الجمعة، 16 ديسمبر 2022 - 07:51 م

يحظى علم المصريات بأهمية وجاذبية عظيمة فى كل بلاد الدنيا، لذا صار بحق سفيراً فوق العادة يلقى الاحترام والإعجاب من شعوب العالم، ويُعلى من منزلة ومكانة الدولة المصرية وشعبها أينما حل، كما أنه أضحى أهم مقومات قوتها الناعمة التى لا تضاهيها قوة أخرى، قادرة على جذب الشعوب، وفرض أفكارنا وثقافتنا، وتحقيق مصالح بلدنا وأهدافه.

لذا غمرتنى سعادة عظيمة حين أبلغتنى الصديقة د. سحر سليم خبيرة أشعة المومياوات رئيس قسم الأشعة بقصر العينى، بتصدّر بحثها المركز الأول فى قائمة أفضل 10 اكتشافات أثرية على مستوى العالم فى2020، من مجلة الآثار التابعة لمعهد الآثار الأمريكية، وتصدّرت صورة مومياء الملك أمنحتب الأول غلاف مجلة الآثار الأمريكية، وتضمّن المشروع فك لفائف مومياء هذا الفرعون، وتصويرها بالأشعة المقطعية، لتكشف عن ثروة من المعلومات الجديدة حول أحد حكام مصر العظماء، مثلما سبق أن أزاحت الستار عن ملامح الفرعون توت عنخ آمون، و40 مومياء ملكية.

والتقطت صوراً ثلاثية الأبعاد لقناع الفرعون، والضمادات والجسم والوجه، ليرى العالم لأول مرة ملامح وجه أمنحتب الأول بعد3000عام، والشبه الكبير بينه وبين والده الملك أحمس، وكشفت عمليات المسح التى أجرتها أن الكهنة الذين أعادوا لف المومياء ودفنها، ثبّتوا رأسه برباط من الكتان المُعالج بالراتنج، بعد أن قام اللصوص بكسرها لسرقة القلادة الذهبية، كما أعادوا تركيب ذراعه اليسرى المكسورة، وغطوا ثقباً فى البطن، ووضعوا تمائم ذهبية بداخله، وهذا دليل على أن كهنة الأسرة21، كان هدفهم الحفاظ على المومياوات الملكية، على عكس الادعاءات الحديثة بأن الهدف كان سرقة الحلى! 

ومومياء الملك أمنحتب الأول هى الأكثر حظاً، حيث إنها واحدة من عدد قليل جداً من المومياوات الملكية المعروفة التى عُثر عليها سليمة، ضمن المومياوات الملكية التى وُجدت فى خبيئة الدير البحرى عام1881م، بعد أن قام الكهنة بجمعها خلال الأسرة الحادية والعشرين، وأعادوا لفّها ووضعها فى توابيت أخرى، لتكون بعيدة عن عيون لصوص المقابر فى ذلك الوقت.

أهنئ الصديقة وأستاذة الأشعة على هذا الإنجاز الكبير، الذى يرفع من قيمة البحوث والاكتشافات الأثرية، كما أهنئ عالم المصريات الأشهر د. زاهى حواس، بحصوله على أرفع الأوسمة من الإمبراطور اليابانى، ولهذا حديث آخر.