الخميس، 15 ديسمبر 2022 - 06:23 م

المتابعة المدققة لوقائع القمة الأمريكية الإفريقية التى دارت فى العاصمة الأمريكية واشنطن طوال الأيام الثلاثة الماضية، تكشف الرغبة المتبادلة على الجانبين لدعم وتقوية العلاقات بينهما والتوافق على الانطلاق نحو الشراكة فى المجالات الأقتصادية ووضع آليات للتشاور والتنسيق المشترك حول القضايا الإقليمية والدولية.

وهناك توجه أمريكى معلن وواضح لتعزيز وتقوية العلاقات مع القارة الإفريقية، والسعى للاهتمام والتواجد بالقارة السمراء، فى مواجهة الزيادة المطردة فى التواجد والتغلغل الروسى والصينى فى القارة.

وفى هذا السياق أعلنت الولايات المتحدة على لسان الرئيس بايدن، التعهد بالالتزام بدعم النمو فى إفريقيا، والعمل على زيادة التعاون الاقتصادى والتجارى مع الدول الإفريقية إلى أقصى مدى، فى إطار اتفاقية للتجارة الحرة، بالإضافة إلى تعزيز وتنمية التعاون فى المجال الزراعى ومجالات الطاقة النظيفة.

ليس هذا فقط، بل وجه «بايدن» الدعوة لقادة الدول الإفريقية المشاركة فى القمة، لإقامة شراكة كبيرة مع الولايات المتحدة، مؤكدًا أن تلك الشراكة هى مفتاح النجاح للعالم، وأنه يرى نجاح الشراكة الأمريكية الأفريقية هو نجاح للعالم كله.

وفى إطار هذه الشراكة، أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ملتزمة بالمشاركة فى تنفيذ خطة التنمية الإفريقية «2063» والمشاركة فى تمويل خطة التنمية الرقمية الإفريقية، وذكر أنه سيتم فى إطار هذه الشراكة إنشاء المجلس الأمريكى الاستشارى الرئاسى، الذى يضم مجموعة من المغتربين الأفارقة بالولايات المتحدة، فى إطار السعى لزيادة انخراطهم فى المعترك السياسى الأمريكى.

وفى مقابل هذا التوجه الأمريكي، هناك ترحيب إفريقى واضح تجاه الرغبة والتوجه الأمريكى فى الاهتمام بالقارة الإفريقية، وزيادة الاستثمارات الأمريكية فى دول القارة، واتساع حجم المشاركة الأمريكية فى النشاط الاقتصادى والتجارى مع القارة السمراء وخطط التنمية والتحديث فيها.