هل انتهت داعش بمقتل البغدادى ؟
هل انتهت داعش بمقتل البغدادى ؟


بعد مقتل قياداته وآخرهم القريشى .. هل مات «داعش»؟

آخر ساعة

الأحد، 11 ديسمبر 2022 - 12:49 م

خالد حمزة

فى خبر مقتضب على موقعه الإلكترونى، أعلن تنظيم داعش مقتل زعيمه أبوالحسن القريشى، الذى قُتِل فى عملية عسكرية على مدينة أطمة على الحدود السورية التركية، وقال المتحدث باسم التنظيم أبوعمر المهاجر، فى تسجيل صوتى، إن التنظيم استقر على مبايعة أبو الحسين الحسينى كخليفة جديد، وإن أهل الحل والعقد (مجلس شورى التنظيم)، اختاره بديلا لأبى الحسن الهاشمى.
وبمقتل القريشى يعود السؤال حول قدرة التنظيم على إعادة تنظيم صفوفه، خاصة فى مناطقه التقليدية التى خرج منها فى سوريا والعراق، وفى بؤره الجديدة فى آسيا وأفغانستان وأفريقيا، وهل مقتله يمثل ضربة قاصمة أم مجرد ضربة معنوية تعيد له قوته، ولو بعد حين؟..

وتولى أبوالحسن قيادة التنظيم بعد مقتل زعيمه السابق، أبو إبراهيم القرشى، بعملية أمنية أمريكية على الأراضى السورية فى فبراير الماضى، وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن زعيم داعش قُتِل قبل فترة لكن التنظيم أخفى ذلك.

ويعد أبو الحسن، أسرع زعيم لداعش يُقتل، إذ تولى منصبه فى مارس الماضى، وبقى زعيما للتنظيم 8 أشهر فقط، كما يعد القتيل الأحدث بعد سلسلة من الضربات القاصمة للتنظيم، طالت أواخر أكتوبر 2019،  أبو بكر البغدادى، فى عملية عسكرية أمريكية فى سوريا، وفى فبراير الماضى، أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن، أن قوات العمليات الخاصة، قامت بهجوم استهدف أبو إبراهيم القرشى زعيم تنظيم «داعش»، وقُتل 13 شخصاً فى غارة على مدينة إدلب السورية، وفى يوليو الماضى أعلن البيت الأبيض استهداف ماهر العقال، أحد أبرز الشخصيات فى داعش خلال غارة أمريكية بطائرة مسيرة شمال غربى سوريا.
صحيفة الجارديان البريطانية، قالت إن عمليات داعش عادت فى أكثر من مكان بتركيا خلال العامين الماضيين فقط، وفى العراق مازالت العمليات المستمرة ضد داعش وأنصارها فى مناطق عدة، ورغم إعلان الرئيس الأمربكى السابق دونالد ترمب، هزيمة داعش، منذ أكثر من ثلاث سنوات، فإن العمليات مستمرة أيضاً وبصورة شبه يومية ضد التنظيم فى البادية السورية وغيرها، حسب المرصد السورى لحقوق الإنسان.

ورغم وفاة مؤسس التنظيم أبو بكر البغدادى، قال مبعوث الولايات المتحدة السابق، والخاص للحرب على داعش، جون تى جودفرى: حتى لو انهارت دولة الخلافة المزعومة لداعش على الأرض، فمازال التنظيم عدواً خطيراً.
وتتوزع عناصر داعش على عدة بؤر فى عدد من القارات، تدار عبر شبكات واستحداث مصادر جديدة للتمويل والدعاية، مع الاعتماد أكثر على حرب الأشباح أو الاستنزاف، وترتبط عودة التنظيم بأمرين، الأول يتعلق بتمركز بقايا التنظيم فى مناطق بالعراق وسوريا، وعلى حدود التماس بين الحدود السورية - الأردنية، والثانى يتمثل فى عدم اعتماده على الإقامة فى دول محددة، خاصة بعد طرده من سوريا والعراق، بعد الضربات المتلاحقة ضده خاصة من قوات التحالف، وفشله فى الاستقرار فى مناطق بديلة لها، مما دفعه للانتشار فى بؤر متعددة، وأنه لايزال مصدر تهديد فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفى جنوب وشرق آسيا، حيث تغلغل فى السنوات الأخيرة بعيداً عن مركزه الأساسى فى الشرق الأوسط وبلاد الشام، حيث تأسس.

وما يزال الفرع المحلى لداعش فى أفغانستان وهو تنظيم خراسان، أكبر تهديد على أمن البلاد، بعد أن استولت عليها طالبان، بينما أشعل أتباع التنظيم فى موزمبيق الأفريقية، فتيل حرب أهلية فى شمال البلاد، كما عانت أفريقيا من أشرس المعارك فى العالم بين الدول والإرهابيين المرتبطين بتنظيمى القاعدة وداعش، خاصة فى غربها ووسطها، كما أن عناصر داعش تفضل التواجد فى نقاط التماس، ومناطق جنوب الساحل والصحراء فى أفريقيا وغرب ليبيا، لتحصل على دعم التنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة به فكريا، وتسيطر على تلك المناطق مثل تنظيم بوكو حرام فى نيجيريا.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسئولين استخباراتيين وخبراء فى مكافحة الإرهاب قولهم «إن التنظيم مازال يمتلك كمية كبيرة من الأموال التى جمعها من الضرائب، وما يعرف بالمكوس، ومن نهب البنوك والممتلكات الخاصة من المناطق التى كانت تخضع لسيطرته خاصة فى بلاد الشام، ومن نهب الثروات من مناطق نفوذه فى أفريقيا، ومن غسيل الأموال، ومن الاتجار بالأفيون وبخاصة من خلال تنظيم خراسان فى أفغانستان، وأخفاها قادته لتمويل العمليات الإرهابية، وضمان استمرار التنظيم وعملياته”.

وقد تكون خسارة التنظيم بعض قاداته، فى عمليات متلاحقة أو خسارته للأرض، مجرد مرحلة جديدة يسعى فيها لإعادة انتشاره جغرافياً بملاذات ومناطق انتشار جديدة، خاصة فى أفريقيا وجنوب شرق آسيا، وأبرز تلك المناطق «الساحل الأفريقى» الذى يشهد تنافسا على النفوذ بين تنظيمى القاعدة وداعش، ومنطقة «الحزام الأوسط» فى نيجيريا، التى تشهد صراعا على الموارد والمراعى بين المجموعات الموجودة فى المنطقة، ومنطقة «جنوب شرق آسيا»،  التى تشهد موجة جديدة من الإرهاب تتزعمه المجموعات التابعة لتنظيم داعش والحركات الانفصالية التى تنشط فى تلك المناطق فى صراع على السلطة والثروة، وتغذيها أحياناً أطراف إقليمية ودولية.
داعش منذ نشأته الحقيقية فى بدايات هذا القرن، هو نتاج لما كانت تعتقده واشنطن فى دبلوماسيتها الدولية، بإقامة التوازن بين السنة والشيعة بالمنطقة، ووجود إيران فى العراق وسوريا، سبب مهم لظهور داعش وصعوده، لكن الأمر نفسه ينطبق على الوجود العسكرى الأمريكى - كما ترى مجلة فورين أفيرز الأمريكية - فإدارة الرئيس جورج بوش أخطأت فى غزو العراق، لأنها أسهمت فى تعاظم دور القاعدة ونفوذها فى منطقة الشام، وإدارة الرئيس باراك أوباما أخطأت فى الانسحاب منها، لأنها أسهمت فى ميلاد داعش، يضاف لذلك أسباب أخرى ستزيد من قوة التنظيم والتنظيمات المتطرفة المشابهة أو الموالية له، وأبرزها انسحاب قوات التحالف الدولى والقوات الأمريكية من العراق وأفغانستان، وبما يمنحه حرية أكبر فى الحركة والمناورة.

أقرأ أيضأ :مصر تشارك في اجتماع المدراء السياسيين للتحالف الدولي لـ«هزيمة داعش»
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة