الدكتور صلاح فضل
الدكتور صلاح فضل


رحيل صلاح فضل.. آخر جيل الكبار في دولة «النقد»

آخر ساعة

الأحد، 18 ديسمبر 2022 - 03:43 م

حسن حافظ

 غيّب الموت الدكتور صلاح فضل، أستاذ الأدب والنقد ورئيس مجمع اللغة العربية، الذي يعد واحدًا من أكبر نقاد الأدب العربى في الفترة المعاصرة، ويختتم رحيله سلسلة من نقاد الأدب الكبار الذين أثروا الحياة النقدية العربية، إذ جاء رحيل فضل بعد عام من وفاة الدكتور جابر عصفور، الذي تحل ذكرى رحيله الأولى بعد أيام (31 ديسمبر).

خبر وفاة فضل (84 عاما) أثار حزنا عميقا بين أصدقائه وتلاميذه ومحبيه، إذ عرف عنه مكانته المرموقة كأحد نقاد الصف الأول في مصر، وأحد من يحسب لكتاباته النقدية ألف حساب، لاطلاعه العميق على الأدب العربي والغربي، وتبحره في معرفة أسرار اللغة العربية، وجودة تفكيره النقدي القادر على تحليل مختلف النصوص الروائية والشعرية، والكشف عن مكامن قوتها أو ضعفها.

وفضل الذى وافته المنية السبت الماضي، ترك خلفه مسيرة علمية حافلة بالعطاء والإنجاز؛ إذ وصفه مجمع اللغة العربية بالناقد الأدبى «البصير بفنون الأدب العربى والأدب المقارن ونظرية الأدب ومناهج النقد الحديث، والمترجم القدير».

وُلد محمد صلاح الدين عبدالسميع فضل، بقرية شباس الشهداء بوسط الدلتا فى عام 1938، واجتاز المراحل التعليمية الأولى الابتدائية والثانوية بالمعاهد الأزهرية، ليحصل على ليسانس كلية دار العلوم فى جامعة القاهرة عام 1962، وعمل معيدًا بالكلية ذاتها منذ تخرجه حتى عام 1965.

أُوفِد فى بعثة للدراسات العليا بإسبانيا وحصل على دكتوراه الدولة فى الآداب من جامعة مدريد المركزية عام 1972، وعمل فى أثناء بعثته مدرسًا للأدب العربى والترجمة بكلية الفلسفة والآداب بجامعة مدريد منذ عام 1968، حتى العام 1972، وتعاقد خلال الفترة نفسها مع المجلس الأعلى للبحث العلمى فى إسبانيا للإسهام فى إحياء تراث ابن رشد الفلسفى ونشره.
عمل بعد عودته إلى مصر أستاذًا للأدب والنقد بكليتى اللغة العربية والبنات بجامعة الأزهر، وعمل أستاذًا زائرًا بكلية المكسيك للدراسات العليا منذ 1974 إلى 1977، أنشأ خلال وجوده بالمكسيك قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة المكسيك المستقلة عام 1975.

انتقل للعمل أستاذًا للنقد الأدبى والأدب المقارن بكلية الآداب بجامعة عين شمس منذ العام 1979م حتى وفاته، وانتُدب مستشارًا ثقافيًّا لمصر ومديرًا للمعهد المصرى للدراسات الإسلامية بمدريد بإسبانيا منذ العام 1980 ولخمس سنوات، ورأس فى هذه الأثناء تحرير مجلة المعهد المصرى للدراسات الإسلامية بمدريد واختير بعدها أستاذًا شرفيًّا للدراسات العليا بجامعة مدريد المستقلة.
انتُدب بعد عودته إلى مصر عميدًا للمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون بمصر منذ العام 1985 حتى العام 1988، وعمل أستاذًا زائرًا بجامعات صنعاء باليمن والبحرين حتى عام 1994، كما عمل أستاذًا للنقد الأدبى والأدب المقارن بكلية الآداب بجامعة عين شمس ورئيسًا لقسم اللغة العربية.

وبخلاف الجهود العلمية المختلفة للدكتور صلاح فضل، فقد ترك خلفه عدة مؤلفات مهمة وتأسيسية فى النقد الأدبي، وفى مقدمتها  كتبه: «منهج الواقعية فى الإبداع الأدبي»، و»نظرية البنائية فى النقد الأدبي»،  و»تأثير الثقافة الإسلامية فى الكوميديا الإلهية» لدانتي، و»علم الأسلوب، مبادئه وإجراءاته»، و»إنتاج الدلالة الأدبية»، و»ملحمة المغازى الموريسكية»، و»شفرات النص.. بحوث سيميولوجية»، و»عين النقد على الرواية المعاصرة»، و»تحولات الشعرية العربية»، و»الإبداع شراكة حضارية»، وقد حصل على جائزة النيل فى الآداب العام 2018.

أقرأ أيضأ :رئيس التنمية الثقافية ينعى الدكتور صلاح فضل
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة