الأحد، 11 ديسمبر 2022 - 08:08 م

يعرف الأطباء أن الأدوية التي تسمى الستاتين تقلل من خطر إصابة الشخص بسكتة دماغية بسبب جلطة دموية . 

ولكن أظهرت دراسة جديدة أن الأدوية الرخيصة يمكن أن تقلل أيضًا من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الأولى نتيجة للنزيف داخل المخ ، وهو النوع الأكثر فتكًا.

اقرأ أيضا:- الأرصاد تكشف مناطق سقوط الأمطار على المحافظات.. غدًا

يحدث النزف داخل المخ عندما يبدأ الدم من الشريان فجأة بالنزف إلى الدماغ، وأنها السبب الثاني الأكثر شيوعًا للسكتة الدماغية بعد الجلطة الدموية، والتي تسمى السكتة الدماغية الإقفارية، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة سي إن إن الأمريكية.

تقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن السكتة الدماغية هي سبب رئيسي للوفاة والعجز في الولايات المتحدة، ويمكن منع الكثير من خلال تغييرات نمط الحياة مثل الأكل الصحي وممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين.

الستاتينات هي أداة قوية أخرى للوقاية من السكتة الدماغية، وهي تعمل عن طريق تقليل الترسبات الدهنية في الشرايين ومنعها من التراكم لقطع الدم عن الدماغ. على الصعيد العالمي ، يأخذها مئات الملايين من الناس للوقاية من مشاكل القلب أو السكتة الدماغية.

كانت هناك أبحاث متضاربة حول ما إذا كان عقار الستاتين يمكن أن يقلل من خطر إصابة الشخص بنزيف داخل المخ لأول مرة، ويبدو أن الدراسة الجديدة ، التي نُشرت يوم الأربعاء في مجلة Neurology ، تضع سقفًا لبعض هذا النقاش.

استخدم الباحثون بيانات الوصفات الطبية والسجلات الصحية لأكثر من 88000 شخص في الدنمارك ليس لديهم تاريخ من السكتة الدماغية.

وخلال فترة الدراسة، أصيب 989 شخصًا (بمتوسط ​​عمر 76 عامًا) بأول سكتة دماغية في منطقة الفص من الدماغ ، و1175 (بمتوسط ​​عمر 75) أصيبوا بسكتة دماغية في الأجزاء الأخرى من الدماغ.

ميز الباحثون بين السكتات الدماغية الفصية والسكتات غير الفصامية حتى يتمكنوا من البحث عن الاختلافات في السكتات الدماغية في أجزاء مختلفة من الدماغ، وغالبًا ما تحدث السكتات الدماغية غير الفوقية بسبب ارتفاع ضغط الدم.

تم تمويل البحث جزئيًا من قبل مؤسسة نوفو نورديسك، وقال الباحثون إن شركة الأدوية نوفو نورديسك تصنع أدوية لعلاج السكتة الدماغية ، لكن المؤسسة لم تشارك في تصميم الدراسة أو تفسير البيانات.

الأشخاص في الدراسة الذين استخدموا العقاقير المخفضة للكوليسترول في أي فترة من الوقت كانوا أقل خطرًا بنسبة 17٪ للإصابة بسكتة دماغية في مناطق الفص في الدماغ وخطر أقل بنسبة 16٪ للإصابة بسكتة دماغية في المناطق غير الفصية من الدماغ. 

وعندما استخدموا الستاتين لأكثر من خمس سنوات ، كان لديهم خطر أقل بنسبة 33٪ للإصابة بسكتة دماغية في مناطق الفص ، وخطر أقل بنسبة 38٪ في المناطق غير الفصية.

قال المؤلف المشارك في الدراسة الدكتور ديفيد جايست ، الأستاذ في جامعة جنوب الدنمارك في أودنس، إن الدراسة لديها بعض القيود ، ومع ذلك.كانت تفتقر إلى بيانات حول الظروف الأساسية التي يحتمل أن تكون مهمة والتي يمكن أن تؤدي إلى السكتة الدماغية وغيرها من المعلومات حول السلوكيات التي يمكن أن تزيد من مخاطر الشخص ، مثل التدخين وسيكون هناك أيضًا حاجة إلى إجراء بحث إضافي لتحديد ما إذا كانت النتائج ستكون هي نفسها في السكان غير الأوروبيين.

تحاول تجربة كبيرة جارية تمولها معاهد الصحة الوطنية الأمريكية تحديد ما إذا كان الأشخاص الذين تناولوا العقاقير المخفضة للكوليسترول ودخلوا المستشفى مصابين بسكتة دماغية نزفية يجب أن يستمروا في استخدام الدواء أو يتوقفوا عن تناوله.

اقترحت بعض الأبحاث أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من السكتة الدماغية بسبب جلطة دموية ، تسمى السكتة الدماغية الإقفارية ، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية النزفية إذا تناولوا الستاتين.

قالت الدكتورة بوجا خاطري، الأستاذة ورئيسة قسم طب الأعصاب وطب إعادة التأهيل في كلية الطب بجامعة سينسيناتي، "لقد أذهلنا ذلك قليلاً، وتعمل بانتظام مع الأشخاص الذين أصيبوا بجلطات".

وأضافت: "كانت هناك هذه الدراسات الاستكشافية الصغيرة من التجارب العشوائية التي أشارت إلى احتمال وجود خطر متزايد للإصابة بالسكتة الدماغية النزفية إذا كان هناك تاريخ من السكتة الدماغية الإقفارية".

وقالت إن هذه الدراسة توضح ما هو منطقي من الناحية البيولوجية: إن تناول الستاتين والحفاظ على الرواسب الدهنية من التراكم في الشرايين يجعل السكتات الدماغية النزفية أقل احتمالا.

وتابعت: "دراسات مثل هذه أحدث نوعًا من وضع المسمار في التابوت لأنها أكبر حجمًا وشاملة للغاية وقائمة على السكان، وتخبرني هذه الدراسة أنه إذا لم يكن المريض قد أصيب بسكتة دماغية أبدًا ولديه مؤشرات ، فإن عقار الستاتين هو بالتأكيد فكرة جيدة".