الرئيس الأوكراني فى الكونجرس الأمريكى
الرئيس الأوكراني فى الكونجرس الأمريكى


«خطة سرية».. كيف ذهب الرئيس الأوكراني إلى واشنطن؟

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 22 ديسمبر 2022 - 01:35 م

في زيارته الخارجية الأولى منذ اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية، توجه فلاديمير زيلينسكي إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، وإلقاء خطاب أمام الكونجرس الأمريكي، إلا أن عملية السفر من كييف إلى واشنطن تم التخطيط لها بعناية، وفقًا لما كشفه تقرير لصحيفة «الديلي ميل».
فوفقًا لما نشرته «الديلي ميل»، اليوم الخميس، خطط الناتو والولايات المتحدة لنقل الرئيس الأوكراني خلال عملية حراسة وتأمين سرية للغاية، وقد اصطحبه أسطول من طائرات التجسس والطائرات الحربية إلى واشنطن حيث تمكن هناك من إلقاء خطابه التاريخي أمام الكونجرس.
ذهب الرئيس الأوكراني إلى واشنطن على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز بوينج سي 40 كليبر كجزء من عملية مخطط لها بدقة لتجنب أي تدخل روسي في أول زيارة خارجية له منذ أن بداية الحرب في 24 فبراير الماضي.
كما تم إرسال طائرة تجسس بوينج أواكس (للإنذار والتحكم الجوي) من ألمانيا، للمساهمة في ضمان سلامة الملاحة فوق بحر الشمال، وفقًا للديلي ميل. 
وأوضح التقرير، أن تقارير إعلامية بولندية أشارت لأن زيلينسكي عبر الحدود إلى وارسو في وقت مبكر من يوم الأربعاء 21 ديسمبر، ووصل إلى محطة قطار في مدينة برزيميسل، وهي بلدة حدودية ونقطة وصول للعديد من اللاجئين و الفارين من الحرب. 
وفي سيارة تابعة للسفارة الأمريكية، رافقت السفيرة الأمريكية في أوكرانيا بريدجيت برينك، الرئيس الأوكراني إلى مطار رزيسزو ياشونكا البولندي، حيث استقل رحلة طيران بدون توقف في الساعة 8.15 صباحًا بالتوقيت المحلي وهبطت في قاعدة أندروز المشتركة بعد ظهر الأربعاء.
كان الرئيس الأوكراني  طوال تلك الفترة على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية - وهي طائرة حكومية تستخدم عادة لنقل الوزراء والمسئولين وغيرهم من الشخصيات المرموقة في الإدارة الأمريكية، ولم يعلن البيت الأبيض عن الزيارة حتى وقت متأخر إلى حد كبير، منتظرًا خروج زيلينسكي بأمان من أوكرانيا.
وعندما مر زلينكسي فوق بريطانيا، انضمت إليه طائرة مقاتلة تابعة للقوات الجوية الأمريكية أقلعت من قاعدة جوية في المملكة المتحدة كجزء من مهمة الحراسة السرية.
وفي واشنطن التقى الرئيس الأوكراني مع نظيره الأمريكي، وألقى خطابًا امام الكونجرس شدد فيه على أن المساعدات التي يقدمها الكونجرس الأمريكي لبلاده، والتي وصلت قيمتها إلى عشرات المليارات من الدولارات، ليست إحسانًا بل هي استثمار في الأمن العالمي.
وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 23 على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم، واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق."

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة."

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا."

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة."

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو."

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت"، لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة