفاهم فخرا أنهم هزموا بطل العالم
ونفس الشيء حدث خلال مباراة المغرب واسبانيا فقد اعتبر الجميع فوز المغرب على اسبانيا بمثابة فتح جديد لبلاد الاندلس


ولم تكن فلسطين غائبة فقد كانت حاضرة فى مدرجات المونديال وفى قلب وعقل المنتخبات العربية بدليل ما قام به ذلك المشجع التونسى الذى اقتحم ملعب مباراة تونس وفرنسا رافعًا علم فلسطين


ايضا رفضت دول قارة أفريقيا بيع كأس العالم بسهولة للمُستعمر القديم ورأينا السنغال والكاميرون وغانا يقدمون مباريات قوية ويقهرون الدول الاوربية التى استعمرت بلادهم فى حقبة من الزمن
رأينا أيضا ذلك الغضب الإعلامى الإسرائيلى من تعامل الجماهير العربية مع مراسليها ورفضهم إنعاش الشعوب مخططات التطبيع التى قادتها وسائل الإعلام الإسرائيلية مستغلة السماح لها بتغطية المونديال للوصول إلى قلوب الجماهير العربية متوهمة أن معاهدات السلام انهت القطيعة الشعبية
كما أثار قرار الفيفا بحظر بيع المشروبات الكحولية فى الملاعب الثمانية التى تقام عليها المباريات جدلا واسعا فى الأوساط العالمية .. ايام وينتهى عرس المونديال بوجباته الدسمة ويبقى دور الدوائر السياسية والاجتماعية فى تحليل البطولة التى كانت بلا شك من أروع البطولات ونبقى نحن فى انتظار رؤية منتخبنا فى مونديال أمريكا بعد ٤ سنوات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة