جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

زيلينسكى فى أمريكا.. لمــاذا الآن؟!

جلال عارف

الأربعاء، 21 ديسمبر 2022 - 07:42 م

بعد ٣٠٠ يوم من الحرب، يقوم الرئيس الأوكرانى زيلينسكى بأول رحلة خارج بلاده.

وطبيعى أن تكون وجهته هى العاصمة الأمريكية الداعم الأكبر له..

سواء بالإمكانيات الأمريكية، أو بحشد الحلفاء فى أوروبا وخارجها.

الرئيس الأوكرانى حرص قبل الزيارة على التواجد فى مواقع متقدمة فى مناطق الاشتباك مع الروس للتأكيد على إصراره على مواصلة الحرب.

وعلى الجانب الآخر حرص البيت الأبيض ـ من خلال المتحدث باسمه ـ على تأكيد "التزام أمريكا الراسخ بدعم أوكرانيا مهما طال الوقت بتقديم كل المساعدة الاقتصادية والإنسانية والعسكرية" بينما أعاد مسئولون أمريكيون التذكير بتصريحات بايدن بأنه لن يدفع زيلينسكى إلى مائدة التفاوض.

لكن ذلك كله لا ينفى أن الزيارة تتم فى ظرف دقيق تمر به الحرب فى أوكرانيا، ومع تغيرات فى مواقف الأطراف الأساسية فى المواجهة مع روسيا، ومع أسئلة بدأت تثقل على الجميع حول المدى الذى ستذهب إليه الحرب إذا استمرت، والقدرة على تحمل المزيد من المعاناة التى شملت كل الأطراف.

صحيح أن زيلينسكى سيلقى كل الترحيب فى العاصمة الأمريكية وسيشهد إعلاناً بأسلحة جديدة لأوكرانيا من بينها صواريخ باتريوت المتقدمة، وسيذهب إلى الكونجرس الذى يبحث الميزانية الأمريكية الجديدة التى تتضمن نحو ٤٥ ملياراً من المساعدات لأوكرانيا فى العام الجديد.

لكن الصحيح أيضاً أنه يذهب إلى واشنطون وهى تتأهب لتغييرات سياسية تجعل مجلس النواب فى قبضة الجمهوريين، وبعد تصريحات مثيرة للقيادة العسكرية الأمريكية تشير إلى أن أوكرانيا لن تحقق فى ميدان القتال أكثر مما حققت، وأن أحداً لن يحقق نصراً عسكرياً حاسماً، وأن وقت التفاوض من أجل حل سياسى قد حان.

ويترافق كل ذلك مع جدل سياسى فى أمريكا (وأيضاً فى أوروبا) يخشى من التورط المباشر فى الحرب إذا فاتت فرص التفاوض فى الهدنة التى يفرضها الشتاء الصعب فى ميادين القتال.

أمريكا لن تسمح لروسيا بالانتصار، لكنها لن تعطى زيلينسكى شيكاً على بياض!!

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة