الأربعاء، 21 ديسمبر 2022 - 05:45 م

أحسن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء فى اتخاذ قرار وقف الحج على نفقة الدولة، من وجهة نظرى القرار وإن جاء متأخراً، إلا أنه مطلوب فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تعيشها البلاد، كما أنه مهم كأحد إجراءات الترشيد الغائبة عن الحكومة، فإذا كانت الحكومة قد أعلنت عن اتباع الترشيد بخطة استراتيجية مهمة فى ظل ما نعانيه من أزمات، إلا أنها لم تتخذ ما هو واجب عليها من ترشيد فى عقد الحفلات والمؤتمرات التى لا لزوم لها، وشراء السيارات الفارهة والمكاتب والمبانى الفاخرة للمسئولين.

أتمنى أن تتخذ الحكومة خطوات أكثر جدية فى الترشيد، ولا يفوتنى أن أشيد بما اتخذته من إلغاء الحج على نفقة الدولة، وتقليل أعداد بعثات خدمة الحجيج إلى حدها الأدنى، وبدون أى بدلات سفر، جاء ذلك فى اجتماع اللجنة الوزارية العليا للحج بمناسبة بدء الاستعدادات والترتيب لموسم الحج المقبل والذى ترأسه الدكتور مدبولي، وزير الأوقاف مختار جمعة أكد أنه لا حج على نفقة الأوقاف، وشرح مبررات ذلك بأن من رحمة الله «عز وجل» بعباده أن جعل الحج مبنيًّا على الاستطاعة البدنية والمالية، فمن لم يستطع الحج من حُرِّ ماله، فوق قوته وقوت مَن يعول، فلا حرج عليه على الإطلاق، الله «عز وجل» يقول: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا»، كما أن سد احتياجات المحتاجين أولى ألف مرة ومرة وأعظم أجرًا وأعلى ثوابًا من تَكرار الحج والعمرة.

فالأول واجب عينى أو كفائي، والآخر نافلة، ولا شك أن الواجب عينى كان أو كفائى مقدَّم شرعًا وفقهًا وإنسانية على سائر النوافل وقربات التطوع .

وقال: إذا كان الإنسان يبحث عن مغفرة ما تقدم من ذنبه، فباب المغفرة جد فسيح، وقال الوزير: إن الحج على نفقة الدولة تكلفته لـ 100 ألف حاج تصل إلى مليار دولار، «كيف يعقل صرف هذا الرقم ونحن فى حاجة إلى توفير العملة الصعبة»، أبواب الترشيد كثيرة أرجو أن تقتحمها الحكومة.
دعاء: اللهم احفظنا من الفتن.