محمد ملوك
محمد ملوك


الورد اللي فتـح في «قصائد» مصر l محمد ملوك: أحتاج مزمارًا لأصبح «حاوي»!

آخر ساعة

الأحد، 18 ديسمبر 2022 - 03:43 م

عبد الهادي عباس

من قلب الريف وُلدت الموهبة المعجونة بطين الأرض، وعبر أثير الإذاعة وأصوات سلاطين دولة التلاوة، عرفت روح الشاعر داخل محمد ملوك طريقها، التى تغذت على تراث الأجداد وجديد المنتج الشعرى الغربى، ليشق ملوك لنفسه طريقة خاصة فى دولة الشعر، تمخضت عن اعتراف واسع بموهبته، فى ظل انتظار صدور أربعة دواوين دفعة واحدة، تثبت أقدامه بين شعراء جيله.. وفى السطور التالية إطلالة على تجربته، كما يرويها على لسانه:

وُلدت فى الرابع والعشرين من شهر مايو ١٩٨٣م بقرية شرقية المعصرة بريف الدقهلية؛ منذ الطفولة ونظرتى إلى الأشياء مختلفة، وما زلت أكبر وتكبر معى، وإن ظل الطفل فى داخلى بمكان ما يرفض التغييرات الضخمة كلما لم يتمكن من استيعابها.
كان الطريق إلى مدرستى أسطوريا محاطا بالأشجار من جانبيه، وكان خلف بيتنا والبيوت التى تجاوره جدول صغير، عليه خشبة عريضة للعبور إلى الجهة الأخرى من القرية حيث طريق المدرسة ثم يستمر السحر، فالمدرسة بين العمران والحقول وأشجار النخيل والجميز والتوت والتين.. هكذا رأيت الدنيا صغيرًا وتركت أثرًا لا يُمحى فى نفسى، طبعًا كل هذا تغير الآن.
فى صغرى كذلك كان رافدى الأهم إذاعة القرآن الكريم، حيث كنت أحتضن المذياع مستمتعا بالتلاوات الجميلة الفخمة، ثم بالشعر عبر إذاعة البرنامج العام وسواها.. وعندما اشترى والدى تلفزيونا لنا فى أواخر الثمانينيات كنت أستمتع بالأفلام الإنجليزية الراقية عبر القناة الثانية مما أثر على لغتى العربية عبر الترجمة الجيدة وأضاف إلى تكوينى محبة اللغة الإنجليزية التى تخصصت فيها فيما بعد.
وقد تأثرت بالشعراء الكبار كالمتنبى وأبى العلاء المعرى وأبى تمام، ثم بعد ذلك بشكسبير وچون ميلتون وبيرسى شيلى وكيتس، فبصرت أرى الإنسان فى كل ما أقرأ؛ ومنذ ذلك الحين وأنا أحاول الوصول إليه عبر الإنسانى الذى يربط بيننا بغض النظر عن الأيدلوچيا أو الجغرافيا.

حزت المركز الأول على مستوى الجامعات الحكومية والخاصة المصرية فى مسابقة أكاديمية أخبار اليوم عام 2007م عن قصيدة (فانتازيا)؛ والمركز الأول بذات المسابقة عام 2008م عن قصيدة (رع)؛ وذكر اسمى بمعجم البابطين للشعراء المعاصرين إضافة إلى مختارات من شعرى؛ كما حاز ديوانى الأول «أنتِ الذين أحبهم» جائزة مركز عماد قطرى للإبداع والتنمية الثقافية، وصدر عنه عام 2018م؛ وحاز ديوانى الثانى «أحتاج مزمارا لأصبح حاوى» جائزة شاعر مصر التى نظمها الاتحاد العالمى للشعراء وصدر عنه عام 2018م؛ وحازت قصيدتى «الحرب» المركز الأول فى مسابقة عميد الأدب العربى د. طه حسين التى نظمها مركز رامتان الثقافى بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية عام 2019م؛ وحازت قصيدتى «قرطبة» المركز الأول فى مسابقة عبد الستار سليم للشعر والنقد عام 2020م؛ وكذلك حصّلتُ منحة التفرغ من وزارة الثقافة المصرية عام ٢٠٢١م.
لى تحت الطبع أربعة دواوين تصدر قريبا بإذن الله: (له الجهات الست - أضوأ من أن تُحجبى- يهذى بهن- أمام الله والشيطان)

أما القيم الكلية العامة التى يتمحور عليها شعرى؛ فهي: الجمال والحق والحرية، هى قضاياى الكلية فى كل كتاباتى الشعرية، وأفكر فى توسيع الدائرة مؤخرًا عبر كتابة المسرح والرواية؛ وأرى أن الإبداع نهر هادر يجرف كل العوائق ليستمر، والربيع العربى كان زلزالا تغيرت الدنيا من بعده بشكل مهول، فأثر ذلك على كل شيء لا على الشعر فقط، أما الحديث عن جيل بعينه، فالتجارب لا تُحصى، ولا يبدو أن توقيت الحكم بجــــــودتهـــا مــــن عدمه قد آن بعد.

«السفينة»

تــركــــــــــــــــــــنـا الســـــــــــــــفـــينـةَ تمـضــــــى
وعن قاربٍ كان كوخًا قَطَعنا الحبالا
أفــــــى أزرقٍ فـــــــــوقَ كانت مـــــــــرايــــــا
أم البحرُ مِن تحتُ كانَ احتمالا
ظـــننا الســماءَ على الماءِ تمشى
وسِــرنا مــع الظنِّ حـــتى استَحالا
فلم نَجِدِ البحرَ - مما توهّجَ فيهِ -
ولـكــــــــــــن هــــــــــــــو الضــــــــــــوءُ ســــــــــالا
تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنــيــــتُ ألا نــــعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــودَ
فمن قبلُ يا طالَ ما بيننا الموجُ حالا
وألا مكانَ...، وأن يستجيبَ لى اللهُ
ســــــــبــحــــــــــــــــــــــــــانَـــــــــهُ وتــعــــــــــــــــــــــــالــــــــــى
بأنى عـــــددتُ النجــــــــومَ اشـتياقــًا
فلمـــــــا انتهــــيتُ عـــــددتُ الرمـــــــــــالا
وحَدّقتُ فى الغَيبِ يومًا طويلًا
فلا الشمسُ غابت ولا الظِلُّ مالا
كأنّ غدًا طائرٌ حطَّ كى يستريحَ
وعــــــن قُـــبّـــــــــــةِ الأُفْــــــــــــــقِ شـــــــــــــــــــــــالا
عســى يُصلِحُ اللهُ بالصـــبرِ قلـــبـى
فيصـــلـحُ مــن فَـــــــورهِ القلــــــبُ بالا
رمَى الوقتُ بى فى الحياةِ فلم أَتَفلسَف
كـــمــــــــــــن شَـــــــــــــــــــــكّ فيـــهــــــــــــــــــا وزالا
أفِـــــــــــى بُـــــــــــنِّ عـــــــــــــيـنـيـنِ شَــــــــــــــــــــــــــكٌّ
كأنّ غزالينِ شَمسانِ إلا اشتعالا
كأنّ عـلــــــى آخــــــــرِ الضـــــــوء معنًى
أَجـــــلُّ مـــن الضـــوءِ غَـيبًا وحــــالا
كـــأنّ الــذى مِـــــــــــــن وراء الجَــمـــــال
لقلـــبـــــى المُـــــــــوَلَّـــــهِ قـــــــالَ: تــعــــــالا
تَخَـــــــفّـــفــــــــــــــــــتُ يـــــا ربّ مِــــــــــــــــــــــــنّـــــي
فكيفَ يَدانِ تَشُدّانِنى لم تَزالا
علــــى أنـنـــى قــــد ســـــــألتُ ائتنـاسًا
 ولكــننــى مــــا قصــــــــــدتُ الســـــــؤالا
خـــــــرقــــــــتُ الســـــــفــينــةَ للآخــــريـــنَ
 لأنّ لـهـــــــم فـــــــى البيــــــوتِ عِـــــيالا
وحـــــينَ قفـــــزتُ إلـــــى المـــاءِ قلــــتُ:
يريــــدونُ أرضــــــــــــــــاً ولكــــــــن أنــــــا لا
فـلــــــــــم يَـكــــــــــــــدِ البحـــــــرُ يَـنـشَــــــــــقُّ
حتى اختفى، ثُم عادَ فما عَمَّ لالا
وللنَّجمِ لما رأوه الجنودُ قد انشقَّ
ظــــــــــــــــــــنـوا العــــــــــــــــذابَ احـتـــفــــــــالا
فألقــــــيتُ مسـبـحــــــــتى وعَصـــــــايَ
وحـــين اقـــتربتُ خلعـــتُ النعـــالا
وها أنا يا سيدى ليسَ شيئًا هواى
وإنْ جَـعــلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــوه مِـــــــــــــــــــــــــثـالا
حلَمـــــــــــــتُ حلمــــــــتُ بأكــــــــثرِ هــــــذا
وقـــــد يغلـــبُ الواقعـــــى الخــــــيالا
فـــبُــعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدًا لــــدنـيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
ولو أَبدَلَتنِى بكلّ قُلامةِ ظُفرٍ  هِلالا

اقرأ أيضًا: بفستان أنيق.. ريهام عبد الغفور تتألق في أحدث ظهور لها 
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 

 
 
 
 
 

مشاركة