الثلاثاء، 20 ديسمبر 2022 - 03:29 م

عندما اتخذت إدارة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة قرارها بتكريم النجمة الكبيرة"نبيلة عبيد" في افتتاح دورته السابعة التي ستعقد في مارس المقبل، كان قرارا صائبا علي كافية المستويات ولما لا ؟ وهي الفنانة التي تبنت قضايا المرأة في أفلامها وقدمت عبرعشرات الأدوارعلي الشاشة الكبيرة نماذج متنوعة للمرأة حيث وصفتها، د. عزة كامل، نائب رئيس مجلس أمناء المهرجان، بأنها أحد رموز السينما المصرية عبر تاريخها الطويل، وصاحبة بصمة مهمة في تقديم قضايا المرأة على الشاشة الفضية، خاصة أنها قدمت العديد من روايات الكاتب الكبيرالراحل إحسان عبدالقدوس، الذي يعتبر أكثر الأدباء المصريين والعرب تعبيرا عن هموم المرأة ومشاكلها، في حين وصف السيناريست محمد عبدالخالق رئيس المهرجان، أن تكريمها يأتي إعترافا بفضلها في تقديم عشرات الأفلام الهامة، التي ستبقى في ذاكرة السينما العربية علامات علي دور السينما الكبيرفي تبني هموم المجتمع، فهي نجمة من طراز فريد، قدمت أفلاما تحمل قيمة فنية رفيعة، وفي ذات الوقت تتمتع بجماهيرية ربما لا تحققها كثير من الأفلام الآن، ما جعلها واحدة من نجمات الشباك المعدودات في تاريخ السينما المصرية، اما الكاتب الصحفي حسن أبوالعلا، مدير المهرجان، فيري أن تاريخ نبيلة عبيد السينمائي يضم أفلاما تبرز قضايا المرأة ومعاناتها، مثل "التخشيبة" مع عاطف الطيب، و"المرأة والساطور" مع سعيد مرزوق، و"العذراء والشعر الأبيض" مع حسين كمال، فضلا عن تعاونها مع مخرجي السينما المصرية الكبار مثل صلاح أبوسيف ويوسف شاهين وعاطف سالم وأشرف فهمي وعلى عبدالخالق ومحمد خان وسمير سيف، فمشوار نبيلة عبيد السينمائي يكشف عن تنوع كبير سواء في الشخصيات التي قدمتها، أو القضايا التي طرحتها أفلامها .

لقد حمل تاريخ الفنانة نبيلة عبيد الكثيرمن الأعمال المهمة في تاريخ السينما المصرية والعربية ،و تعددت الأدوار والشخصيات التي قدمتها خلال رحلتها في السينما حيث لم تقتصر على أداء نوع واحد أو شخصية واحدة وإنما تنوعت الأدوار فشملت الأم والابنة والمدرسة والزوجة وسيدة الأعمال والشرطية والخادمة والمدمنة والراقصة والقاتلة واللصة وغيرها من الأدوار حيث كانت نصيرا للكثير من القضايا الإنسانية وقضايا المرأة وكاشفا للفساد في المجتمع ويعد دورالأم الذي أدته في فيلم "العذراء والشعر الأبيض"من أهم وأروع أدوار الأمومة في تاريخ السينما المصرية.

وخلال مشوارها حصدت "نبيلة" لقب "نجمة مصر الأولي"، وهو اللقب الذي بمجرد أن تسمعه تعرف أن المقصود به "نبيلة عبيد"؛ والتي صنعته عبر مشوار فني طويل ومتنوع ما بين السينما والتليفزيون والاذاعة لمدة نصف قرن، جسدت من خلاله كل معاني التضحية والعطاء والنجاح،  فلم تكن الفتاة الصغيرة والجميلة أيضا وبنت شبرا "نبيلة محمد أحمد عبيد" والتي درست بكلية البنات بالعباسية؛ وعشقت السينما من خلال ترددها علي سينما شبرا بلاس الشهيرة بجوار بيتها، أنها بعد ادائها لدور صغير وصامت في فيلم"ما فيش تفاهم"مع المخرج عاطف سالم أنها ستصبح بعدها بسنوات"نجمة مصر الأولي" بلا منازع وتتربع علي عرش النجومية لسنوات طويلة؛ وتقدم عشرات الأدوار الصعبة والمهمة والتي كشفت عن موهبتها الكبيرة والمتفردة بين نجمات جيلها؛ و"بلبلة" لم تكن مجرد ممثلة جميلة دخلت مجال التمثيل بحثا عن الشهرة والنجومية والثراء ولكن منذ دخولها الفن حددت طريقها وهدفها وهو أن تقدم فنا يحمل قيمة ورسالة وفي نفس الوقت يحقق المتعة للجمهور، كما اختارت لنفسها مشروعا سينمائيا عملت علي تنفيذه خلال رحلة نجوميتها حتي أصبحت رقم واحد بين النجمات والتي تحقق أفلامها أعلي الإيرادات؛ لتكسر حاجز احتكار النجم الرجل للإيرادات .

واعتمد مشروع "نبيلة عبيد" السينمائي علي النصوص الأدبية والروايات وتحويلها إلي أفلام وقد وجدت ضالتها في روايات إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وكان الأول هو صاحب الرصيد الأكبر في تحويل رواياته لأفلام تقوم ببطولتها "بلبلة" وهذه الأفلام ساهمت لحد كبير في صنع نجوميتها وتألقها لسنوات طويلة ؛ لتصبح "نبيلة" النجمة المصرية الوحيدة التي حققت رقما قياسا في الاستعانة بالأدب والرواية في أعمالها السينمائية؛ كما أنها كانت تجيد اختيار كبار كتاب السيناريو وظهر ذلك في تعاونها المتكرر مع السيناريست الكبير مصطفي محرم الذي كتب لها سيناريوهات لإثني عشر فيلما كما تعاونت مع كبار المخرجين منذ بدايتها منهم"عاطف سالم ونيازي مصطفي وحلمي رفلة وعاطف الطيب واشرف فهمي وسعيد مرزوق ومحمد خان ويوسف شاهين وعلي عبد الخالق وحسين كمال وأحمد يحيي وايناس الدغيدي " وغيرهم ؛ لقد كتبت نبيلة عبيد تاريخها الفني بالكد والتعب والتضحيات فاستحقت أن يطلق عليها لقب"نجمة مصر الاولي"، لذلك فإن تكريمها في مهرجان اسوان الدولي لأفلام المرأة هو تكريم مستحق لنجمة مؤثرة في تاريخ السينما المصرية .

اقرأ أيضا|خالد جلال: الطريق مفتوح أمام أي عمل جيد لإنتاجه في المسرح