صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


أوروبا والشتاء دون الغاز الروسي ؟

ياسين سعيد

الإثنين، 12 ديسمبر 2022 - 10:34 م

مع مرور عقارب الساعة ومرور الأيام وازدياد برودة الطقس عالميًا تزداد أنفاس القارة العجوز احتباسًا في ظل غياب الغاز الروسي  وضمانات الولايات المتحدة الواهية لدول التكتل الأوروبي حول مزاعم واشنطن بشأن توفير مصادر الطاقة وخاصة الغاز المسال...

 أزمة كبيرة تعصف بأوروبا لم تسبق منذ الحرب العالمية الثانية، وتساؤلات حول قدرة الاستمرار والنجاة في ظل غياب الغاز المسال الروسي، ورغم ذلك هناك عزم غربي على خفض سقف أسعار الغاز العالمية كما نقلت صحيفة بلومبرج الأمريكية رغم المخاطر والتحذيرات من كل حدب وصوب.

«جوجل» تعلن عن تحديث جديد لمتصفح كروم 

الأزمة تفاقمت بعد فرض العقوبات على روسيا وتدمير خط غاز نورد ستريم بعمل تخريبي متعمد اتجهت كافة أصابع الاتهام – حتي الأن – إلى المملكة المتحدة ، ما أدى لارتفاع أسعار الغاز بنسبة وصلت لـ 400% ما يشكل تهديدًا وجوديًا على الصناعة الأوروبية والقدرة المعيشية على كافة المستويات في شتاء سيكون الأقسى على القارة العجوز.

كذلك يأتي هذا الشتاء بمزيد من التساؤلات حول قدرة أوروبا على التكيف دون موسكو على صعيد الطاقة أولًا وعلى عدة أصعدة أخرى فما هي قدرة أوروبا زمنيًا على الصمود وما إمكانية تسقيف أسعار الغاز العالمية وهل ينطبق ذلك على غاز العم سام (الأوروبي) الذي يبيعه بأربعة أضعاف سعره؟

- وما هي جدوى عقوبات حكومات الغرب في نظر شعوبها التي تعاني جراء انسياق تلك الحكومات سيرًا بمحاذاة الجانب الأمريكي! ا

ن سياسة واشنطن في طمأنتها المزعومة لدول الغرب وأوروبا علي القدرة علي الاكتفاء عن الغاز الروسي النقي وإقصاء موسكو عن الملعب السياسي العالمي تحديدًا الأوروبي منه بهدف عزل روسيا بات مكشوفًا ومذريًا أمام شعوب دول العالم الأوروبي والغربي علي حد سواء من ناحية وأمام حكومات بعض دول التكتل الأوروبي التي سرعان ما تكشف لها أهداف الولايات المتحدة من إطلاق وعود واهية لا أساس راسخ لها حول ضمان غاز عوضًا عن الغاز الروسي, في مقابل إنهاك روسيا ( المنافس التاريخي و اللدود للولايات المتحدة منذ عقود) عن طريق فرض العقوبات و مد أمد النزاع في أوكرانيا. فها هي يرفض طلبها في أكتوبر الماضي من إحدى الدول الآسيوية لتأجيل تنفيذ قرار أوبك تخفيض الإنتاج.

وفي غضون ذلك أوجدت روسيا البدائل سريعًا وتكيف اقتصادُها ما شكل صدمة لواشنطن على وجه الخصوص.

الضرر الأخير الذي لحق بأنابيب نورد ستريم كان تطور في ملحمة أزمة الطاقة في أوروبا. وفي حين لا ينقل أي من خطي الأنابيب الغاز إلى القارة بشكل نشط ، تضيف الانقسامات إلى مواجهة متوترة بشكل متزايد ، حتى داخل أوروبا حيث يفكر صناع السياسة في كيفية التدخل بدقة للتخفيف من ضغوط أسعار الغاز المرتفعة والاستعداد لفصل الشتاء بدون الغاز الروسي.

إن الإجابة القاطعة على تلك الأسئلة سيتكشف جليًا في غضون أيام.. لكنه لا خلاف حول تأثرًا سلبيًا يلوح في كافة الأفاق أوروبيًا أولا والغالبية العظمى من دول العالم خاصة تلك النامية وأقل منها.

 

وفي المقابل تتوقع وكالة بلومبرج إن إي أف الأمريكية والمتخصصة في مجالات استثمارات مصادر الطاقة المتجددة ، أن ينخفض إجمالي الطلب على الغاز في "محيط أوروبا" - شمال غرب أوروبا وإيطاليا والنمسا - بنحو 17٪ هذا الشتاء عن متوسط 2016-2020 ، إذا كان الطقس يتماشى مع 10 سنوات. معيار. مع هذا المستوى من تقليص الطلب وبافتراض عدم وصول الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية اعتبارًا من الأول من أكتوبر ، سينتهي التخزين في المحيط مع مساحة تنفس أكثر من كافية تبلغ 37 مليار متر مكعب ، أو نسبة 49٪ كاملة. وبالنظر إلى المستقبل ، قد تكون المنطقة في وضع جيد لفصل الشتاء 2023-24.

وتشير الوكالة الأمريكية إلى إعادة تعبئة المحيط بالكامل تقريبًا لتخزين الغاز في الصيف المقبل إلى 94٪ ممتلئة بحلول الأول من نوفمبر المقبل - أعلى من هدف الاتحاد الأوروبي البالغ 90٪.

علاوة على انخفاض الطلب، تعتمد هذه التوقعات على استمرار أوروبا في التنافس على آسيا لتأمين الغاز الطبيعي المسال الفوري المناسب. وبينما استفادت أوروبا من ردع المشترين في آسيا بسبب الأسعار المرتفعة ، فإن الصراع على الشحنات قد يشتد إذا شهدت آسيا شتاءً أكثر برودة من المعتاد. من المقرر أن تصبح أوروبا أكثر اعتمادًا على سوق الغاز الطبيعي المسال الفوري حيث تنتهي صلاحية أكثر من 8 ملايين طن متري من العقود في عام 2023، مما يزيد من جذبها للإمداد المرن.

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة