صورة موضوعية
صورة موضوعية


الجيران يكشفون جريمة الابن العاق بالزيتون

أبناء أخر زمن .. يقتل أمه ويمنع السكان من محاولة إنقاذها

أخبار الحوادث

الأحد، 11 ديسمبر 2022 - 12:52 م

آمال فؤاد

ماذا يعني عقوق الوالدين؟!
 أن يسيئ الابن إلى والديه، أن يُدخل الحزن إلى قلبيهما أن يتعمد إبكاءهما بغليظ القول أو يلحق الضرر والأذى بهما ماديًا ومعنويًا، وهذا ما لاقته أم على يد ابنها الذي لم يكن يومًا بارًا بها، عاشت من أجل أبنائها، حياة تمتلئ بالمتاعب والمعاناة، تحملت الشدائد والصعاب، وبذلت كل ما في وسعها من طاقة ومجهود جبار على حساب صحتها وافنت عمرها على رعايتهم لتوفير كافة احتياجاتهم وتلبية رغباتهم لكي يعيشوا حياة مليئة بالسعادة لينفعوا أنفسهم والمجتمع في النهاية. وبدلًا من أن يكون جزاء هذه الام الشكر وتقبيل يديها وقدميها؛ كان جزاؤها الإهمال في السؤال عليها وهجرها وكأنها لا تمت لفلذة كبدها بصلة في كبرها؟ وياليت تتوقف الأمور عند الهجر والنسيان بل تصاعدت وتطورت إلى أن تجرأ وأقدم الابن على قتل امه شيء بشع ومؤلم تقشعر منه الابدان وتنهى عنه الأديان جميعها وتهتز له السماوات.

في هذه الواقعة تجرد الابن من كل مشاعر الرحمة والإنسانية وأقدم على قتل والدته المسنه التي أفنت عمرها في تربيته هو وأشقائه الأربعة، بطريقة غريبة، صعدت الروح الى بارئها تشكو ربها، لتكون الجريمة على الأرض حديث الناس في منطقة حلمية الزيتون، وفيما بقي من سطور نتعرف لماذا فعل الابن العاق ذلك فيمن كانت السبب في وجوده في هذه الحياة؟!،كيف نفذ سيناريو جريمته وهل استعان بأحد ام لا تفاصيل الجريمة مثيرة لا نملك إلا أن نسردها.

فزع الأهالي

البداية عندما تلقى قسم شرطة حلمية الزيتون بلاغا من أهالي شارع أمين شوقي لمحاولة إنقاذ سيدة مسنة تقيم بأحد عقارات  المنطقة، خاصة وأن نجلها يصرخ في وجه الجميع ويرفض دخول جيرانها الشقة للاطمئنان عليها أو إسعافها لو كانت تعرضت لمكروه، وفور ذلك تحرك فريق من رجال المباحث الى مكان البلاغ وتبين صحة الواقعة، وعقب وصولهم حاول المتهم تعطيلهم واعتراض طريقهم وإيقافهم عن دخول الشقة،ولكن رجال المباحث دون تردد ألقوا، القبض عليه، وكانت المأساة من خلال المعاينة وجود سيدة مسنة ترتدي كافة ملابسها ملقاة على الأرض جثة هامدة داخل غرفة نومها، كما كشفت المعاينة عن وجود تكسير «6 مولة سرير» وتناثر بعض القطع الخشبية كانت بمثابة أدوات الجريمة، وأثناء المعاينة ظل المتهم يتحدث بكلام غير مفهوم، تارة عن الخلافات والمشكلات القائمة بينه وزوجته وتركه زوجته وابنائه وذهابه الىوالدته»المجني عليها» وتاره أخرى  ينكر قتله والدته ويدعي أنه مريض ويعاني من بعض الضغوطات النفسية ويحاول إقناع الجميع بذلك، ولكن كل هذه الحيل والألاعيب لم تنطل على رجال المباحث التي اكدت في النهاية ارتكابه الجريمة البشعة، تحرر محضر بالواقعة، ونقلت الجثة الى المشرحة لمعرفة سبب الوفاة وإحالة المتهم الى النيابة، وأسفرت التحريات الأولية بتأكيد قتل الابن امه، وأن الجاني سبق التعدي عليها في مرات سابقة،على مرأى ومسمع الجيران والمقربين إليهما، وأنها أي المجني عليها اشترت له سجائر وعشاء قبل ارتكابه الجريمة بدقائق، ووجهت النيابة للمتهم تهمة قتل والدته مع سبق الإصرار والترصد، في بداية الامر انكر وادعى  انه يعاني من بعض الامراض النفسية منذ سنوات سابقة وانه لا يعلم كيف ارتكب الحادث لدرجة أن الصدمة أثرت عليه بالشكل الذي وجدته المباحث عليه أمام الشقة قبل إلقاء القبض عليه، وعقب تضييق الخناق عليه ومناقشته أقر بارتكابه الحادث وجاء في اعترافاته أمام النيابة،أنه كان يعاني من بعض الضغوط النفسية نتيجة خلافات بينه وزوجته لم يشعر بنفسه وهويقتل أمه!

كما جاء في اعترافاته انه سألها عن «الجاكت» الخاص به فأجابته بعدم رؤيتها له «فانهال عليها بالضرب، وأمسك رأسها وظل يضرب رأسها بالحائط حتى سقطت مغشيًا عليها ثم انهال عليها «بملة السرير» حتى فاضت روحها الى بارئها، واصطحبته النيابة الى مسرح الحادث ومثل جريمته في حق والدته التي سهرت على تربيته، وأمرت النيابة بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات.

وحدة

وأكد أحد الجيران علي، م «27 سنة»عامل: خلال ساعات الحادث الاولى عاش الاهالي حالة من الرعب والفزع والحزن الشديد على السيدة المسكينة خاصة جيرانها بعد أن زوجت ابناءها الخمسة وظلت بمفردها داخل الشقة، كان بعض صديقاتها معتادين التردد عليها بين الحين والآخر من أجل الجلوس معها وتبادل أطراف الحديث ويهون عليها طول الوقت الذي تقضيه بمفردها فتأنس بهن وبالحديث معهن.

كما أكد أن المتهم يدعى «حسين، م» 35 سنة عامل بإحدى الشركات الشهيرة، متزوج ولديه أبناء، يقيم بالعمرانية يتردد على والدته على فترات متباعدة، بأنه رآه يتعدى عليها في إحدى المرات قبل الحادث ورفع عليها الشاكوش وهددها بالقتل، ولم يكن يملك الجيران من امرهم شيئا إلا الحزن والغضب بداخلهم، والغريب أيضا وكما يقول شاهد العيان: أن أبناءها يوم الحادث ظلوا أسفل العقار يتكلمون في هواتفهم وكأنهم على معرفة سابقة بالحادثة بدم بارد وكأن القتيلة لا تمت لهم بصلة، فضلا عن المتهم بعد أن قتلها شرع في تغسيلها وحاول دفنها بسرعة ولكن كنا ندرك تصرفات هذا الابن العاق،
وأكد جار المجني عليها أن نجلها الأكبر حاول تضليل الناس رغم أن أكثر من 7 سيارات كانت أسفل العقار تخص ابنائها ومعارفهم، وكأن الوفاة طبيعية.

واكد أن المتهم أتى اليها قبل الحادث بيومين على غير العادة وكان يجلس معها داخل الشقة بحجة أنه تشاجر مع زوجته تاركًا لها الشقة وابنائه وقرر الجلوس مع أمه، والشيء الغريب أنه رفض دخول أي أحد من الجيران البيت، وانهال عليهم بالسب والشتم بأبشع الالفاظ البذيئة لكيلا أحد يقترب من الشقة، وعقب وصول سيارة الإسعاف تصدى لهم ومنعهم من الاقتراب «هنا تنبه الجميع أن وراء أفعاله شبهة جنائية وربما تكون جريمة لا وفاة طبيعية.
كما اختتم حديثه قائلا:أن نجلة المجني عليها وزوجها هددانه وطلبت منه عدم الإفصاح عن أقواله أمام جهات التحقيق لكنها شهادة أمام الله لا انكرها ابدًا مهما كانت التهديدات.

 كما أضاف تامر53 سنة» عامل جار المجني عليها:أنه أستيقظ صباح يوم الحادث في تمام الساعة السادسة والنصف على كابوس مفزع وبدون أي مقدمات وجد الباب يهتز من شدة الطرق عليه اتجه مسرعا و فتحه، فوجئ أمامه حسين ابن المجني عليها في حالة غريبة وأخبره أن والدته توفاها الله في هذه اللحظات السريعة، لم يخطر بباله أو يتخيل أي شيء غير الحزن الطبيعي على والدته وبدأ في مواساته وأثناء ذلك طلب منه أن يحضر له فنجان قهوة،اندهش من طلبه، وامام هذا اصر تامر على الاستعانة بطبيب كي يكشف على المجني عليها ربما تكون مغشيًا عليها،فرفض بشدة، وعقب مشاهدته الأفعال الغريبة  التي يقوم بها المتهم   انتابته حالة من القلق والخوف الشديد بصفته الجار الأول للمجني عليها، فاتفق مع نجله الصغير على حبسه داخل الشقة لكي لا يفكر في الهروب وتوجه مع الجيران واخطروا رجال  الشرطة عن شكوكهم في الواقعة وطلبوا الاسعاف في نفس الوقت، وخلال  دقائق معدودات وصلت الشرطة وألقت القبض عليه وانكشفت الحقيقة كلها.

وأضاف انه في حالة ذهول بسب ما فعله المتهم مع والدته فالدافع في هذه الواقعة مجهول وليس واضحًا إن كانت هناك خلافات اسرية لا يعلمها أحد أو أسباب أخرى لكن مهما كانت الأسباب فلا يمكن أن يبيح هذا قتل الأم، فهي لم تبخل على أحد تعرفه بشيء رحم الله هذه الأم الطيبة.

أصل القصة

السؤال الذي يبقى الآن؛ من تكون هذه الأم؟!
هي سيدة تدعى حمدية 73 سنة، سيدة عجوز، ارملة عملت في شبابها «خياطة» تسعى وراء لقمة العيش من أجل أن تربي ابناءها بمال حلال والكسب المشروع، تبذل قصارى جهدها لكي توفر لهم احتياجاتهم، بعد أن مات عنها زوجها وترك لها خمسة أولاد في رقبتها بمراحلهم التعليمية المختلفة، من بينهم المتهم بقتلها حتى كبروا وتزوجوا وتقلدوا وظائف عدة،عاشوا حياتهم وتناسوا أن لهم أم ضاع شبابها في سبيل سعادتهم.

أقرأ أيضأ :كنوز من القرآن والسنة | جزاء عقوق الوالدين|فيديو 
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة