صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

المونديال.. دروس وعبر

صالح الصالحي

الأربعاء، 21 ديسمبر 2022 - 07:40 م

أسدل الستار على بطولة كأس العالم «قطر ٢٠٢٢» كواحدة من أفضل البطولات.. فازت الأرجنتين باللقب وأصبحت بطلاً للعالم.. واستمتع الجمهور فى جميع أنحاء الأرض بالإثارة والمتعة ولحظات الانكسار والفوز والدراما، والمفاجآت التى شهدتها المباريات وقدمتها المنتخبات المشاركة والمتنافسة بأقدام لاعبيها وعقلية مدربيها. هذه النسخة من كأس العالم مليئة بالدروس الفنية لخطط اللعب المتنوعة والمستوى البدنى العالى للاعبين واستعدادهم الذهنى والتى يجب على المتخصصين دراستها وتحليلها للاستفادة منها والتعرف على كل ما هو جديد فى هذا الشأن.

أنا هنا أتحدث عن دروس أخرى.. فما قدمه المنتخب المغربى من إنجاز بحصوله على المركز الرابع.. يؤكد أن الإصرار والعزيمة والرغبة والتخطيط السليم والإخلاص فى العمل جميعها تؤدى إلى نتائج تفوق الخيال وتتفوق على الواقع.. أتحدث عن اللاعب كريستيانو رونالدو لاعب البرتغال الذى لم يعترف بالسن وإنما بالعطاء فى الملعب وحمل معه حلمه إلى الدوحة ورغم أنه لم يوفق وعاش لحظات الانكسار إلا أنه يكفيه أنه حاول تحقيق حلمه ولم يفقد الأمل فى تحقيقه.. أتحدث عن ميسى الذى حقق إنجازاً يبلغ الإعجاز، لاعب فذ «حريف» بما تحمله الكلمة من معانٍ.. والذى ذهب وكله طموح فى تحقيق اللقب الذى فشل فى تحقيقه لسنوات.. وبالفعل حمل الكأس ومعه كأس أفضل لاعب فى البطولة.

ورغم أن هذه النسخة لكأس العالم لم تكن الأفضل فى مسيرة ميسى على المستوى الفنى.. إلا أنه حقق حلم السنين بفضل تعاونه مع زملائه فى الملعب.
أتوقف كثيراً عند اللاعب كليان مبابى لاعب منتخب فرنسا.. لاعب شاب لم يتجاوز عمره ٢٤ عاماً.. فاز بلقب هداف البطولة الذى نافسه عليه ميسى حتى آخر ثوانٍ فى المباراة.. ولكنه بعزيمة الشباب استطاع اقتناص اللقب منه بفارق هدف.. هذا اللاعب أمامه مستقبل مبهر ورائع لإمتاع الجماهير والفوز بالبطولات.

أتوقف عند منتخبات كثيرة ظهرت بمستوى عالٍ مثل اليابان.. عند منتخب الأرجنتين الذى تلقى الهزيمة فى أول مباراة له من السعودية وحولها إلى دافع للحصول على كأس العالم «من رحم المعاناة يولد الأمل».. أتوقف عند المباراة النهائية التى جمعت الأرجنتين وفرنسا وما حملته من لحظات انكسار وهزيمة وعودة ثم هزيمة ثم عودة لتنتهى فى النهاية لصالح الأرجنتين.

أتوقف عند الجمهور المصرى الذى رغم استمتاعه بهذه النسخة الرائعة من كأس العالم.. ورغم أنه سعد بأداء المنتخب السعودى والمنتخب التونسى وبلغ عنان السماء بتحقيق المنتخب المغربى للمركز الرابع.. إلا أنه كان ينقصه شىء.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة