الموجى ونجوى فؤاد أثناء محاولة حفظ الحوار
الموجى ونجوى فؤاد أثناء محاولة حفظ الحوار


كنوز الأميرة

«صانع النجوم» يهرب من التلفزيون.. حين قال الموجى: «لأ»

أحمد الجمال

الأحد، 11 ديسمبر 2022 - 12:49 م

 

قبل نحو 59 عامًا خاض الملحن الراحل محمد الموجى تجربة التمثيل في عمل تلفزيوني بعنوان «صانع النجوم» لكنها كانت المرة الأولى التي يقف فيها أمام كاميرات الفيديو التي تتطلب تصوير المشهد كاملا بدون توقف، ولهذا السبب قرر الانسحاب من المسلسل الذي كانت تشاركه بطولته الفنانة نجوى فؤاد، لأنه لا يستطيع حفظ حوار مطول.. الكاتبة والناقدة الفنية الكبيرة إيريس نظمي كتبت تقريرًا عن هذه الواقعة في المجلة عام 1963.

نعيد نشره السطور التالية:

عندما أضيئت الأنوار وبدأت الكاميرات تتحرك لتصوير الجزء الأخير من العمل.. اكتشف المخرج سعيد عبادة اختفاء بطل الرواية الملحن محمد الموجي.. بحث عنه في كل مكان فلم يجده.. اضطر المخرج إلى تأجيل التصوير أملًا في  العثور على بطل الرواية.. ولم يظهر الموجي ولكنه أرسل بدلًا منه أربعة تلغرافات تسلمها المسئولون في التلفزيون.. ويقول فيها بالحرف الواحد: «آسف لا أستطيع الاستمرار في القيام بدوري في رواية (صانع النجوم) ما دام المخرج متمسكًا بتصويرها بطريقة الفيديو».

العمل عن حكاية ملحن يذهب إلى سنباط (قرية بمحافظة الغربية) وهناك يقابل راقصة مغمورة هي نجوى فؤاد ويعجب بها ويتفق معها على الحضور إلى القاهرة ليقدمها للمخرجين السينمائيين لتلمع على الشاشة.. وتهرب في نفس الوقت من فتوة يرغمها على الرقص ويقبض ما تتسلمه من نقود أولًا بأول.. وعندما يعود الموجي لمنزله استعدادًا لتقديم مطربة مشهورة هي مها صبري في أوبريت ضخم ويستمر في تدريبها حتى الساعة الثانية والنصف صباحًا.. بينما تحضر زوجته نادية النقراشي في هذه الساعة المتأخرة.. تدور معركة بين الزوجين.. وتستمر أحداث الرواية.. يعيش خلالها بطلها محمد الموجي في دوامة هائلة.

ويقول محمد الموجي: عندما قرأت سيناريو الرواية أعجبت بها، خاصة أن أحداثها تروى جزءًا حقيقيًا من حياتي، فأنا الذى اكتشفت وقدمت عشرات الأصوات الجديدة.. وكانت القصة تروى نفس الحكاية.. ولقد زاد إعجابي أننى سأظهر في الرواية بأسمى الحقيقي، ووافقت بلا تردد على تمثيل دوري في الرواية.

اقرأ أيضا : مشاده تليفونية بين عبدالحليم حافظ والموجي

وحدد المخرج موعد التصوير، وذهب أبطال الرواية إلى الاستديو في الوقت الذى حدّده للتصوير. وسأل الموجي هل سيتم تصوير كل هذه الأحداث في لقطة واحدة؟ فقال له المخرج: «طبعًا.. إن تصوير الرواية يتم بطريقة الفيديو.. ومعناها أن يتم تصوير الرواية كلها على ثلاث مراحل، كل مرحلة يستمر عرضها نصف ساعة كاملة وقبل انتهائها نصف الساعة بدقائق أخطأ أحد الممثلين وأعادوا التصوير من جديد.. بدأت الكاميرا تسجل وحدث خطأ ثان وثالث ورابع وخامس، وفى كل مرة كانت تتكرر مأساة في الإعادة.

وصرخ محمد الموجي وهو يقول: «يا عالم ما فيش فايدة.. لا يمكن أن نمثل نصف ساعة كاملة دون أن يخطئ أحدنا»! ورد المخرج: «هذه هي طريقة التصوير للتلفزيون»، فقال الموجي: «ولماذا لا نصوِّر بطريقة السينما ويتم التصوير على مراحل تمكننا من تأدية أدوارنا على الوجه الأكمل؟».

وبعدها قرر الموجي الهروب من الاستوديو، وعندما بحثوا عنه أرسل لهم من مخبئه أربعة تلغرافات تسلمها المسئولون فى التلفزيون، اعتذر فيها عن عدم الاستمرار في القيام ببطولة (صانع النجوم)».
قلت للموجي: «لماذا لم تحاول حفظ الحوار كما يفعل بقية الممثلين؟» فقال: «يمكنني أن أحفظ جملة أو جملتين.. صفحة أو صفحتين.. ولا يمكنني أن أحفظ حوارًا أردده نصف ساعة كاملة دون أن أخطئ فيه، والحل أن يتم التصوير بكاميرات السينما.

-هل تعتبر نفسك ممثلا؟
ـ أنا ملحن قبل أن أكون ممثلًا.. وفى رواية صانع النجوم كنت أمثل دوري الحقيقي في الحياة.

- سمعت أنك تخاف من الوقوف أمام الكاميرا؟
ـ غير صحيح، فقد سبق لى أن مثلت أكثر من دور في أفلام سينمائية كاملة، وتستطيعين أن تسألي المخرجين الذين عملت في أفلام من إخراجهم.

-وما آخر أخبارك الفنية؟
ـ أغنية جديدة كتب كلماتها حسين السيد وستغنيها صباح وفؤاد المهندس وتقول كلماتها: «الهانم دي حتجننى حتجنني»، وهي تعالج مشكلة تحديد النسل!

- وأنت لماذا لم تحدد النسل بعد زواجك؟
ـ هذا هو السبب الذى جعلني أتحمس لأغنية «الهانم دى حتجنني».

المصدر..آخرساعة» 7 أغسطس 1963)




 
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة