خـالد مـيرى يكتب من واشنطن
خـالد مـيرى يكتب من واشنطن


نبض السطور

قصة نجاح رحلة الأيام الأربعة إلى واشنطن.. حفاوة بايدن وأركان إدارته بالرئيس السيسى وقيادته الفاعلة المتزنة

خالد ميري

السبت، 17 ديسمبر 2022 - 06:23 م

 

الجالية المصرية تحدت الأمطار والصقيع للترحيب بزعيم الوطن فاستحقت التحية

١١ لقاءً ناجحًا مع قادة أمريكا والمجتمع الدولى وانطلاقة جديدة للعلاقات الأفريقية الأمريكية

الاحتفال بـ١٠٠ سنة للعلاقات المصرية الأمريكية وقضية سد النهضة حاضرة فى كل اجتماع

 

٤ أيام زمن رحلة زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى واشنطن.. شهدت تسجيل قصة نجاح جديدة للجمهورية الجديدة، جمهورية تقود أفريقيا إلى المستقبل وتحظى باحترام أمريكا والعالم كله.. وكانت الجالية المصرية فى قلب الحدث، حينما تحدوا المناخ بأمطاره وصقيعه وأصروا على الوقوف فى الشارع طوال الأيام الأربعة احتفالا بزيارة رئيس مصر ووجوده فى واشنطن..

ليسجلوا ملحمة حب جديدة بأيادٍ مصرية تعشق تراب الوطن.

الزيارة الناجحة بدأت الثلاثاء الماضى واستمرت حتى الجمعة ولم يتوقف زعيم مصر عن العمل لحظة واحدة طوال الرحلة ليسطر كتابًا جديدًا فى حب الوطن والعمل على رفع شأنه إلى المكان الذى يستحق وسط العالم وفى قيادة أفريقيا، ١١ لقاءً مع الرئيس الأمريكى بايدن وأركان إدارته والنواب من الحزبين الجمهورى والديمقراطي وقادة الاقتصاد والتجارة والرأى العام ومع قيادات دولية على رأسها رئيس البنك الدولى ورئيس المجلس الرئاسى الليبى، ومشاركة ناجحة قوية فى القمة الأفريقية الأمريكية الثانية.. وكانت قضية سد النهضة حاضرة فى كل اجتماع كما كان حق أفريقيا فى التنمية والانطلاق للمستقبل حاضرًا وبقوة، كما كانت العلاقات الاستراتيجية مع أمريكا تشهد دفعة جديدة قوية إلى الأمام.

منذ لحظة وصول الرئيس السيسى إلى واشنطن كانت الجالية المصرية قد تجمعت من كل الولايات، أسر كاملة كبارًا وشبابًا وأطفالا والمرأة المصرية حاضرة بقوة، أيام فى حب مصر قضتها الجالية فى واشنطن وهى تحتفل بزيارة زعيم مصر، الأغانى الوطنية صدحت فى قلب العاصمة الأمريكية وأعلام مصر وصور الرئيس السيسى زينت الشوارع، البرد الشديد والصقيع وحتى الأمطار الغزيرة يوم الخميس الماضى فى درجة حرارة ٢ تحت الصفر لم تمنع أبناء مصر من التجمع حول مقر إقامة الرئيس يوميًا فى ملحمة تعكس عشق الوطن والانتماء إليه، وكان الرئيس مع أبنائه بالخارج فحرص على توجيه تحية خاصة لهم، وبكل إعزاز وتقدير توجه إليهم بالشكر على ما أبدوه من حفاوة استقبال طوال فترة إقامته، مؤكدًا مواصلة العمل لدعم كل أبناء مصر فى الداخل والخارج.

مشاركة الرئيس فى القمة الثانية الأمريكية الأفريقية كانت حاضرة وبقوة.. فمصر منذ تولت رئاسة الاتحاد الأفريقى تواصل العمل لخدمة قضايا القارة وشعوبها وتدافع عن حقنا فى التنمية وأن تحصل أفريقيا على نصيبها العادل من المشروعات الكبرى وتوفير فرص العمل لشبابها ومكانها المستحق فى قلب التجارة الأفريقية.

الرئيس التقى مرتين بالرئيس الأمريكى بايدن الأربعاء مساء فى حفل العشاء الذى أقيم على شرف الرئيس و٤٩ رئيس دولة وحكومة أفريقية شاركوا فى القمة، ويوم الخميس فى مركز واشنطن للمؤتمرات فى يوم القادة بالقمة وختام أعمالها، وكان لقاء أصدقاء دارت فيه حوارات ودية بين الزعيمين مع ما تشهده العلاقات بين الدولتين من تقارب شديد وتنسيق فى كل الملفات.

كما كان للرئيس السيسى كلمة مهمة فى جلسة تعزيز الأمن الغذائى فى أفريقيا، أكد فيها أن الأمن الغذائى لا ينفصل عن الأمن المائى وجدد الدعوة لإثيوبيا للانخراط بحسن نية فى مفاوضات جادة مع مصر والسودان للوصول لاتفاق قانونى ملزم حول سد النهضة يضمن الحقوق التاريخية للشعوب الثلاثة فى مياه النيل ويضمن حق كل دولة فى التنمية، هذه قضية حياة ولا تنازل أو تراجع عن موقف مصر الثابت فيها ولا يمكن القبول بالمساس بنقطة مياه واحدة من حصة مصر الثابتة فى مياه النيل.

القمة الأمريكية الأفريقية انعقدت وسط اهتمام أمريكى كبير بالعودة للقارة السمراء، لاستعادة نفوذ تراجع مع دخول الصين التى وصل حجم تجارتها مع أفريقيا ثلاثة أضعاف حجم التجارة الأمريكية الأفريقية..

والنفوذ الروسى اقتصاديا وعسكريا فى عدد كبير من دول أفريقيا، أمريكا قطعت الوعود بإنفاق ٥٥ مليار دولار خلال ٣ سنوات لتنمية الدول الأفريقية وبمنح أفريقيا مقعدًا دائمًا فى مجلس الأمن وبضم الاتحاد الأفريقى لمجموعة العشرين، وبإنشاء أكبر منطقة تجارة حرة بين أمريكا وأفريقيا ليصل حجم التبادل التجارى لحوالى ٢٫٥ تريليون دولار، وهذه المرة تبدو الإدارة الأمريكية جادة فى التنفيذ فكل تأخير تتدخل الصين وروسيا لملء الفراغ دون تباطؤ، وخلال الأيام القادمة ستبدأ زوجة الرئيس بايدن ووزيرا الخارجية والدفاع زيارات مكثفة لأفريقيا للاتفاق على بدء التنفيذ الأعلى لما تم الاتفاق عليه فى قمة واشنطن.

زيارة الرئيس السيسى إلى جانب المشاركة الفاعلة فى القمة الأفريقية الأمريكية كان لها أكثر من جانب، وكان الجانب الأهم يتعلق بالعلاقات الثنائية مع واشنطن والذى شهد ٩ لقاءات ناجحة مع قادة أمريكا، بداية باللقاء الودى مع بايدن خلال القمة إلى اللقاء مع الوزيرين الأهم فى الإدارة الأمريكية وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع أوستن لويد وجيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكى.. وكانت كلمات وزير الدفاع الأمريكى حاسمة عن تقدير واشنطن لمصر رمانة ميزان واستقرار الشرق الأوسط، والتقدير للرئيس السيسى لما يتمتع به من قيادة شديدة الاتزان وفاعلة.

وكان الرئيس قد بدأ جدول أعماله فى السادسة صباح الأربعاء الماضى بإفطار عمل مع القيادات الجمهورية بمجلس النواب، وبعدها التقى مجموعة أصدقاء مصر أعضاء الكونجرس من الحزبين الديمقراطى والجمهوري، كما التقى السيناتور ليندساى جراهام عضو مجلس الشيوخ، ومساء الخميس الماضى تناول العشاء مع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية..

والتقى أيضا قادة المنظمات اليهودية أصحاب التأثير الملموس فى الرأى العام الأمريكى.. وفى كل اللقاءات كانت اللافتات فى خلفية الاجتماع احتفالية بمرور ١٠٠ عام على العلاقات المصرية الأمريكية، وكان الحرص كبيرًا من كل قادة أمريكا السياسيين والاقتصاديين والمؤثرين على دفع العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين - على حد وصف قادة أمريكا - إلى الأمام، وذلك بالتنسيق المستمر الفاعل فى كل الملفات وجذب استثمارات أمريكية جديدة لمصر وزيادة حجم التبادل التجارى واستمرار التعاون الأمنى والعسكري فى أعلى مستوياته، الجميع فى أمريكا اتفقوا على دور مصر القوى والذى لا غنى عنه لضمان الاستقرار فى منطقة مضطربة ولضمان الأمن، كما أشادوا بسياسة مصر الداعية للسلام والتعاون والتسامح الدينى، والحقيقة أن ما حققته الجمهورية الجديدة من إنجازات على مدار ٨ سنوات مع الرئيس السيسى محل احترام وتقدير كبيرين وكان الدافع الأهم لاستعادة مصر دورها القوى إقليميًا ودوليًا.

الزيارة كان لها جانب ثالث مهم أيضا بلقاءات دولية مهمة مع ديفيد مالباس رئيس البنك الدولى حول دور البنك فى دعم خطط مصر للتنمية ومواجهة الآثار السلبية لجائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، ومع رئيس المجلس الرئاسى الليبى محمد المنفى لتأكيد موقف مصر الثابت لدعم الأشقاء فى ليبيا، والحرص على استقرار ليبيا وإجراء انتخابات يختار فيها الشعب الليبى قيادته لإغلاق الأبواب أمام النزاعات والحرب الأهلية والانطلاق إلى المستقبل بما يحقق مصالح كل أبناء الشعب الليبى.

نجحت الزيارة على كل المستويات، فمصر بوابة العالم إلى أفريقيا وصاحبة الدور القيادى فى منطقتها وقارتها، ومن القاهرة يبدأ أى عمل حقيقى للتعاون.. ومصر - السيسى تمد يدها بالسلام والتعاون للجميع ولا تبحث إلا عن مصالح دول وشعوب القارة.

الزيارة الناجحة على كل المستويات أنستنا درجات الحرارة الباردة التى كانت تحت الصفر، ولكنها لم تنسنا أن نحمد الله على نعمة الجو الرائع فى مصر أم الدنيا، وخلال الزيارة كان هناك إجماع من كل الأمريكيين على أن حلمهم الأول هو زيارة مصر والتمتع بجوها وزيارة الأهرامات والآثار، وأعتقد أنها مسالة يجب أن تضعها وزارة السياحة فى مقدمة اهتماماتها الفترة القادمة، كما كان هناك إجماع على أن الآثار السلبية لأزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية طالت الجميع، فالأسعار فى ارتفاع مستمر والتضخم فى أمريكا لم تشهده منذ ٤٠ عامًا ولا أحد يمكنه التنبؤ بالمستقبل إذا استمرت هذه الحرب..

الكل يعانى ويشكو وعلى الجميع العمل معًا لإيقاف هذه الحرب فى أقرب وقت، فشعوب العالم خاصة من يستوردون البترول والقمح والمواد الغذائية يدفعون ثمنًا غاليًا لحرب ليس لهم علاقة بها.

من واشنطن كتبت مصر - السيسى قصة نجاح جديدة لجمهورية جديدة.. تسير إلى المستقبل بخطوات ثابتة وتفتح أبوابها للتعاون مع الجميع على أساس قاعدة واضحة أساسها المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة