الجمعة، 16 ديسمبر 2022 - 06:50 م

الزيارة التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى حاليا للولايات المتحدة ليست كسابقاتها من زيارات واشنطن.. رغم أنها تتشارك جميعا فى الأهمية.
لكن تظل لهذه الزيارة خصوصية متمثلة فى ثلاثة أسباب.. الأول توقيتها، فهى تأتى مع متغيرات سياسية وأمنية واقتصادية دولية متسارعة.
كما تأتى عقب قمة المناخ العالمى التى استضافتها مصر فى الشهر الماضى بحضور كثيف من زعماء العالم من بينهم الرئيس چو بايدن.
ودشن الرئيس السيسى خلالها شعار «قمة التنفيذ» فى شرم الشيخ أى البدء بالإصلاحات والمشروعات، وهو ما قاد إلى تعهد الولايات المتحدة فى قمة اليوم بتقديم ٥٥ مليار دولار للدول الأفريقية على مدار ٣ سنوات.

ويأتى السبب الثانى لخصوصية الزيارة متمثلا فى أسبقيات العلاقات الخارجية المصرية، وفى صدارتها قضايا القارة، وتعزيز الشراكة الأفريقية الأمريكية لمواجهة أزمة الغذاء، وتيسير اندماج بلدانها فى الاقتصاد العالمي، وتطوير بناها الأساسية.

يحدث هذا بالرغم من التحديات والمخاطر المحيطة.. منها الواقع الإقليمى المضطرب وما يفرزه من تهديدات، نتيجة لعدم الاستقرار ولتفشى خطر الإرهاب.
وأخيرا يتمثل السبب الثالث لأهمية الزيارة فى رغبة المشاركين لتعزيز العلاقات الثنائية فيما بينهم، سواء بين القاهرة وواشنطن، أو بين مصر والأشقاء من الدول الأفريقية.
من هنا فإن برنامج الرئيس السيسى يحتشد بلقاءات كثيرة مع مسئولين كبار من الكونجرس والإدارة الأمريكية، ومجتمع رجال الأعمال، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين، فضلًا عن مواصلة المشاورات والتنسيق حول الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ودفع التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى.

كما اجتمع الرئيس على هامش القمة بعدد من الأشقاء رؤساء الدول والحكومات الأفارقة، لدفع التعاون الثنائى والتشاور حول القضايا الإقليمية والدولية التى تهم بلدان القارة.
إنها قمة أخرى تتكامل مع «شرم الشيخ» تنشد بها مصر تقدم قارتنا واستقرار العالم، كما تفعل دائما.