جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

عودة أمريكا ومسئولية أفريقيا

جلال عارف

الأربعاء، 14 ديسمبر 2022 - 06:34 م

انتهت الأيام التى كانت الولايات المتحدة تتجنب الحديث عن "مواجهة الصين"، وإذا كانت اللغة الدبلوماسية تفرض الحديث عن منافسة بين القطبين "الصين وأمريكا"، فإن الحقيقة أن ما بين الدولتين هو "صراع"، سيمتد لسنوات وسيشمل كل المجالات، وسيؤثر على كل دول العالم.

تنبهت الولايات المتحدة أخيرا إلى أن صراعها مع الصين لا يعنى حصر اهتمامها على شرق آسيا ودول الجوار، فالصين تمد نفوذها حول العالم خاصة فى المجال الاقتصادى والتبادل التجارى، وتمضى فى تأمين مصالحها بمشروعها العملاق "الحزام والطريق"، الذى يربطها بأسواق العالم. تحاول الآن الولايات المتحدة مواجهة هذا التوسع الصينى، وقطع الطريق على تحالفه مع روسيا، وتعيد الروابط التى كانت قد انقطعت أو ضعفت مع دول عديدة بمن فيها أقرب الحلفاء كما كان الحال فى أوروبا مع ترامب.

القمة الأفريقية ـ الأمريكية الثانية تنعقد فى هذا الإطار وفى ظروف دقيقة يمر بها العالم. كانت أمريكا حريصة لفترة طويلة على عدم الربط بين القمة وصراعها مع الصين وروسيا، وأنها فقط لتجديد دعمها لاستقرار ونمو القارة السمراء بعد سنوات الغياب. لكن وزير الدفاع الأمريكى "أوستن"، كان صريحا بالأمس وهو يتحدث فى مستهل أعمال القمة محذرا دول أفريقيا من أن الصين وروسيا تلعبان دورا مزعزعا لاستقرار القارة من خلال تنامى النفوذ الاقتصادى للصين، ومواصلة روسيا بيع أسلحة رخيصة لدول القارة!!

الصراع ـ بلاشك ـ سيشتد فى السنوات القادمة، وأفريقيا ـ بالنسبة للجميع ـ هى السوق الواعدة والمصدر الأساسى للمواد الخام والنادرة. أمريكا استبقت القمة بالإعلان عن تخصيص ٥٥ مليار دولار لمساعدة الدول الأفريقية فى السنوات الثلاث القادمة. الأهم ـ بالنسبة لأفريقيا ـ هو الشراكة التى تحقق مصالح كل الأطراف، والتعاون لتحقيق التنمية ودعم الاستقلال. فتح آفاق التعاون مع الجميع أمر مطلوب، لكن ستبقى مسئولية دول أفريقيا أن تجد الطريق لتحقيق مصالحها، ولتجنب أن تدفع فواتير صراعات القوى الكبرى. وهذا حديث آخر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة