د. نجلاء شمس
د. نجلاء شمس


د. نجلاء شمس تكتب: الاختلاس الشبكي

الأخبار

الخميس، 22 ديسمبر 2022 - 08:21 م

تناوبت علىَّ من واردات الذهول ما يعلم الله مداها؛ أتأمل لاسيما، وأننا أمام متغيرات مجتمعية هائلة فى الضغط على القيم والسلوك بما يعقد مسألة البناء المجتمعى إذ كيف بشريحة من الشباب يفترض أنَّ كلًا منهم  لديه مهام علمية وعملية ولكنهم للأسف صرعى على شبكات التواصل فى السنوات الذهبية للتحصيل العلمى حتى تأثر التكوين العلمى فى عصر ثورة نظم الاتصالات بوسائل التواصل، وهذه الوسائل أمرها عجيب وهى مشكلة لها دلالات تهز الوعي، نعم لقد ابتلينا فى هذه الأيام بكثرة تتبع الأخبار والأحداث وإدمان برامج التواصل الاجتماعي، وفى الواقع إن الأمر أكبر مما نتصور فلم يعد مقصورًا على إضاعة الوقت فحسب بل امتد أثره على التكوين العلمى للشباب إذ تصدع الجلد، والدأب السابق وضعف الصبر على مطالعة كتاب أو حفظ متن أو حضور درس بل حتى مجالس العلم أصبح يمل منها، وهنا سؤال يطرح نفسه، ما الذى ترتب على هذه الصورة؟ ترتب عليها تدهور الشغف العلمى والدعوى لدى البعض من هذه الشريحة، وأصبح يستثقل القراءة الجادة والبحوث طويلة بل زاد اهتمام البعض حتى صارت عينه لا ترتفع عن هاتفه يتابع شبكات التواصل وآخر تطورات الأحداث وتعليق مختلف الأطياف عليها؛ حتى أصبح جوهر نشاطه اليومى بين تتبع الأخبار فى مصادرها، ثم متابعة التعليق عليها ومناقشتها، ويظل مترقبًا ردة فعل الأصدقاء حتى نشأ نقاش تواصلى داخلى آخر، هذا طبعًا فيما يتعلق بإشكالية انفلات التوازن فى استثمار خيرات هذه الشبكات وهذه الشبكات لها محتوى مختلف متعدد ولكن هذه المحتويات لها وزن فى التأثير لفت انتباهى وخصوصًا آثارها السلبية على الكوادر العلمية والإصلاحية للمجتمع وظهر الأثر واضحًا فى تعطل البناء العلمى وبدا كأنه وقف عند زمن معين فلو تفكرت فى نفسك لرأيت جزءًا من الأسباب يقع خلف الاختلاس الشبكى لوقتك دون أن تشعر وهذه الإشكالية قد طرحت فى عدة مجالس علمية وبُث فيها تباريح عن مثل هذه الشكوى التى تنفطر لها أكباد المعرفة فانتبه؛ حتى لا تكن ضمن هذه الشريحة وفى النهاية، لابد من التمييز فى أحوال وأقسام الناس فى التعامل مع هذه الشبكات وبين الحال المحمود والمذموم.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة