الأربعاء، 14 ديسمبر 2022 - 06:12 م

منذ شهور والعالم فى حالة قلق شديد وألم بسبب وقف إمدادات الغاز الروسى إلى أوروبا، والبحث عن كيفية مواجهة المواطنين والحيوانات فى أوروبا والغرب البرد القارص والشتاء على الأبواب، العالم يقف على أطراف أصابعه خوفا وذعرا من عدم توفير التدفئة فى المنازل والبنيات المختلفة وتوقف حركة الحياة، نتج عن ذلك تحركات على أعلى مستوى من المنظمات الدولية والإقليمية ورؤساء دول وحكومات لتوفير بديل للغاز الروسى بأى طريقة وثمن.

فى نفس الوقت لم تتحرك المنظمات الدولية وأمريكا وأوروبا والغرب جميعا وهم يشاهدون الشعب الفلسطينى يعيش فى خيام  غير آدمية تحت لهيب الشمس ووسط الأمطار والسيول والثلج التى تسبح فيها الخيام التى يختبئ فيها الأطفال والنساء والشيوخ فلا غطاء ولا غذاء وندرة مياه الشرب بدون علاج أو تعليم ولا تدفئة!.

لم نسمع من المدافعين عن حقوق الإنسان أى كلمة أو بيان كالمعتاد، فيما لو كان الفلسطينيون فى المخيمات ليسوا بشرا وليس من حقهم أن نوفر لهم أبسط حقوق الحياة الآمنة لهم ولأطفالهم ونسائهم وشيوخهم الذين ولدوا وسيموتون فى المخيمات!.

على الجانب الآخر الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تتبارى فيما بينها فى عمليات لا تتوقف لتهجير الفلسطينيين من بيوتهم وهدمها وحملات الاعتقالات والقتل للأطفال والشباب وتجريف الأراضى والمزارع وقصف المخيمات بالرصاص وحرمانهم من الحياة، ولم يتحرك أحد فى العالم لإنقاذ الفلسطينيين الذين طالت حياتهم داخل المخيمات وما ينتظرهم من عذابات على يد نتنياهو وحكومته الجديدة التى يجرى تشكيلها من عتاة العنف والإجرام!.

لقد انتفض العالم دفاعا عن أوكرانيا وقدموا لها دعما حقيقيا وفرضت أمريكا وأوروبا عقوبات متعددة على روسيا، ثم قدمت المساعدات المالية وأرسلت معدات عسكرية متطورة ودربت أفراداً من الجيش والشعب الأوكرانى على القتال.

واستضافت أوروبا أبناء الشعب الأوكرانى وكأنهم متوجهون لرحلة سياحية وليس تهجيرا من مناطق الحرب غير الآمنة فى أوكرانيا.

كل المساعدات والحماية والحقوق لهم وكل بيانات الشجب والإدانة لنا ولفلسطين!