صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


ننشر جدول أعمال القمة 

انطلاق القمة الأمريكية – الأفريقية في واشنطن

ياسين سعيد

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2022 - 01:20 م

في العاصمة واشنطن، ضُبطت عقارب الساعة مع بدء وصول القادة  الأفارقة لحضور قمة ترنو إلى رسم خارطة الطريق نحو مواجهة التحديات وتعزيز العلاقات المشتركة علي أصعدة عدة. حيث يستضيف، الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الثلاثاء، في واشنطن، قمة أمريكية أفريقية، بحضور نحو 50 من قادة دول القارة السمراء. 

وتهدف القمةٌ إلى البحث عن بوصلة تواجه تحديات العصر وتلبي احتياجات وآمال القارة الأفريقية، وتشكل فرصة للاستماع إلى تطلعاتها والوفاء بها.

كذلك أعلن الرئيس الأمريكي بايدن عن التزام بلاده بتقديم 55 مليار دولار إلى الدول الأفريقية على مدار ثلاثة أعوام. 

وعشية انطلاق القمة الأمريكية الأفريقية والتي تهدف لمناقشة انتخابات عام 2023 والديمقراطية في القارة، أعلنت واشنطن عن هذا الدعم الأمريكي على مدى السنوات الثلاث المقبلة.. وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جاك سوليفان إن الولايات المتحدة "ستضع موارد الغذاء والطاقة على الطاولة" خلال القمة. 

وقال سوليفان إن بايدن سيعين أيضًا ممثلا خاصا لتنفيذ الأفكار التي ستناقش خلال القمة، كما تخطط وزارة الخارجية الأمريكية لتعيين السفير جوني كارسون لهذا الدور. وأكد أن الولايات المتحدة لن "تفرض شروطا" خلال القمة الأمريكية الأفريقية لدعم حرب أوكرانيا.

وأضاف أن الرئيس بايدن سيقيم مأدبة عشاء مساء اليوم لنحو 50 من الزعماء الأفارقة ويعلن دعم الولايات المتحدة لانضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين.

حيث اجتمع في العاصمة الأمريكية واشنطن أمس نحو 50 رئيسًا من قادة الدول الأفريقية، في قمة هي الثانية منذ أن عقدت الأولي عام  2014 في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ، في تجمع يخطف الأنظار نحو قارة نما نفوذها الجيوسياسي بشكل كبير في العقد الماضي.

ويتخد الحشدٌ رفيع المقام من التحديات الأمنية والاقتصادية والتعافي من جائحة كورونا، بوصلة تبحث تحديات واحتياجات وآمال خُمس سكان العالم، المنتشرين على مساحة أكبر من الصين والهند والولايات المتحدة القارية ومعظم أوروبا. ويؤكد مراقبون أن القمة الثنائية مع الولايات المتحدة  تشكل فرصة أيضا للاستماع إلى التطلعات الأفريقية والوفاء بها.وقال أحد المسئولين الأمريكيين في بيان نشره البيت الأبيض على موقعه الإلكتروني ، أن الرئيس جو بايدن دعا 50 رئيس دولة أفريقية ، لحضور قمة مدتها ثلاثة أيام حيث بدأت أمس الثلاثاء، في العاصمة الأمريكية واشنطن، لتسليط الضوء على كيفية قيام واشنطن وشركائنا الأفارقة بتعزيز شراكاتنا و دفع الأولويات المشتركة.

و اعترف المسئول الأمريكي أن القمة تتجذر  في الاعتراف بأن أفريقيا "هي لاعب جيوسياسي رئيسي وواحد يصوغ حاضرنا وسيشكل مستقبلنا". وأضاف أنها "انعكاس لاستراتيجية الولايات المتحدة تجاه أفريقيا جنوب الصحراء وأجندة 2063 للاتحاد الأفريقي ، وكلاهما يؤكد على الأهمية الحاسمة للمنطقة في مواجهة التحديات المحددة لهذا العصر".

وحول بعض أهداف القمة التي يأملها الجانب الأمريكي، بحسب المتحدث نفسه، هي تعميق وتوسيع الشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وأفريقيا، وتعزيز الأولويات المشتركة.وأضاف :سنحضر أفضل ما في أمريكا إلى هذه القمة".

وأعتقد أن هذا سوف يسلط الضوء على الطرق طويلة الأمد التي نعمل بها مع المنطقة ، ولكن أيضا يسلط الضوء على الكيفية التي نعتزم القيام بها بشكل مختلف أو على نطاق أوسع أثناء انتقالنا إلى المستقبل".

وفي أهداف تتماهى مع أجندة القمة، ذكّر المتحدثون في إحاطة البيت الأبيض، بما أكد عليه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال إحدى رحلاته الأخيرة إلى القارة هذا العام، بأن أفريقيا ستشكل مستقبل ليس فقط شعوبها ولكن العالم". بالنظر إلى "واحدة من أسرع المناطق نموا في العالم ، وأكبر مناطق التجارة الحرة ، وأكثر النظم البيئية تنوعا ، وواحدة من أكبر مجموعات التصويت الإقليمية في الأمم المتحدة".

ولفت مسئول كبير آخر في الإدارة الأمريكية، إلى أنهم سيعلنون عن "نتائج ومبادرات رئيسية" خلال القمة ، لكنه امتنع عن الإدلاء بأية تفاصيل أخرى حول نتائج القمة.

وأضاف "يتعلق الأمر بتحديد جدول أعمال عالمي معًا ، حيث توجد فرص يجب على الأفارقة - وسيتعين عليهم الجلوس على الطاولة ومساعدتنا في العمل على مواجهة أصعب التحديات".واستكمالًا لبيان البيت الأبيض فانه يتعين الالتزام بتوسيع  وتحديث شراكات الولايات المتحدة في أفريقيا، مع العمل معا لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات الجديدة والقديمة، وتسخير الأبحاث والتقنيات، والاستثمار في مصادر القوة طويلة الأجل مع تلبية الاحتياجات العاجلة.

و ينظر المسؤولون الأمريكيونللشراكة القوية بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية علي أنها أمر حيوي لتحقيق أولوياتهم المشتركة، وفي مقدمتها التعافي من تداعيات وباء كوروبا أو الاستعداد للمستقبل من خلال تعزيز النظم الصحية، وخلق فرص اقتصادية واسعة النطاق لدى كل من الطرفين، ومعالجة أزمة المناخ، وتوسيع الوصول إلى الطاقة والانتقال العادل لها، وتنشيط الديمقراطيات، وتقوية النظام الدولي الحر والمفتوح.

وفيما يلي نسرد جدول أعمال القمة الأمريكية الأفريقية:

حيث سيطرح كل من القضايا التالية علي جدول القمة رفيعة المستوي حيث تبدأ بمنتدى القادة الشباب الأفارقة والشتات, ثم منتدى المجتمع المدني ثم اجتماع وزراء التجارة بموجب قانون النمو والفرص في أفريقيا (أجوا). فمنتدى الفضاء الأمريكي الأفريقي ثم منتدى السلام والأمن والحكم ثم بحث الشراكة من أجل تعاون صحي مستدام بين كافة الأطراف المعنية, والحفاظ والتكيف مع المناخ والانتقال العادل للطاقة و منتدى الأعمال الأمريكي الأفريقي ثم تأتي  الملاحظات الرئيسية من الرئيس الأمريكي جو بايدن.

كذلك يلي هذا عقد مأدبة عشاء حول قمة قادة الولايات المتحدة والقادة الأفارة. وتأتي مأدبة عشاء القادة تحت عنوان: الشراكة في جدول أعمال 2063 وتتوزع على: "أفريقيا للحكم الرشيد والديمقراطية، وحقوق الإنسان، والعدالة، وسيادة القانون" ثم "أفريقيا سلمية وآمنة" و "أفريقيا مزدهرة على أساس النمو الشامل والتنمية المستدامة.", ويأتي غداء عمل القادة تحت عنوان شراكات متعددة الأطراف مع أفريقيا لمواجهة التحديات العالمية.. و يتلو ذلك صورة جماعية لأعضاء القمة, وتليها جلسة القادة تحت عنوان: تعزيز الأمن الغذائي ومرونة النظم الغذائية, وفي النهاية يغادر القادة العاصمة الأمريكية واشنطن. 

وجدير بالذكر مرور ثماني سنوات تفصل عن أول قمة أمريكية أفريقية، لتأتي الثانية حُبلى بأجندة تتقاطع عند تحديات مُلحة وسباق نفوذ محموم في القارة السمراء.

وبحلول الوقت الذي استضافت فيه الولايات المتحدة أول قمة على الإطلاق لقادة الولايات المتحدة وأفريقيا في أغسطس 2014 ، كان أوباما قد زار بالفعل القارة مرتين.

ففي عام 2009 ، ألقى أوباما خطابين تاريخيين أحدهما إلى العالم الإسلامي في العاصمة المصرية القاهرة، والآخر للأفارقة في أكرا بغانا.
وبعد عام من ولايته الأولى، وبالتحديد في 2010، أطلق مبادرة القادة الأفارقة الشباب، وبعدها بثلاث سنوات زار السنغال وجنوب أفريقيا وتنزانيا

حيث أعلن عن مبادرة Power Africa ، وهي شراكة طاقة بين الولايات المتحدة وأفريقيا ، والتي تهدف إلى مضاعفة الوصول إلى الكهرباء عبر القارة. وفي نفس العام ، بدأت الإدارة الأمريكية أيضا مبادرة التجارة مع أفريقيا.

وما بين قمتي 2014 و قمة أمس ، تحركت تحالفات وتبدلت أحوال، حيث استمرت التجارة الصينية مع أفريقيا في النمو مسجلة رقمًا قياسيًا العام الماضي بلغ 261 مليار دولار.

في المقابل ، تضاءلت التجارة الأمريكية مع أفريقيا إلى 64 مليار دولارو بحسب صحيفة "نيويورك تايمز.

كذلك، برزت روسيا كقوة عضلية شديدة في أفريقيا، فاتحة باب السباق نحو تنافس محموم في القارة السمراء.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة