صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


سُكان أوكرانيا يستعدون لـ«الضربة النووية» بالملاجئ والحقائب

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 15 ديسمبر 2022 - 05:04 م

 

إعداد: إسراء ممدوح

مع إعلان السلطات في دونيتسك، اليوم الخميس 15 ديسمبر، عن تعرض المدينة لـ«أعنف قصف أوكراني» منذ عام 2014، تغلغلت في عُقول الأوكرانيين فكرة ضرب بلادهم بأسلحة نووية، لدرجة أن بعضهم يعتبرها حتمية، وأن وقوعها مسألة وقت فقط.

ويثق سُكان أوكرانيا بتحصينات الملاجئ في مدينتهم ويعتقدون أن وصولهم إليها سينجيهم لو قصفت العاصمة بقنبلة نووية، لكن خوفهم الحقيقي والأكبر يتمثل في الموت من الجوع أو العطش أو البرد، وهذا القلق دفع مواطنًا يدعى سيرهي ديميتروك لتحضير "حقيبة ظهر نووية"، كما يسميها في حديثه إلى صحيفة "ذا واشنطن بوست"، مليئة بما يكفي لمدة أسبوع من المؤن والأدوات الضرورية لمساعدته في البقاء على قيد الحياة، حسبما أفادت صحيفة "اندبندنت عربية" البريطانية.

ولم يكتف بافلو هاك، بتجهيز حقيبة مماثلة، لكنه هيأ مكان عمله والأقبية في منزله، واستأجر منزلاً في الريف يخطط لتجهيزه بمولد كهربائي والطعام والوقود، يتمثل خوفه في موت الأصدقاء والأقارب الذين تجاهلوا التهديد ولم يتخذوا احتياطات مماثلة.

أما ناتاليا سوليما، فكل ما تخشاه هو أن تفترق عن ابنها ميشا البالغ من العمر 5 سنوات، الذي ما فتئت تذكره بأهمية اللحاق بشخص بالغ إلى الملجأ عندما تطلق صفارات الإنذار، ولا تسمح له بالخروج من المنزل من دون حقيبته المدرسية التي تحولت إلى حقيبة نجاة تناسب سنه، تحتوي على دميته وكتابه المفضلين وبعض الأكلات الخفيفة، وتقول الأم "لا أصدق أن علينا القيام بهذا".

هل يستعد بوتين لشن حرب نووية؟

وفي ذات السياق، وبعد أن استدعت روسيا جنود الاحتياط للقتال في أوكرانيا، وهدد بوتين باستخدام النووي في الحرب الروسية الأوكرانية، عقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اجتماعًا طارئًا، مساء الأربعاء المنصرم، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لبحث عقوبات جديدة محتملة ضد موسكو.

وأعلن مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الدول الـ27 الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بحثت فرض عقوبات جديدة على موسكو بعد التصعيد الروسي الأخير.

وأضاف بوريل، في ختام اجتماع استثنائي غير رسمي عقده في نيويورك، أن الوزراء الأوروبيين اعتمدوا بيانًا يدين بشدة التصعيد الروسي الأخير.

كما أكد الاستمرار في زيادة المساعدات العسكرية الأوروبية والبحث في فرض إجراءات تقييدية جديدة ضد روسيا.

ترصد بوابة أخبار اليوم خلال التقرير الآتي أبرز القرارات التي اتخذها القيصر الروسي، فلاديمير بوتين التي تنذر بالاستعداد لحرب نووية.

وأثار قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وضع "قوة الردع النووي" في الجيش الروسي في حالة التأهب، القرار الذي أصدره في 27 فبراير الماضي، رداً على ما وصفه بـ"الخطوات غير الودية من الغرب" تجاه بلاده " العقوبات الاقتصادية على روسيا".

وهي الخطوة التي أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرج، عن قلقه البالغ إزاء هذا القرار، ووصفاه بأنه "تصرف خطير وغير مقبول".

وأكد الرئيس الروسي، على تحضير الأسلحة النووية الروسية لتصبح جاهزة أكثر للانطلاق، مشيرًا إلى "تصريحات عدوانية" من دول حلف الأطلسي" الناتو" وإلى العقوبات الواسعة التي فرضها الغرب على روسيا ردًا على غزو أوكرانيا والتي أدت بالفعل إلى الإضرار باقتصاد بلاده.

«تهديدات بأسلحة نووية»

وفي 21 سبتمبر، اتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ، الغرب بممارسة ابتزاز نووي ضد بلاده، مؤكدًا "أن لدى موسكو أسلحة دمار شامل كثيرة للرد"، ما أثار تنديدات دولية عارمة في حينه.

حيث اعتبر العديد من الدول الغربية أن تلك التصريحات متهورة وغير مسئولة، متوعدة بدراستها، استبعدت في آن أن يلجأ بوتين إلى مثل هذا الخيار الذي قد يشعل حربًا نووية مدمرة للعالم برمته.

«تهديدات بوتين»

وفي سياق متصل، يُفكر سكان كييف بدرجات متفاوتة في احتمال استهداف مدينتهم بسلاح نووي، وهو أمر لم يكن يخطر ببالهم إطلاقًا في السابق، لكن الآن، هناك مبررات لمخاوفهم بعد تهديد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكثر من مرة بأنه مستعد لاستخدام "جميع الوسائل الضرورية" للفوز في حرب أوكرانيا، والأحاديث المتكررة في البرامج الحوارية التلفزيونية الروسية التي تدعو إلى استخدام الأسلحة النووية.

وبتقدير الخُبراء العسكريين يبدو خطر وقوع ضربة نووية ضئيلاً، وقال مسئولون في البنتاجون، "إنهم لا يرون أي دليل على قيام روسيا باستعدادات لتنفيذ الهجوم، وربما انحسر التهديد أكثر بعد تصريحات بوتين للصحفيين الروسيين يوم الأربعاء بأن روسيا لم "تفقد صوابها" في مسألة الأسلحة النووية وتدرك التداعيات الخطيرة لاستخدامها". 

ومع أنه لم يستبعد هذا الخيار، قال موضحًا، "إننا نمتلك هذه الوسائل، وهي أكثر تطورًا وحداثة من الأسلحة الموجودة في أي دولة نووية أخرى، هذه مسألة واضحة، لكننا لن نلوح باستخدام هذه الأسلحة وكأنها شفرات حلاقة نرشق بها العالم من كل حدب وصوب".

«شبكة ملاجئ»

وعلي صعيد الحرب الروسية الأوكرانية، تمتلك كييف شبكة ملاجئ مجهزة لمُواجهة ضربة نووية مُتمثلة في منظومة مترو الأنفاق الخاصة بها، التي شيدت أيام الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة لتستخدم كمخابئ نووية، بما في ذلك أعمق محطة قطار أنفاق في العالم، أرسنالنا، الموجودة على عمق 105.4 متر تحت الأرض.

وأشار حاكم إقليم كييف، أوليكسي كوليبا، إلى أنه، يتم إعداد 425 مأوى إضافيًا وتجهيزها بالطعام والماء وأجهزة الراديو لخدمة الأشخاص الذين يعيشون خارج المدينة، لكنه أقر بأن الملاجئ لن تتسع للجميع وأن أبوابها ستغلق قبل 5 دقائق من أي انفجار متوقع لحماية الموجودين بداخلها بالفعل من التسرب النووي.

وفي حال أسقطت روسيا أصغر سلاح نووي تكتيكي لديها على وسط كييف فإن أجزاء كبيرة من المدينة لن تتأثر، لكن أثر استخدام سلاح أكبر سيكون مدمًرً أكثر بكثير.

وأضافت بالاشيفكا، أن الأمل موجود في كلتا الحالتين، فحتى في حالة استخدام قنبلة أكبر، سيكون هناك فاصل زمني يتراوح بين 5 دقائق و15 دقيقة ما بين موجة الصدمة والتسرب النووي، ما يتيح بعض الوقت للناجين من الانفجار الأولى للاحتماء، مضيفة "لن يكون الأمل معدوماً ولن تواجه الموت الفوري"، وعامل الوقت هو ما يعول عليه ديميتروك في استعداداته، فهو يفترض أنه سيكون لديه من الوقت حوالي ساعة كي يتمكن من العودة إلى المنزل وأخذ حقيبة ظهره والهرع إلى أقرب محطة مترو أنفاق تقع على بعد نصف ميل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة