أحد تصميمات محمد الخولي بالذكاء الاصطناعي
أحد تصميمات محمد الخولي بالذكاء الاصطناعي


حكايات| كوكب مصر.. حلم «الخولي» مع بيوت بالذكاء الاصطناعي

محمد رمضان

الإثنين، 12 ديسمبر 2022 - 06:51 م

 

بملامح مصرية وضحكة بسيطة، وروح شاب في مطلع الأربعينيات، انشقت الأرض عن المهندس محمد شكري الخولي ليبدع بالذكاء الاصطناعي في رسم ملامح المستقبل من قلب القاهرة.. خطوة سريعة لمشوار «كوكب مصر».

 

«الخولي» مهندس يعمل بمكتب استشاري هندسي، ينفذ مشروعات ضخمة لفنادق ومستشفيات في منطقة الخليج، أمسك بخيوط هوايته التي يعشقها وهي الذكاء الاصطناعي والتي اقتحمها بقوة منذ دخولها للشرق الأوسط.

 

يقول المهندس الخولي لـ«بوابة أخبار اليوم»: «كنت عايز استخدم إمكانيات الذكاء الاصطناعي في شغلي.. إزاي تصمم مباني بأدوات متاحة على الإنترنت ومفتوحة لأي حد عنده شغف للتجربة وتطوير الذات.. أنا متابع كويس تطور هذه التكنولوجيا على مدار أربعة أجيال متتالية».

 

من الكوميديا للاحترافية

 

ببساطة يروي المهندس الأربعيني رحلة احترافه التعامل مع الذكاء الاصطناعي «AI»، قائلا: «تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحتاج لغة احترافية بمعنى: كيف توصف مشهد معين أو صورة في خيالك لشخص ثم تقدمها كوصف بالكلمات وليس بأكواد للتطبيق ليحولها لك صورة وكأنها لشخص حقيقي من لحم ودم رغم أنه غير موجود في الواقع».

 

 

ويحكي عن تجربته: «في بداية استخدامي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي كانت خبرتي محدودة في وصف ما أريد فكانت النتائج تخرج كوميدية للغاية لكنني مع اكتساب خبرات في كيفية التوصيف بعمق في التفاصيل أصبحت أحصل على نتائج مميزة وهي الصور التي أرفعها على حسابي عبر فيسبوك ونالت إشادات وانتشار واسع».

 

ويؤكد أن قصة التعامل مع الذكاء الاصطناعي تحتاج للتعامل بفهم مع العقل الإلكتروني، فكلما ارتفعت الاحترافية يمكن تغيير تفاصيل معينة في أحد المشاهد، بل وتضع شكل لمدن مصرية بالكامل في المستقبل كما تتخيل.

 

 

الخولي يقول أيضًا: «تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستغير مهن بالكامل.. سيظهر التصوير الفوتوغرافي الاحترافي، التصميم الهندسي المعماري سيتغير، بعد أن كنا نصمم اسكتشات يدوية تتحول لرسومات ثنائية الأربعاد ثم تتحول لثلاثية الأبعاد استعدادا لتنفيذها في الواقع، تم اختصار كل ذلك عبر محاكاة من خلال مستقبل العالم كله ألا وهو الذكاء الاصطناعي».

 

جمهورية مصر الذكية


بخطى سريعة يسير محمد الخولي نحو حلمه في «كوكب مصر الذكي»، لكن تركيزه الرئيسي على قطاع الهندسة باعتباره مهنته، وهنا يقول: «شكل المباني هايتغير.. تصميم البيوت من الداخل هايتغير.. هانقدر نطور أفكار غير موجودة أساسا.. بطريقة كتابة نقدر كمهندسين نطلع 10 مشاهد لحجرة استقبال بألوان وتصميمات مختلفة في وقت قصير جدا وتكلفة أقل.. هايكون دوري اني اترجم أحلام صاحب البيت أو المشروع لحقيقة في دقايق».

 

 

ويضيف المهندس محمد أيضًا: «حاليا في مخرجين ومنتجين سينمائيين بيطلبوا مشاهد لمدن وشوارع في مصر لاستخدامها كخلفيات لمشاهد الأفلام والمسلسلات بدون الحاجة للانتقال إليها توفيرا للوقت والتكاليف.. تخيل بقى لو تم استخدام نفس الأمر في خدمة مشروعات وأهداف قومية».

 

ويؤكد أن أحد أحب تصميماته بالذكاء الاصطناعي تلك الخاصة بحرب أكتوبر 1973، والتي استند فيها لمعلومات ومشاهد موثقة غالبيتها باللونين الأبيض والأسود، وعبر إعطاء أوامر محددة للتطبيقات أخرج مشاهد للحرب والانتصار المصري العظيم وكأنها واقعية.

 

 

وهنا يقول: «الدبابات والطائرات والجنود وخوذهم وملابسهم وجبهة الحرب كلها خرجت إلى النور بشكل مبهر بعد إعطاء وصف دقيق لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي أنتجت مشاهد مبهرة».

 

أحد أحلام «محمد» أن تتولى جامعات مصرية تدريس الذكاء الاصطناعي على غرار جامعات في الولايات المتحدة واليابان وماليزيا، إذ يقول إن هناك ثلاثة مشروعات شارك في تنفيذها بالإمارات مستندا إلى الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مكاتب متخصصة هناك.

 

 

ويتمسك المهندس المصري بأن احتراف التعامل مع الذكاء الاصطناعي يحتاج شخصًا لديه شغف للتجربة وقدرة على البحث وأفق نحو المستقبل ورؤية للواقع الذي يعيش فيه، وكلها عناصر نجح في اكتسابها بمرور الشهور، لدرجة أن إحدى الجامعات الماليزية طلبت الاستناد إلى أحد مشروعاته في التدريس لطلاب الدراسات العليا.

 

ويمضي في حديثه: «أطباء الأسنان في مصر حاليا استقدموا تجارب أجنبية لمؤتمرات على أرض مصر تتحدث عن إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب العصبي.. لن نحتاج لأشعة كثيرة وبآليات محدودة سيتمكن طبيب الأسنان من توصيف طبيعة مشكلة المريض وحلها بخطوات محدودة».

 

 

أما المفاجأة المرتبطة بمصر، بحسب محمد الخولي، فهي أن حلمه سيرى النور خلال شهرين عبر أكبر منصة ثقافية مصرية في مكتبة الإسكندرية والتي ستقدم محاضرات عن الذكاء الاصطناعي بحضور أحد الأساتذة الجامعيين في الهندسة المعمارية لدراسة مدى إمكانية اعتماد الذكاء الاصطناعي في التعليم بمصر كخطوة أولى وأساسية نحو «كوكب وجمهورية مصر الذكية».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة