متحف وزارة التربية والتعليم
متحف وزارة التربية والتعليم


انفراد | نكشف مصير متحف «التعليم» ومكتبة الوثائق بعد نقل الوزارة للعاصمة الإدارية

فاتن زكريا

السبت، 24 ديسمبر 2022 - 02:56 م

4 مقترحات لنقل المقتنيات التاريخية بالمتحف.. وموظفو المتحف يطالبون وزير التعليم بإبقائه في مكانه الأصلي داخل الوزارة
مصادر: محنطات ومقتنيات التعليم التاريخية في خطر حال تعرضها للنقل من مكانها الأصلي

ما مصير متحف وزارة التربية والتعليم ومكتبة الوثائق بعد نقل موظفي الوزارة لمقر العاصمة الإدارية الجديدة؟.. سؤال يشغل أذهان الكثير من المهتمين بالشأن التعليمي، خاصة الطلاب الذين يحبذون زيارة المتحف والاطلاع على أهم مقتنياته التاريخية والتي تحمل أبرز ملامح التعليم على مر العصور.


 كشفت مصادر بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، في تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»، مصير متحف وزارة التربية والتعليم ومكتبة الوثائق، داخل ديوان عام وزارة التعليم بعد نقل موظفي الوزارة إلى مقر العاصمة الإدارية الجديدة خلال الفترة المقبلة، حيث أكدت المصادر، أن هناك 4 مقترحات لنقل متحف التعليم.

اقرأ أيضا| قبل انطلاق الامتحانات.. الممنوع والمسموح لطلاب المدارس خلال امتحانات نصف العام

وأوضحت المصادر، أن المقترح الأول الذي تدرسه الوزارة هو نقل متحف الوزارة إلى مدرسة المعهد العلمي الإعدادية بنين، والذي يضم جزء منه المركز الاستكشافي للعلوم بمنطقة الملك الصالح، والذي كان يطلق عليه مركز سوزان مبارك الاستكشافي للعلوم.


وأرجعت المصادر، أن سبب وقوع اختيار مدرسة المعهد العلمي الإعدادية بنين أو المركز الاستكشافي للعلوم، لنقل مقتنيات متحف الوزارة إليه، هو قرب المكان، حيث إن المركز الاستكشافي يقع بمنطقة الملك الصالح، ومتحف الوزارة يقع بمنطقة السيدة زينب، وهو ما يسهل على الوزارة عملية نقل ما يحتويه من مقتنيات تاريخية وأمهات الكتب والوثائق التاريخية في أمان تام، ولكن أوضحت المصادر، أن مدرسة المعهد العلمي «المركز الاستكشافي للعلوم»، بالملك الصالح، ليس به مساحة كبيرة لضم كافة مقتنيات المتحف، كما أن مباني مدرسة المعهد العلمي تعاني من بعض الشروخ، فضلا عن أن متحف الوزارة يحتاج لطابقين، ومساحة كبيرة قرابة الـ500 متر للطابق الواحد، وهو الأمر الذي يجعل وزارة التعليم في مأزق نقل المتحف إليها خاصة لما يحتويه من وثائق تاريخية هامة ومقتنيات وأمهات الكتب ومحنطات كثيرة.

وأشارت ذات المصادر، إلى أن المقترح الثاني هو نقل متحف وزارة التعليم إلى مقر المدينة التعليمية بالسادس من أكتوبر، حيث تتميز المدينة التعليمية بمساحة واسعة تستطيع الوزارة أن تقيم بها متحف كبير على مساحة 500 متر لكل طابق، يضم كافة مقتنياته ووثائقه التاريخية والمحنطات، دون إحداث أي ضرر بها، ولكن هذا المقترح يعد غير مناسبا لعدم جذب الزائرين له، خاصة وأن المدينة التعليمية تقع في مكان بعيد يصعب على طلاب المدارس زيارة المتحف بها.

وأضافت المصادر ذاتها، أن المقترح الثالث هو نقل مقتنيات المتحف ووثائقه التاريخية إلى المركز الاستكشافي للعلوم بمنطقة كوبري القبة، حيث إن المكان يعد مناسبا إلى حد ما عن المركز الاستكشافي بالملك الصالح، من حيث المساحة فقط.

وذهبت ذات المصادر، إلى المقترح الرابع، وهو أن يظل متحف وزارة التعليم بمكانه داخل ديوان عام وزارة التربية والتعليم بشارع الفلكي، دون نقل لمقتنياته التاريخية، وهو الرأي الذي يحبذه جميع موظفي المتحف ومن يعمل به، خشية من إحداث أي أضرار بالمنحطات والمستنسخات للتماثيل الفرعونية والتي يصعب تحركها من مكانها الأصلي بمتحف الوزارة، إضافة لاحتياجه لإنشاء طابقين بمساحة كبيرة تقرب مساحة 500 متر لكل طابق، حتى يتم وضع المقتنيات بها، ولاحتواء المتحف على مكاتب تاريخية، وأمهات الكتب التاريخية والتي تعد ثروة قومية مثل كتاب اللغة العربية للأميرة فوزية، لافتة إلى أن كتاب وصف مصر الذي كان من مقتنيات المتحف تم تسليمه لمدرسة الليسية منذ أعقاب ثورة 30 يونيه نتيجة لمحاولات الجماعة الإخوانية الإرهابية حرقه، وهو ما قامت الوزارة على الفور حينها بتأمينه من متحف الوزارة، حتى وصوله إلى مقر مدرسة الليسية للحفاظ عليه.

ولفتت المصادر ذاتها، إلى أن الوزارة لم تستقر حتى الآن على اختيار المكان المناسب لنقل المتحف بها، أو أن يظل بمكانه الأصلي داخل ديوان عام الوزارة، خاصة وأن مقر الوزارة سيظل مقاما كما هو، ولكن سيتم تسليمه لصندوق مصر السيادي، لافتة إلى أن مدير متحف التعليم، وموظفو المتحف، يطالبون الدكتور رضا حجازي ، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بأن يتم الإبقاء على المتحف بكافة مقتنياته في مكانه الأصلي داخل ديوان عام الوزارة مع تخصيص بوابة خارجية للمتحف لإمكانية الزيارات الطلابية والمدرسية له، حيث أكد مدير المتحف، مرارا وتكرارا، لمسؤلي الوزارة، أنه في حال نقل المقتنيات التاريخية النادر من المتحف بمقر الوزارة، لأي مكان آخر، سيتم الإضرار بالمحنطات والتماثيل الفرعونية النادرة التي يحتويها المتحف، والتي تعد ثروة قومية.


مقتنيات متحف وزارة التعليم:

متحف وزارة التربية والتعليم داخل ديوان عام الوزارة، يتكون من طابقين، يتصدر مدخله لوحة حائطية ضخمة مصنوعة من "الجص" المطلي باللون البرونزي تمثل مراحل التعليم المختلفة وترجع إلى عام 1969.

ولأول وهلة للطابق الأول من المتحف، سترى صور فوتوغرافية لوزراء التعليم منذ إنشاء الديوان، والذين بلغ عددهم 86 وزيرًا، بالإضافة إلى تلخيص لإنجازات كل وزير، يوضع في الأسفل منهم مكتب الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، وأحد الوزراء الذين مروا على الديوان.

ويحتوي هذا الطابق، على عرض للتعليم في عدد من العصور، مثل العصر الفرعوني الذي تم التعبير عنه عن طريق وضع نماذج للوحات بها كتابات باللغات المصرية القديمة، ولوحات توضح بالرسم العديد من مجالات التعليم المختلفة عند الفراعنة، بالإضافة إلى بعض المستنسخات للتماثيل الفرعونية منها الكاتب المصري القديم، كبير الأطباء، ومجسم لأول جامعة عرفت في التاريخ وهي جامعة "أون".
كما يحتوي الطابق الأول، على عرض للعصور التاريخية مثل العصر القبطي، حيث يضم بعض الكتابات القبطية على الأسطح المختلفة.
ويحتوي أيضا على قسم للتعليم عند العرب، من خلال عرض لوحات زيتية تخليله تعبر عن سوق عكاظ «أشهر الأسواق الأدبية عند العرب»، ولوحة أخرى تعبر عن العالم العربي «جابر ابن حيان»، وهو يعرض إحدى التجارب الكيميائية على عدد من علماء عصره، بالإضافة إلى نموذج مصغر من مسجد ومدرسة "الأشرف قايتباي"، ونسخة بالحجم الطبيعي لخريطة العالم كما تصورها الرحالة العربي "الشريف الإدريسي".

أما الطابق الثاني لمتحف وزارة التعليم، يحتوي على عرض لأنظمة التعليم، حيث النظام الحديث في القرنين التاسع عشر والعشرين، ويضم هذا الطابق عددا من الأقسام، التي تبدأ بالتعليم الفني بأقسامه المختلفة "الصناعي – التجاري – الزراعي"، مدللًا عليه من خلال عرض نماذج للمنتجات التعليم الفني، والزائر لقسم التعليم التجاري سيرى أول آلة كاتبة صنعت في مصر منذ ما يقرب من 150 عاما.

أما قسم التعليم الجامعي، فيعرض بعض الصور النادرة لحفل افتتاح الجامعة الأهلية المصرية عام 1908، ونموذج مجسم لجامعة القاهرة، بالإضافة لقسم التعليم الأزهري، الذي يضم لوحات زيتية لنماذج من شيوخ الأزهر الشريف، وواجهة عرض بها بعض الكتب الدراسية لعلماء الأزهر، ونمو مجسم للجامع الأزهر، كما يضم الأثر الوحيد الباقي منكلية دار العلوم، ونموذج مجسم لها كما بنيت لأول مرة في درب الجماميز "شارع علي يوسف حاليا"، إضافة لعرض عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة أو "التربية الخاصة"، ويحتوي على نموذج لماكينة الطباعة بطريقة "برايل"، خريطة العالم بطريقة "برايل"، وكذلك نموذج للمصحف المكتوب بنفس الطريقة، هذا بالإضافة إلى صور فوتوغرافية لطلاب الصم والبكم وأبرز الأنشطة التي كانوا يمارسونها.

ويضم قسم التعليم العام، لوحة زيتية ضخمة، تعد من أجمل المقتنيات وأعلاها قيمة في المتحف، للفنان الحسين فوزي عام 1952 تخيل فيها درس تشريح في مدرسة الطب بالقصر العيني، كما يوجد بهذا القسم أثاث حجرة الاجتماعات الخاصة بعلي مبارك باشا، والذي كان رئيسا للديوان وناظرا للمعارف على مدى أربع فترات في نهاية القرن التاسع عشر، وكان يلقب بأبي المعارف المصرية.

كما يشمل الطابق، على قسم كامل يعرض صورًا مرسومة لبعض الرائدات في مجال التعليم، وبعض الزعماء الوطنين الذين أسهموا في تدعيم فكرة تعليم الفتيات، فضلا عن ضمه، تماثيل صغيرة توضح تطور الزي المدرس للفتيات على مر التاريخ.

ويضم المتحف، في طابقه الثاني، مجسما كبيرا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مرفقا بها الميدالية التي حازها في بطولة الرماية عام 1959، بالإضافة إلى شهادته بالدراسة الثانوية، ونموذج مجسما للسد العالي الذي يعتبر من أبرز انجازاته.

كما يشتمل هذا الطابق، على عدد كبير من أمهات الكتب مثل كتاب "إحياء علوم الدين" للإمام الغزالي، و"تاريخ الكامل"، للعلامة أبو الحسن علي بن أبي الكرم.

أما مكتبة الوثائق التابعة لمتحف الوزارة، فتضم المكتبة الإلكترونية التي تشتمل على الوثائق الإلكترونية (قرارات وزارية _ قوانين منظمة للعملية التعليمية_ نماذج للمقررات الدراسية لجميع المراحل التعليمية _ أسئلة امتحانات الشهادات العامة والفنية)، إضافة لضمها مكتبة خدمة الباحثين، والتي تسمح لهم بالاطلاع الداخلي لمحتويات المتحف والمكتبة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة